التدخل الإقليمي بمالي حجر زاوية في مستقبل أفريقيا الأمني ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن التدخل العسكري في مالي، بقيادة أفريقية ودعم فرنسي، سيشكل حجر زاوية وعلامة فارقة في مستقبل القارة السمراء على صعيدي الأمن والسلام الإقليميين.وأوضحت الصحيفة،
التدخل الإقليمي بمالي حجر زاوية في مستقبل أفريقيا الأمني
ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية، أن التدخل العسكري في مالي، بقيادة أفريقية ودعم فرنسي، سيشكل حجر زاوية وعلامة فارقة في مستقبل القارة السمراء على صعيدي الأمن والسلام الإقليميين.وأوضحت الصحيفة، في تحليل إخباري أوردته على موقعها الإلكتروني امس السبت، أن التدخل العسكري بمالي لن يكون يسيرا أو قصير الأمد، نظرا لتسلح إسلاميي مالي ودرايتهم بجغرافيا البلاد الوعرة، لكن مجرد فكرة تولي قوات أفريقية قيادة التدخل مع قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي "الأميسوم" في الصومال، إنما يثبت قدرة أفريقيا على تولى مسؤولياتها الأمنية والدبلوماسية. وذكرت الصحيفة، "أنه أصبح جليا أن التفكير التقليدي بأن السيادة الوطنية مكمن الأمن والأمان عفا عليه الزمن، ولم يعد يجدي نفعا، فحكومة مالي تنازلت عن سيادتها طوعيا لإضفاء الشرعية على تدخل متعدد الجنسيات، لإنقاذها من تهديد الجماعات الجهادية، ولتؤكد أن أمن أفريقيا بات ينظر إليه بعدسات إقليمية وقارية ولا يقتصر على الداخل فقط. وأشارت إلى أنه على الرغم من مواصلة كل من فرنسا وبصورة أقل بريطانيا مساعيهما لتعزيز نفوذ البلدين عالميا من خلال تدخلات إنسانية وتنموية وعسكرية داخل دول القارة السمراء، إلا أن مسؤولية تحجيم واحتواء هذه الأطماع والطموحات الأوروبية تعود للأفارقة دون غيرهم. واستبعدت الصحيفة البريطانية أن يتسبب التدخل الأوروبي بمالي في انقسامات وشقاق وطني على غرار ما تسبب به تدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" بليبيا قبل عامين، مستندة إلى انعدام التوافق بين فرنسا وجيرانها الأوروبيين حول مالي، حيث اكتفت الدول الأوروبية بتقديم دعم لوجيستي متوجسة، خيفة من تدخل بري بعد حرب أفغانستان التي أثقلت كاهل الجيوش الأوروبية.
التــدخــل العســكري في مـالي ليــس بــالهين كما تصورته فرنسا
رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الصادرة امس السبت، أن التدخل العسكري في مالي لردع تقدم الجماعات المسلحة المرتبطة بحركة تنظيم القاعدة في البلاد ليس بالأمر الهين كما تصوره الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند. وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الالكتروني أنه عقب مرور ساعتين من استغاثة حكومة مالي، قرر الرئيس الفرنسي إرسال طائرات حربية وقوات برية لمساعدة جيش مالي ومنع سيطرة الجماعات المسلحة على العاصمة. وذكرت الصحيفة أنه كان من المفترض أن تكون العملية سهلة وسريعة متمثلة في منع زحف الجماعات وعودتهم إلى جحورهم في شمال مالي بهدف كسب الوقت إمام نشر قوة أفريقية لإعادة استقرار الوضع إلا أن الأمر تحول إلى عملية عسكرية دبلوماسية معقدة مما دعا نقاد اولاند لتشبيهها بما حدث في فيتنام أو أفغانستان. وتابعت الصحيفة أن الرئيس اولاند المشهور بتردده أقحم بلاده في مهمة في غاية الصعوبة صعب المناص منها حيث تقاتل فرنسا للحافظ على تكامل دولة مقسمة بالفعل إلى نصفين كما تقاتل لإحياء حكومة داخلية ليس لديها شرعية ديمقراطية تولت مقاليد الحكم عقب انقلاب. ورجحت الصحيفة أن الشعور بالقلق والخوف من تحول دولة مالي إلى صومال جديدة وسيطرة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة عليها دفع فرنسا إلى اتخاذ هذه الخطوة كما دفع هذا الاحتمال المنطقة بآسرها ومن بينها الجزائر إلى دعم هذا التدخل المدعم أيضا من قبل مجلس الأمن الدولي. وأشارت الصحيفة إلى أن المبادرة الفرنسية لاقت أيضا دعما عريضا من الحلفاء مثل الولايات المتحدة وبريطانيا التي أرسلت طائرات حربية لتدعيم التدخل في مالي. ونوهت الصحيفة بأن فرنسا كان من المفترض أن تمارس دورا مدنيا واسع النطاق وليس الانضمام في قتال وإرسال قوات برية، لأن الأمر برمته يخص الجيش المالي وقوات أفريقية من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس من أجل قتال الجماعات المسلحة والقضاء عليهم .