TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > زوج شكّاك لا يعرف سوى العنف والقتل!

زوج شكّاك لا يعرف سوى العنف والقتل!

نشر في: 20 يناير, 2013: 08:00 م

سارت الحياة الزوجية بين (و) وزوجته (س) على سطح صفيح ساخن ملتهب ... فهي منذ بدايتها لم تعرف الوئام والوفاق أو الهدوء رغم إنجاب (س) طفلة وطفلاً .. فالخلافات هي أساس العشرة الزوجية بينهما وهي خلافات وصلت إلى الاعتداء والسب والشتم والضرب واعتداء الزوجة ع

سارت الحياة الزوجية بين (و) وزوجته (س) على سطح صفيح ساخن ملتهب ... فهي منذ بدايتها لم تعرف الوئام والوفاق أو الهدوء رغم إنجاب (س) طفلة وطفلاً .. فالخلافات هي أساس العشرة الزوجية بينهما وهي خلافات وصلت إلى الاعتداء والسب والشتم والضرب واعتداء الزوجة على زوجها بالسب والضرب أيضاً ... كان السبب في تلك الحياة الزوجية التي انحرفت عن طريقها الطبيعي هو الشك الذي راح ينهش بقلب الزوج تجاه زوجته ... التي كان يسمع أقوالا من الناس التي يسكنون معها بسوء سمعتها وسلوكها الشائن ! وكان لهذا الشك الذي سكن قلب الزوج أثره في حياته وتصرفاته وفي عمله بدائرته ... وصلت الخلافات الى حد الانفصال ولكن كان الأطفال هم العقبة الرئيسية في الطلاق ! كثيرا ما كان (و) لا يبارح منزله للالتحاق بعمله اليومي فلم تكن أعصابه قادرة على مواصلة العمل بعيدا عن زوجته حيث كان الشك يفترسه أثناء غيابه في عمله! كان المنزل الذي يقيم فيه الزوجان وطفلاهما في مجمع عشوائي في قضاء الكفل وسط بساتين ومزارع تحيط به من كل جانب ... وكان الجيران قد تعودوا على سماع المشاجرات والضرب بين الطرفين كل ليلة وكثيرا ما كانوا يهرعون إليهما لفض الاشتباك... على ان الجيران وبعد أن أصابهم الملل من خلافات الزوجين التي لا نهاية لها كانوا لا يحاولون التدخل لفض الاشتباك او محاولة التوفيق بينهما ... وازداد الأمر سوءاً في حياة الزوجين عندما أصبحا يواجهان وطفلاهما حالة العسر بسبب عدم دوام الزواج في عمله وملازمته للبيت واضطراره لبيع بعض مستلزمات البيت وأثاثه سدا لاحتياجات الأسرة ... وكان هذا العمل الذي رفضته زوجته أشعل من حدة الخلافات والاشتباكات والضرب بينهما ! وفي ليلة من ليالي شهر تموز الماضي اشتعلت الخلافات بين الزوجين الى حد الضرب والاعتداء حيث ضرب (و) زوجته ضربا مبرحا وبدأت الزوجة تستنجد بالجيران للخلاص من زوجها .. وأسرعت الى جارهم (ط) تستنجد به لفض الضرب ولكن الجار أناب عنه ولده للقيام بمهمة فض الخلاف فتوجه الابن إلى منزل الزوجين في محاولة للتوفيق بينهما ثم انصرف منهما قرب منتصف الليل وهو يشعر بان مهمته قد فشلت هذه المرة ! لجأ الزوجان إلى الفراش بعد ارهاق كامل من الضرب والصياح ورقد كل منهما على فراشه ... لكن التوتر كان يهز أعصاب الزوج فقفز فجأة من نومه جاثما فوق زوجته يكتم أنفاسها بوسادة، وضاغطا على عنقها بكلتا يديه حتى هشّم عظام الحنجرة ... وبعد فترة شعر الزوج بأن أنفاس زوجته قد توقفت ... تركها ورقد إلى جوارها لا يغمض له جفن حتى الصباح الباكر عندما أسرع الى جاره (ط) يخبره بأنه قتل زوجته خنقا وطلب منه مساعدته بالحصول على شهادة وفاة في مستوصف القضاء بان الوفاة طبيعية وقضاء وقدر ... إلا ان الجار رفض طلب الزوج الذي تظاهر بأنه فوجئ بها في الصباح متوفاة ... بعدها أسرع الزوج بنقل زوجته الى مستوصف القضاء لاستخراج شهادة الوفاة وعندما فحص الطبيب المختص الزوجة اكتشف ان وفاتها لم تكن طبيعية وان وفاتها فيها