اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > اوجلان مفتاح تسوية المشكلة الكردية ولكن الطريق ليست سالكة بعد

اوجلان مفتاح تسوية المشكلة الكردية ولكن الطريق ليست سالكة بعد

نشر في: 14 يناير, 2013: 08:00 م

بعد جمود وتوقف لمبادرة ( الانفتاح الديمقراطي ) التي اطلقها قبل نحو سنتين رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بهدف ايجاد مخرج ينهي النزاع المسلح مع الاكراد المتواصل منذ اكثر من ثلاثة عقود ،وبعد فشل وانهيارات المفاوضات السرية التي كانت جرت في  او

بعد جمود وتوقف لمبادرة ( الانفتاح الديمقراطي ) التي اطلقها قبل نحو سنتين رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بهدف ايجاد مخرج ينهي النزاع المسلح مع الاكراد المتواصل منذ اكثر من ثلاثة عقود ،وبعد فشل وانهيارات المفاوضات السرية التي كانت جرت في  اوسلو بين الاستخبارات التركية  ممثلة برئيسها حاقان فيدان ، وممثل العمالي الكردستاني في النرويج زبير ايدار بعد قيام  الكردستاني  بتسريب تسجيلات جلسات الحوار وبالايعاز الى بعض مقاتليه للعودة الى تركيا بشكل استعراضي عبر معبر الخابور الكردي العراقي مثيرا النزعات  القومية  في اوساط المجتمع التركي ، فاجأت السلطات التركية  باعترافها بأجراء مفاوضات مباشرة مع زعيم الكردستاني الذي  يقضي حكما بالسجن المؤبد في جزيرة ايمرلي عبد الله اوجلان الذي وصفه كبير مستشاري رئيس الحكومة للشؤون السياسية يالتشين اكدوغان بأنه" لا يزال لاعبا مهما في المعادلة الكردية و مساعي حل المشكلة الكردية".
وكانت مصادر كردية عراقية كشفت قبل اشهر عن وساطة يقوم بها رئيس الاقليم الكردي مسعود بارزاني بين انقرة و الكردستاني ،نصح في سياقها رئيس العراق الكردي جلال طالباني اردوغان بالحوار المباشر مع اوجلان لانه الوحيد القادر على انزال عناصر ومقاتلي الحزب من جبال قنديل و اقناعهم بإلقاء السلاح في اطار تسوية سلمية تعترف بالحقوق القومية للشعب الكردي.
احد مؤشرات الجدية في الجهود التركية انعكس في اعلان حقان فيدان امام اجتماع للسفراء الاتراك في الخارج عقد برعاية وزير الخارجية احمد داود اوغلو " ان اوجلان عنصر مهم ومفتاح القضية الكردية" ومن ثم قيام اردوغان بضم نائبين كرديين من حزب ( السلام و الديمقراطية) الجناح السياسي للكردستاني الى الجهود الرسمية للتسوية وهما  احمد ترك و ايلا عطا  اللذان زارا اوجلان في سجنه وتحادثا معه لساعات طويلة وتبلغا منه بنتائج مباحثاته مع رئيس الاستخبارات فيدان الذي كان تسلم  كما قال "رسائل تشجع على اطلاق حوار جديد توافرت له الظروف الامنية و السياسية".
وبعد اكثر من ثلاثين عاما من قتال القوات التركية ضد الكردستاني وقتاله هو ضدها لم يستطع أي منهما القضاء على الاخر ،كما ولم  توقف العمليات العسكرية  التي تشنها  القوات الحكومية موجات التطوع بين الاكراد للقتال في صفوف الحركة الكردية،ولم تنجح في منع توجيه مقاتلي الحزب لضربات قاصمة في العمق التركي للمصالح الوطنية ولمواقع الجيش ،ما عزز القناعة بأن لا الكردستاني سيستطيع ان يحقق مطالبه بالعنف والسلاح ،ولا الدولة  ستتمكن من القضاء عليه و تصفية وجوده عبر الخيار الامني و العسكري.
وكانت تقارير تحدثت عن شروط اوجلان لحل المشكلة الكردية ومنها تحسين ظروفه في السجن ،واصدار عفو شامل وعام عن جميع القيادات السياسية و الميدانية وعناصر و اتباع الحزب في داخل البلاد وخارجها والاعتراف بالهوية الكردية دستوريا ،ومنح الاكراد حكما ذاتيا في اقليم جنوب شرق البلاد.
وتشير المعلومات التي نشرتها الصحف التركية  الى  ان هناك تفاهما  مبدئيا غير رسمي على ان تدرج الحكومة في  مشروع الدستور الجديد الذي يصاغ الان بندا يعترف بالهوية الكردية بطريقة ترضي الاكراد وان تقوم الحكومة  باصدار تشريعات تقضي بالعفو العام بما يتيح اطلاق سراح الالاف من المعتقلين من انصار و عناصر الكردستاني ،والعمل على تعزيز وتوسيع صلاحيات المجالس المحلية في المناطق الكردية  ولكن من دون وصول الوضع الى الحكم الذاتي، مقابل تخلي الحزب عن العنف ومغادرة مقاتليه الاراضي التركية الى الخارج.
