إيران تكافح للتودّد لمصر المترددة والقاهرة تقاوم سحر هجوم طهران نشرت الصحيفة تقريرا عن العلاقات بين مصر وإيران في المرحلة الأخيرة، قال كاتبه إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، إن إيران تكافح من أجل التودد لمصر المترددة، فيما يبدو أن القاهرة ت
إيران تكافح للتودّد لمصر المترددة والقاهرة تقاوم سحر هجوم طهران
نشرت الصحيفة تقريرا عن العلاقات بين مصر وإيران في المرحلة الأخيرة، قال كاتبه إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط بالصحيفة، إن إيران تكافح من أجل التودد لمصر المترددة، فيما يبدو أن القاهرة تقاوم هجوم طهران الساحر. وتشير الصحيفة إلى أن إقامة علاقات أفضل بين مصر وإيران تبين أنه أصعب مما كانت إيران تتخيل بعد الإطاحة بحسنى مبارك. فبشكل عام أساءت إيران تقديم الانتفاضات في العالم العربي على أنها صحوة إسلامية، وهي نظرة جزئية لخدمة المصلحة الذاتية من قبل إيران حتى لو لعبت الأحزاب الإسلامية في مصر وتونس وأماكن أخرى أدوارا مهمة، كما أن إيران قامت باستثناء مهم لحليفتها منذ أمد طويل سوريا، ودعمت بشار الأسد ضد أعدائه في حين عارضته الدول الخليجية ونأى العرب الآخرون بأنفسهم.
وتتابع الصحيفة قائلة "إن سوريا كانت الموضوع الرئيسي في أجندة على أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني، عندما قام بزيارة القاهرة في الأيام الماضية، فوسائل الإعلام الإيرانية تعاملت مع الأمر على أنه بداية لعهد جديد في العلاقات، على الرغم من أنه لم يكن هناك أرضية مشتركة حول الأسد، بل إن الرئيس محمد مرسي قال علنا في مقابلة مع "سي إن إن إن" على الرئيس السوري أن يواجه اتهامات جرائم حرب". وتابعت الصحيفة قائلة "إن الحكومة المصرية نفت بشدة التقارير التي تحدثت عن زيارة قائد الحرس الثوري الإيراني السرية إلى مصر في ديسمبر الماضي، لتقديم النصح في المسائل الأمنية".
وبالنسبة لكثير من المراقبين، بدا أن هذه المزاعم المثيرة هدفها تشويه الرئيس الذي هو في موقف دفاعي في ظل احتجاجات المعارضة حول الدستور الجديد، ويظل غير واضح ما إذا كان هذا الأمر له علاقة بالإطاحة بوزير الداخلية أحمد جمال الدين الذي أصدر النفي.
وترى الغارديان، أن جماعة الإخوان المسلمين كانت سريعة جدا في إلقاء اللوم على "الغرباء" في المصاعب التي يواجهها مرسي، لكن لا يوجد شك في أنه يواجه عداءً شديدا في الداخل والخارج خاصة من جانب الإمارات التي اعتقلت عددا من المصريين للاشتباه في ارتكابهم جرائم ضد الأمن الوطني.
ويشعر أصدقاء مصر من العرب بالقلق أكثر إزاء طهران، حسبما ترى الصحيفة، فإيران وفقا لوصف الكاتب السعودي حمد المجيد هي فيروس ينتشر في منطقة ملوثة، وينصح الحكومات الخليجية وإعلامها بتأييد سياسة الرئيس مرسى في منع تقدم إيران بدلا من التشكيك في تلك السياسة.
وتمضي الصحيفة قائلة "إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيزور مصر الشهر المقبل للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، وهذا من شأنه أن يعكس مشاركة مرسى بعد انتخابه في مؤتمر عدم الانحياز في طهران، والتي أثارت استياء أمريكا وإسرائيل لإشارتها إلى تبني مرسي سياسة أكثر استقلالية عن مبارك، إلا أن مرسي أحرج مضيفه بعد ذلك بقوله إنه لواجب أخلاقي دعم الانتفاضة في سوريا".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول "إن الدلائل تشير بشكل عام إلى أنه هناك بعض الوقت قبل أن تستطيع مصر وإيران إيجاد طريقة للتواصل، برغم التوترات الواضحة، ومن المناسب أن يستطيع كلا الجانبين إبقاء هذه التوترات بعيدا عن الخروج عن نطاق السيطرة.