شبهة جنائية وقام بإخبار مركز الشرطة بذلك ... وعندما جاءت الشرطة إلى المستوصف ألقت القبض على الزوج وقامت بإجراء التحقيق معه عن أسباب وفاة زوجته فتوصلت الشرطة بعد ان جمعت المعلومات عنه من المنطقة التي يسكن فيها ان المتهم هو زوج المجني عليها كان كثير الشجار مع زوجته لاعتقاده بان زوجته سيئة السمعة والسلوك وكان الجيران في العشوائيات يطلقون الأقاويل والكلام حول سلوك زوجته المشين وعلاقتها بالرجال مما اضطرها الى تغيير مسكنها أكثر من مرة خلال فترة وجيزة ... وفي اليوم السابق للوفاة حدثت مشاجرة عنيفة بين الزوجين مما أدت الى تدخل الجيران لانهاء الخلاف ولكنه فشل في ذلك مما ادى بالزوج الى ان يطبق بالمخدة على وجه وعنق المجني عليها كاتما أنفاسها وقاصدا من ذلك إزهاق روحها مما أدى الى وفاتها ... الزوج في إفادته أمام قاضي التحقيق أنكر قتل زوجته .. لكن المعلومات وشهادة الجار (ط) الذي استنجدت به الزوجة لفض الاشتباك بينها وبين زوجها ثم مفاجأة الزوج له في الصباح لإيجاد وسيلة في المستوصف لإخراج شهادة وفاة طبيعية لزوجته كل ذلك دان الزوج وأحيل الى محكمة الجنايات متهماً بقتل زوجته (س) عمدا بان اطبق على رقبتها بيديه قاصدا من ذلك قتلها ... امام المحكمة واصل الزوج المتهم إنكاره بقتل زوجته ووكل محاميا للدفاع عنه ... وقال في دفاعه ... ان زوجة المتهم كانت سيئة السمعة وان تحقيقات الشرطة وتقرير الطب العدلي كلها جاءت مزيفة وغير حقيقية وان المتهم أنكر الاتهام الموجه إليه بجميع مراحل التحقيق وان سكن المتهم والمجني عليها تحيط به البساتين من جميع الجهات وهم يقيمون فيه وحدهم إذ انه خال من السكان لكونه بناء متروكا وقد شغلوه لعدم توفر مسكن لهم في العشوائيات الأخرى القريبة ! .. وأضاف المحامي في دفاعه قائلا: إن لو صح الاتهام المنسوب إلى موكله لكان الوصف الصحيح هو ضرب أفضى إلى الموت وليس القتل عمدا ! بعدها جاءت أقوال المحكمة حيث قال القاضي ان الثابت بالأوراق التحقيقية ومن أقوال الشاهد (ط) ان ابنه حاول الصلح بين الطرفين في تلك الليلة ولكنه فشل في ذلك وانه في صباح اليوم التالي وبعد اكتشاف قتلها طلب منه المتهم أن يجد وسيلة ويتوسط له بالمستوصف لاستخراج شهادة وفاة طبيعية لزوجته دون أن يشير الى ان هناك شبهة جنائية في وفاتها ... كما أكد القاضي بان المتهم هو الذي قتل زوجته بوضع الوسادة على وجهها وعنقها واخذ يضغط عليها كاتما أنفاسها مما أدى الى خلع العظم اللامي من الضغط المباشر على العنق وسداد المسالك الهوائية وحدوث الخنق الذي أودى بحياتها كما جاء بتقرير الطب العدلي عندما شرح الجثة !

دخلت المحكمة للمداولة ثم عادت لتصدر حكما بمعاقبة الزوج بالسجن المشدد خمسة عشر عاما ! وطعن المتهم في الحكم الصادر بحقه وقال في طعنه ان الحكم أدانه بجريمة القتل العمد .. لكن المحكمة لم تدلل على توفر نية القتل وان الواقعة لا تعدو ان تكون ضربا أفضى الى الموت ... إلا أن محكمة التمييز قضت برفض الطعن وأيدت قرار المحكمة!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعقد جلسته برئاسة المشهداني

الأمم المتحدة: غزة تضم أكبر عدد من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم

هيئة الإعلام: إجراءاتنا تواجه فساد المتضررين

الهجرة تعلن بدء عودة العوائل اللبنانية وتقديم الدعم الشامل لها

اللجنة القانونية: القوانين الخلافية تعرقل الأداء التشريعي للبرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram