نجاح العلي حريصا / خاصاختتمت في مدينة حريصا اللبنانية أعمال الجامعة الصيفية لمنبر الحرية التابعة لمنظمة اطلس والتي انعقدت مؤخرا بمشاركة عدد كبير من الشباب من مختلف البلدان العربية (العراق، مصر، المغرب، البحرين،
الاردن، لبنان، اليمن، السودان، السعودية، سوريا) وكان الحضور العراقي هو الاكبر اذ كان عدد المشاركين 10اغلبهم من اقليم كردستان من بين 42 مشاركا. وجاء انعقاد الجامعة الصيفية تحت شعار"العالم العربي حلول جديدة لإشكاليات قديمة" بعد تجربتها الاولى في المغرب (منتجع المهدية)، بحضور عدد من الشباب من مختلف بقاع العالم العربي، مشاركين ومحاضرين للتعبير عن ارائهم وتطلعاتهم لمستقبل اكثر حرية وازدهارا جمعتهم مظلة منبر الحرية للتحاور بشكل حضاري في كل ما يخص الحريات في العالم العربي. وقد ترأس الجامعة الدكتور نوح الهرموزي وكانت تحت اشراف عدد من الاكاديميين: الدكتور إدريس لكريني من المغرب، الدكتور محمد حلمي من مصر، الأستاذة سنية بهات من مصر، الأستاذ عزيز مشواط من المغرب، والشاعرة الامريكية مرح البقاعي، وذلك بالتعاون والتنسيق مع معهدي كيتو وأطلس للبحوث في واشنطن. وعرض خلال الملتقى عدد من أوراق العمل؛ تناولت واقع الشباب العربي، وناقشت موضوعات في حرية الإعلام وحرية المرأة ومحاربة الإرهاب والأسباب التي تدعو له، ومناقشة موضوعات تهتم بشؤون الدين وتقديم مقاربات منهجية في النص الروحي والتاريخي والفكر السياسي الإسلامي، وتقديم معان للحرية المنشودة لتفعيل عملية التغيير الثقافي والاجتماعي. قدم المحاضرون مقاربات ومنهجيات شمولية لمعالجة قضايا الواقع العربي المتشعبة والمعقدة بهدف وضع الحريات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كحجر الأساس لكل محاولات التغير، وكان ذلك عن طريق القاء المحاضرات واقامة ورشات عمل لاعطاء فرصة اكبر للمشاركين بأن يعبروا عن ارائهم .وقد كان الحضور المتميز لعدد من الصحفيين و الباحثين قد أضفى على النقاش ثراء متميزا، ما عزز من قوة الحلول المقترحة من طرف الأكاديميين والمحاضرين. الدكتور نوح الهرموزي رئيس مشروع منبر الحرية واحد المحاضرين شارك في مبحث عن فتح آفاق جديدة أمام الشباب العربي لتعميق النقاش وتلاقي المنهجيات والرؤى المتنوعة جاءت فكرة انشاء هذه الجامعة بمشاركة باحثين مرموقين من مختلف التخصصات ومن بلدان عربية عديدة ليقدموا تصوراتهم ورؤاهم لإشكاليات العالم العربي، وقد جاء هذا النشاط مكملاً لفعاليات الجامعة الصيفية بالمغرب والتي انعقدت في يوليو المنصرم وقد تم تفعيل الشعار الذي رفعه منبر الحرية خلال فعالياته وهو "محاولة مقاربة إشكاليات العالم العربي من خلال مقاربات ومنهجيات متعددة ومختلفة تؤمن بالحرية والحوار و المبادرة والإبداع سبيلاً لتجاوز مآزق العالم العربي اقتصادياً، اجتماعيا ،سياسيا وثقافيا . الدكتور محمد حلمي (أستاذ الفلسفة السياسية من مصر) أشار إلى ثلاثة أبعاد لملتقى الجامعة الصيفية، قائلا: أول هذه الأبعاد؛ البعد الإنساني على اعتبار أن 'الجامعة' تضم مجموعة من المشاركين ومن مختلف البلدان العربية فتخلق نوعا من التواصل الحضاري والفكري ونقل العادات والتقاليد التي تخص بلدانهم، واشار الى ارتباط البعد الثاني بالناتج العلمي الذي يحصل عليه الشباب وهذا مرتبط بتنوع المحاضرات والمحاضرين القادمين من مختلف البلدان العربية ومن خلال آلية إدارة الجامعة، بعيدا عن مبدأ التلقين وبما يعرف بالتغذية العكسية بمعنى أن المشاركين هم جزء أساس من الجامعة الصيفية، أما البعد الثالث فيهدف إلى التواصل الحقيقي ما بعد الانتهاء وذلك بتبادل الخبرات والمعارف عبر شبكة الانترنت. وفي ختام الجامعة الصيفية أوصى المشاركون الذين اغنوا النقاشات بمشاركاتهم المتميزة ومداخلاتهم المثمرة بأهمية سن قوانين جديدة تعطي للمرأة حقوقها وتمكنها من المشاركة السياسية، بالإضافة إلى تفعيل دور الإعلام لخدمة قضايا الشباب، وتحديد مفاهيم الوطنية والحرية، وتقرير المصالح العليا للوطن بدقة، واعتبار التنوع الديني تنوعا ثقافيا، وإطلاعهم على الحقوق المعتمدة دوليا الهادفة لحماية حرياتهم وحقوقهم الأساسية، وتحفيز دور الاقتصاد لحماية الملكية الفردية والمبادرة الشخصية باعتبارهما مبدأين أساسيين للحرية الاقتصادية بالعمل على توعية جيل الشباب بعدد من المفاهيم من خلال نبذ الطائفية والعنصرية.
إختتام فعاليات الجامعة الصيفية لمنبر الحرية في لبنان
نشر في: 24 أكتوبر, 2009: 06:02 م