هيمنت أخبار الصراع السياسي المحتدم، على كل ما عداها من أخبار،وتصدرت واجهات الصحف وشاشات الفضائيات وضاعت في خضم الصخب والضجيج إبرة البوصلة، وانزوى في ركن مهمل خبر ينبغي له أن يقض مضجع كل لبيب:
تزمع وزارة التربية تخصيص منحة قدرها ثلاثون الف دينار شهريا لطلاب المرحلة الابتدائية، لمساعدتهم على مواجهة تكاليف المعيشة (كذا).
الخبر التلويحة لا تتعدى أن تكون استهلالا، بهيجا، يذكرنا بأرجوزة، أو أهزوجة طالما رددناها ونحن صغار: (والكعكة وين أخبيها؟ أخبيها ببطن الصندوق، والصندوق يريد مفتاح والمفتاح عند الحداد، والحداد يريد فلوس، والفلوس عند العروس، والعروس بالحمام، والحمام يريد قنديل، والقنديل واكع بالبير......إلخ... إلخ.
المشروع ما يزال فكرة، والفكرة لا بد لها أن تتبلور،فإذا تبلورت عرضت على الجهات المختصة لترفعها لمقام مجلس النواب، لقراءتها قراءة أولى،وثانية، وقد تتطلب تعديلا أو تنقيحا،بعدها يجري التصويت عليها لإقرارها،ثم يجري تمريرها للجهات التنفيذية لضبط آليات تنفيذها، كي لا يساء استخدامها....
والسؤال المنطقي: كيف سيجري توزيع المنحة، من سيتولى التوزيع؟ كم هي نسبة التجاوز والتلاعب بالمبالغ الطائلة التي تقدر بالملايين؟ما هي نسبة العدالة أثناء التوزيع، كم هي محصنة ذمة المدير أو المسؤول؟ ألف سؤال وسؤال يدور في الخلد، وما من جواب شاف(ي).
ثمة اقتراح متواضع – بديل -- في هذا الشأن، يمكن ان يتبناه اولو الأمر، بما يضفي عليه غنى وحسن تطبيق:
* إذا كان الهدف مساعدة الطلبة على مواجهة تكاليف المعيشة فهذا المبلغ (ألف دينار باليوم الواحد لا يكفي حتى لشراء علكة، أوقنينة ماءللشرب، فما بالك بوجبة غذائية متكاملة؟
*البديل، أن توفر المدارس الابتدائية وجبة غذائية يومية متكاملة العناصر الغذائية اللازمة، لاسيما واغلب ابناء الأسر الفقيرة يعانون من سوء التغذية، وما تجره من وخيم النتائج تؤثر على إنتاجية الطالب، وذكائه، ونموه البدني والعقلي.
* في السنوات الخوالي، كان يجري توزيع كسوة متكاملة ما اصطلح على تسميته: معونة الشتاء، ماذا لو أعيدت تلك المبادرة وتحسينها.
* دعم مشروع النقل المجاني للطلبة الراغبين تذليلا للمصاعب والرهق المادي الذي يلاقيه الطالب في الوصول للمدرسة
* تأهيل المدارس التي لا يصلح بعضها حتى كزرائب، او تلك الآيلة للسقوط، وفك اواصر الدوام الثنائي او الثلاثي في المدرسة الواحدة، عاجلا ودون إبطاء، مع ما يتطلب من سعي جدي لإنصاف المعلمين، ومكافأة الأكفاء منهم، ورفع الغبن الذي يلاحقهم عند التعيين، واحتساب الراتب، والعلاوة.
* الاقتراحات، أكثر وأعمق من أن تستوعبها مساحة محدودة في صحيفة، فالأمر خطير، خطير، فعسى أن يولى من الاهتمام والعناية نصيب الأسد قبل ان تتناوشه الثعالب وبنات آوى
وبنو آدم!!
محنة أم منحة؟؟
[post-views]
نشر في: 18 يناير, 2013: 08:00 م