يؤكد القاص والناقد جاسم عاصي أن الروائي يكتب ما لا يكتبه المؤرخ مثلما يكتب المؤرخ ما لا يكتبه الروائي، وهما يشتركان في استلهام التاريخ والذاكرة والحياة والواقع وينهلان ربما من ذات المنبع لكنهما لا يلتقيان. الناقد عاصي كان يتحدث عن تجربته في كتابة ال
يؤكد القاص والناقد جاسم عاصي أن الروائي يكتب ما لا يكتبه المؤرخ مثلما يكتب المؤرخ ما لا يكتبه الروائي، وهما يشتركان في استلهام التاريخ والذاكرة والحياة والواقع وينهلان ربما من ذات المنبع لكنهما لا يلتقيان.
الناقد عاصي كان يتحدث عن تجربته في كتابة الرواية في البيت الثقافي بقضاء الهندية، في احتفاءٍ قدمه فيه الروائي علي لفتة سعيد الذي عدّ عاصي واحدا من المشتغلين في الحقل الثقافي بكل اتجاهاته وهو منتج واع للثقافة والأدب وكان ينهل من السرد والشعر والنقد والفوتوغراف والأسطورة حتى أبحر في روح الأدب فكان ملماً بما يريد أن يكتبه ليكون اسما في عالم الأدب العربي وليس العراقي فحسب,...وأضاف أن النتائج الغزير للأديب عاصب تجاوز 23 كتابا غير تلك المخطوطات التي تنتظر الطبع وغير التي تنظر أن تولد على الورق لتذهب إلى الطبع وهو بهذا يشكل علامة من علامات الأدب العراقي والثقافة العراقية لا يمكن أن تخطئه العين.
ويقول الأديب عاصي انه منذ ستينيات القرن الماضي وهو يجيب عن أسئلته التي يبرزها في لحظة الكتابة ايهم يكون قادرا على أن ينتج لي معنى وقصدا وهدفا وتأويلا ومقاربة تاريخية واجتماعية وأسطورية.. وأيضا ايهم يمكن ان يلج إليه ليؤسطر الكتابة من خلال تأثير الاسطرة والأسطورة وليس من خلال استقام التاريخ والأسطورة إلى القلب الكتاب.. ويضيف انه من عام 1983 حين كتب أول رواية ليكون عدد ما كتبه أربع روايات وهناك اربع اخرى تنتظر الطبع.. ويوضح ان طريقة الكتابة لديه هي عملة تقشير لما يمكن استلهامه سواء من التاريخ الخاص والواقعي او من خلال الأسطورة.. ويشير عاصي الى ان التقشير لا يعاني إعادة كتابة ما هو تاريخي بقدر الاستفادة من المادة لعادة كتابة الواقع الذي لا يراه سوى الروائي وليس المؤرخ.. وأفاد بان الكاتب عليه ان يتكيف مع جميع الحالات المجتمعية سواء كانت معرفية أو أيديولوجية وعليه أن لا يكون منحازا الى الأيديولوجية في الوقت نفسه كونه يمتلك الحس الإنساني أكثر من الحس الأيديولوجي..ويشير إلى انه ينطلق في كتاباته أيضا من محاولة أسطرة الواقع، لأني متابع للمتون والحكايات، ولي قراءة شخصية واستنتاج خاص في هذا المجال هو الذي يتيح لي الإبحار في عالم الكتابة الروائية.. موضحا أن الاسطورة تعطي الجمال للغة وتعطي نكهة الابحار في عوالم سردية وهو ما يجعل كتاباتي غير متشابهة بحسب ما يقول إن قارئ الروايات ربما يستنتج أن كاتبها ليس روائيا واحدا بل لكل رواية كاتب وهذا متأت من إني لا أشكل نمطا كتابيا محددا بل الإتباع لما تحمله الفكرة والموضوعة من مفهوم يعطيني الطريق لانتهاج الأسلوب الكتابة وهي محاولة استغلال الواقع والتاريخ والمخيال والاسطرة والميثولوجيا وتحويلها الى نص قصصي أو روائي.. موضحا ان الكتابة عن الأسطورة او استغلال الأسطورة ليس لنقلها كما سيتصور البعض بل يأتي لسببين؛ أولهما اكتشاف استمرارية الحياة وفق رؤية عصرية، وثانيهما لكي نكتب ما يمليه علينا المخيال ومد التطابق بين الواقع وبين ما كان.
وشهدت الأمسية العديد من المداخلات التي أشادت بقدرة الكاتب وغزارته في الإنتاج ومكانته في الخارطة الأدبية العربية والعراقية وملاحقته للمنجز الأدبي للكتاب العراقيين والعرب على حد سواء، وخاصة الكتابات الجديدة التي تثير الاهتمام.