اوجلان اعرب  امام ترك و عطا و أخاه محمد الذي كان زاره قبل اكثر من شهر عن شعوره بأن حظوظ إمكان التوصل الى حل وتسوية اكبر من الفرص السابقة  وهو ما كرره المراقبون ، لان حوار الحكومة  معه هذه المرة  كان مباشرا و من خلال موفدها فيدان وتوسيط نواب أكراد في ايصال الرغبة الجدية  له و معرفة من الذي يريده .
وتبدو انقرة الان  وقد استفادت من أخطائها السابقة وباتت مقتنعة بأن استبعاد اوجلان وتهميشه يعقد القضية و لن يفيد  في تحقيق اي هدف ،فضلا عن انه – اوجلان- مر بتحولات فكرية و بنيوية عميقة تنعكس في طروحاته  بالانتقال من العنف الى المواجهة السلمية و الفكرية  حول الحريات  وحقوق الانسان و الاقليات.
سيتوجه اردوغان الى واشنطن في اوائل فبراير المقبل  ،وقالت مصادر دبلوماسية تركية انه سيطلب من الرئيس اوباما دعما مطلقا لمشروعه لتسوية المشكلة التركية  سلميا محليا واقليميا من خلال التنسيق و التعاون مع مسعود بارزاني الذي يعمل من اجل كسب اكراد سوريا ودفعهم للحوار مع انقرة وبشكل خاص الاتحاد الديمقراطي الكردستاني الذي يعتبر الفرع السوري للعمالي الكردستاني ويسيطر الآن  على المناطق الشمالية  الشرقية من سوريا  المتاخمة للحدود مع تركيا.
ويرى مراقبون ان زيارة اردوغان الى العاصمة الاميركية ستقرر مصير الكثير من الخطط التركية المرتبطة بأكرادها وأكراد دول المنطقة الاخرى سوريا والعراق و إيران عبر التنسيق مع واشنطن و اربيل التي اضحت الحليف الستراتيجي الجديد لانقرة فيما يخص ستراتيجيتها في الدول الثلاث المذكورة. الا ان وجود الرغبة لدى الطرفين لا يعني ان الطريق ستكون سالكة لتحقيق التسوية من دون مطبات وعراقيل ستضعها تيارات من الجانبين ليست لها مصلحة في انهاء هذا الملف الذي سيقوي موقع اردوغان و دوره المستقبلي في الدولة التركية و في المنطقة ككل ،ولعل عملية قتل الناشطات الكرديات الثلاث في باريس  الخميس يمثل رسالة لا لبس فيها على ان الآتي سيكون مجهولا و لا يمكن التنبؤ بمسار الاحداث التي ستحركها قوى محلية و اقليمية ودولية لتقويض طموح اردوغان في ان يكون بطل تسوية اصعب نزاع مسلح في العالم.و بالتأكيد ان مركز الثقل في ملف التسوية سيكون لقيادات الكردستاني الميدانيين في قنديل و في اوروبا و سوريا بالدرجة الاولى.وما ذكره النائب الكردي صلاح الدين دميرطاش  عن ضرورة عدم رفع سقف التوقعات يحمل في طياته تنبيها الى ان الطريق ما يزال طويلا والتجاذب سيكون شديدا وبدت مظاهره واضحة في حديث على السنة قيادة قنديل  واوروبا عن  ان الحل لا يأتي من ايمرلي وانقره وحدهما.
واذا ما  نظرنا الى خارطة المواقف الداخلية من مبادرة الحل و التسوية فسنجد ان المعارضة التركية منقسمة و متباينة في التعاطي مع الخطوة الاردوغانية فحزب الشعب الاتاتوركي بزعامة كمال كليشدار يدعم بتحفظ شديد  مشروع اردوغان ،ولكنه يتمنى النجاح لمساعي الحكومة  على الرغم من انه سيتحول الى ورقة  رابحة بيد حزب التنمية و العدالة الحاكم في الانتخابات المحلية والبلدية القادمة ،فيما فضل حزب الحركة القومية بزعامة  دولت بهتشلي التريث في اتخاذ موقف وتفضيل متابعة التفاصيل حتى ينقض  الحزب الحاكم عند اي فشل للمبادرة السلمية الجديدة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

جنيف تستضيف اجتماعا لطرفي حرب السودان

بيلينجهام يزعج ريال مدريد

هزة أرضية بقوة 4.6 درجات تضرب كرمان جنوب شرقي ايران

بلقاء مع الأسد.. أردوغان يوجه ببدء استعادة العلاقات مع سوريا

معلومات مثيرة حول توماس كروكس مطلق النار على ترامب

مقالات ذات صلة

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

متابعة/ المدى قال طبيب الرئيس الأمريكي، اليوم الخميس، إن الرئيس جو بايدن، ان العلامات الحيوية للرئيس الأمريكي لا تزال طبيعية وسيواصل أداء عمله كالمعتاد". ولفت الى، ان "الرئيس الأمريكي يعاني من أعراض الجهاز التنفسي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram