بين أصدقائي اثنان يحملان الاسم نفسه (ضياء الشكرجي). أولهما صديق عتيق، هو الفنان التشكيلي المعروف ضياء حسن الشكرجي الذي ناضلت وإياه في فترة من فترات العمر (سنوات الجامعة)، في اطار اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، ضد دكتاتورية النظام السابق، وسُعدت العام الماضي بلقائه مجدداً، خصوصاً وقد وجدته على ما كان عليه من وطنية مُعتقة.
الثاني هو الناشط السياسي والكاتب ضياء الشكرجي، وهو صديق جديد تعرفت إليه عن قرب في العام الماضي بعدما كنت أعرفه عن بُعد وأقرأ كتاباته المتميزة بأسلوبها الرشيق الفخم وأفكارها قوية الحجة ومعلوماتها الموثّقة. وهو كما يعلم عارفوه كان من قيادات حزب الدعوة الإسلامية، وحدث تطوّر هام في فكره جعله يتبنى العلمانية والديمقراطية.
هذا الصديق الشكرجي أتبادل واياه بعض ما نكتب، هو في بعض المواقع الالكترونية وأنا في "المدى". وآخر ما وصلني منه مقالة قصيرة بعنوان "أفتخر أني لست شيعيا ولا سنياً"، هي من أحلى ما قرأت في الأيام الأخيرة. وتقديراً مني لما كتبه وإيماناً بكل فكرة طرحها نشرت المقالة على حسابي في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وسُررت كثيراً بردود الفعل الايجابية حيالها، وهذا ما يُشجعني على إعادة نشرها هنا ترويجاً لها وتعميماً للفائدة منها:
((من حق إنسان شيعي ما أن يقول «أفتخر أني شيعي»، إذا لم يكن متعصباً ضد السنة.
كما إن من حق إنسان سني ما أن يقول «أفتخر أني سني»، إذا لم يكن متعصباً ضد الشيعة.
أقول من حقهما، ولكن من حقي أنا أيضا أن أقول لا أحب قول كل منهما، وإن كنت لا أملك حق سلبهما الحق بذلك.
لكن كما إن من حق كل منهما أن يقول ما سلف، فمن حقي أيضا أن أقول: «أفتخر أني لست شيعياً، ولست سنياً».
وليس من حق أيٍّ منهما، أو من سواهما، أن يسلبني هذا الحق الذي منحني إياه خالقي، رب العقل والصدق والحب والجمال والحرية والسلام، ومنحتني إياه لوائح حقوق الإنسان ودساتير العالم الحر وأعراف مجتمعات الحداثة.
بل من حقي أن أعبّر عن فرحي، بعدم شيعيتي، وبعدم سنيتي.
ومن حقي أن أصلي صلاة الشكر لربي، وأطوف طواف الشكر حول كعبة حريتي، في حرم إنسانيتي، بعدما أكون قد أحرمت في مَحرَم الحب، ثم لأرجم بعد طوافي شيطان الكراهة بسبع حصيات، وشيطان التعصب بسبع، وشيطان الخرافة بسبع.
لكني لن ألتزم بمنسك التضحية بأي قربان، لأني مؤمن بالحياة، كافر بالقتل، والذبح، وتقديم الضحايا والقرابين، غير ضامن لنفسي ألا أُذبَح بسبب إيماني بربّ الحب والحرية والسلام، وكفري بربّ الكراهة والقمع والاحتراب.
أفتخر أني لست شيعيا، ولست سنيا)).
أشد بحرارة على يدي صديقي الشكرجي، فنحن في أحوج ما نكون إلى كلام كهذا، في زمن كهذا تتهاوى فيه السياسة في بلادنا الى أسفل سافلين الأخلاق والقيم، ويتوحش فيه السياسيون المتنفذون على نحو سافر من أجل السلطة والنفوذ والمال غير مترددين في جعل الدين والمذهب مطايا لمطامعهم المستشرية.
جميع التعليقات 8
نوري حمدان
حقاً هي من أحلى ما قرأت في الأيام الأخيرة.. كما وصفتها استاذنا الفاضل عدنان حسين.. وهي تستحق انت تنشر في كل مكان لتسهم في نشر ثقافة الواطنة والانسانية كي نقول جميعنا نفتخر باننا عراقيين نفتخر بانسانيتنا التي ننتمي لها وندعوا الجميع الى منحها الاولوي في
Abu Semir
Beautiful mind
uns
أحببت هذا الكلام! أحببته كله. أحسست أنه صادق ولا مصالح تحكمه. أليس من الواضح أن تقسيم الدين الى (شيعه وسنه) يعني القضاء على روح الدين والمثل التي أتى الدين من أجلها أساساً؟ لم يأت الدين لكي نؤذي بعضنا بعضاً. أنا أفتخر بأنني لا أؤذي أحدا مهما كان ولا أسفه
نوري حمدان
حقاً هي من أحلى ما قرأت في الأيام الأخيرة.. كما وصفتها استاذنا الفاضل عدنان حسين.. وهي تستحق انت تنشر في كل مكان لتسهم في نشر ثقافة الواطنة والانسانية كي نقول جميعنا نفتخر باننا عراقيين نفتخر بانسانيتنا التي ننتمي لها وندعوا الجميع الى منحها الاولوي في
Abu Semir
Beautiful mind
uns
أحببت هذا الكلام! أحببته كله. أحسست أنه صادق ولا مصالح تحكمه. أليس من الواضح أن تقسيم الدين الى (شيعه وسنه) يعني القضاء على روح الدين والمثل التي أتى الدين من أجلها أساساً؟ لم يأت الدين لكي نؤذي بعضنا بعضاً. أنا أفتخر بأنني لا أؤذي أحدا مهما كان ولا أسفه
حسن الفرطوسي
نحن فعلا بحاجة الى هذا النوع من الاطراء، لأنه يصدر من انسان وطني ومثقف شريف مثل عدنان حسين، تجاه كائن شفاف وباحث عميق الفكر مثل ضياء الشكرجي
مهند الاشيقر
العراق بحاجة الى 20000 ضياء الشكرجي لا فقط 2 فمن اليوم أفتخر كوني لا سنياً ولا شيعياً