اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > هل سيلتهم (القط المتوحش) الإسلاميين في مالي ؟

هل سيلتهم (القط المتوحش) الإسلاميين في مالي ؟

نشر في: 20 يناير, 2013: 08:00 م

حتى الان يبدو موقف الولايات المتحدة من التدخل الفرنسي في مالي الذي بدأ تحت عنوان ( الحرب على الارهاب) وانقاذ باماكو من الاسلاميين الجهاديين خجولا على الرغم من  ان المسؤولين السياسيين و العسكريين الاميركيين وبشكل خاص قيادة قوات( افريكوم) المعنية

حتى الان يبدو موقف الولايات المتحدة من التدخل الفرنسي في مالي الذي بدأ تحت عنوان ( الحرب على الارهاب) وانقاذ باماكو من الاسلاميين الجهاديين خجولا على الرغم من  ان المسؤولين السياسيين و العسكريين الاميركيين وبشكل خاص قيادة قوات( افريكوم) المعنية بالحرب الوقائية ضد تنظيم القاعدة في منطقة الصحراء الافريقية كانوا منشغلين بتطورات الاوضاع في مالي بعد وقوع المناطق الشمالية تحت سيطرة الجماعات العنفية وقاموا بزيارات عديدة الى الجزائر ودول المنطقة الاخرى للبحث في الوضع الناشئ و مواجهة تداعياته على الامن والاستقرار في هذه المنطقة.

وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد شهور من الارتباك قرر في نوفمبر الماضي مساندة تدخل( المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا – سيدياو) والاتحاد الافريقي في مالي عسكريا ،ولكن حسم التدخل ظل متأرجحا على خلفية موقف الجزائر المعارض و خشية باريس من تحوله الى ورطة كالتي وقع فيها الاميركيون في افغانستان و العراق ،والان بعد وقوع العملية لا احد يعرف ما اذا كانت ستطول لاكثر من المتوقع لاسيما و انها ترتبط بنشر قوات افريقية على الارض تتولى مهمتي تحديد مواقع الاسلاميين و وحفظ السلام في المدن التي سيتم استعادتها بعد طرد المقاتلين الاسلاميين. ،الا ان هذه القوات لن تصل قبل مارس المقبل  كما توقع ممثل الامم المتحدة في الساحل رومانو برودي ،بغض النظر عن اعلان النيجر و نيجيريا وبوركينا فاسو عن تدخل سريع ستقوم به الى جانب الفرنسيين.

وكان شمال مالي وقع في ايدي الجهاديين عندما فقد الجيش الحكومي السيطرة على البلاد في انقلاب عسكري في مارس من العام الماضي،وجعل هذا الفراغ من الشمال اكبر مساحة جغرافية يسيطر عليها تنظيم ( القاعدة)  بشكل منظم وقوى يتجاوز في مستوياته نفوذ التنظيم في افغانستان.

ويتفق خبراء الستراتيجيا على ان  طبيعة الارض الصحراوية والكثافة السكانية المنخفضة في شمالي مالي يجعلان من تنفيذ المهمات العسكرية في تلك المنطقة حتى اصعب من افغانستان.ووفقا للمحلل في معهد ( بروكينغز)  بروس ريدل الذي عمل لفترة 30 عاما في وكالة الاستخبارات المركزية فأن شمال مالي يعتبر " ملاذا ضخما لتنظم القاعدة بحجم ولاية تكساس" مشيرا الى " ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تنظيم ممول ومسلح جيدا،لذلك قد يكون عدوا صعبا لفرنسا" ورجح " ان يكون الدور الاميركي ثانويا" اذ سيقتصر على تقديم الطائرات من دون طيار ( درون)  والذخائر و المساعدة الدبلوماسية".

وذكرت وكالة ( بلومبرغ) في تقرير لها " ان واشنطن وعدت باريس بتوفير الدعم الاستخباراتي و اللوجستي ،فضلا عن قدرات اعادة التزود بالوقود في الجو " وقالت المتحدثة بأسم الخارجية  فيكتوريا نولند" ان واشنطن تدرس لائحة المطالب التي تقدمت بها باريس وسترد عليها في الايام المقبلة".

وكانت واشنطن و باريس توصلتا الى اتفاق ينص على ان تبدأ فرنسا الدعم العسكري ،فيما تعمل واشنطن على تسهيل و تعزيز نشر القوة الافريقية في مالي بحسب قرار مجلس الامن الدولي .ويقول المحلل الروسي مكسيم يوسين " ان اتفاق واشنطن و بكين وموسكو على الحملة العسكرية في مالي هو حادثة استثنائية في تأريخ العلاقات بينهما في المرحلة الاخيرة" واضاف" الاسلام الراديكالي هو الموضوع اليتيم القادر على توحيد وجهات نظرها لان لا احد يريد ان يتحول شمال مالي  الى قاعدة تدريب و انطلاق للمجاهدين من القوقاز و افغانستان و الانفصاليين (الايغور) في اقليم شينجيانغ ذو الاغلبية المسلمة في الصين".

العملية العسكرية التي حملت اسم (القط المتوحش) في مالي اثارت مخاوف الكثير من المحللين و المراقبين من امكانية تحولها الى ( افغانستان جديدة) ورأى استاذ العلوم السياسية سيرج ميخائيلوف  في جريدة " جورنال دو ديمانش" انها قد تخلف تطورات شبيهة بحرب افغانستان ،وقال " لو نجحت فرنسا في حصر العمليات العسكرية ضد الارهاب فحسب فسيكون شيئا جيدا ،لكن لو خاضت حرب عصابات ضد الجماعات الاسلامية التي تتحرك في ارض توازي اضعاف مساحة فرنسا ،فهي ستواجه اوضاعا عصيبة للغاية". وبدت مؤشرات  ذلك من التسريبات الفرنسية عن مدى جهوزية القتال عند الجهاديين ونوعية السلاح الذي يحاربون به والذي حصلوا عليه اثناء العملية العسكرية الاطلسية التي اطاحت بنظام القذافي و مااعقبها من فوضى امنية و تهريب واسع النطاق للترسانه الليبية ،وعودة المرتزقة الماليين الى بلادهم  ما ادى الى تغيير ميزان القوى.

تكشف التطورات المتسارعة في الحرب التي تخوضها فرنسا في مالي ضد الاسلاميين الى نجاحها في تعبئة اصدقائها الافارقة لمد الحملة العسكرية بالرجال حيث من المرتقب ان ينتشر مالا يقل عن 2500 جندي من القوة الافريقية الدولية خلال الاسبوعين المقبلين. وفي الوقت الذي تواصل فيه باريس تعزيز قدراتها القتالية الميدانية بأرسال قيادة الاركان الفرنسية مروحيات قتالية من طراز ( تايغر) التي تعتبر احدث الاسلحة التي تمتلكها القوات الفرنسية للعمل الى جانب مروحيات من نوع ( غازيل) و( كوغار) ،  تواجه الادارة الاميركية مأزقا قانونيا اذ لا يسمح القانون الاميركي بتقديم مساعدات عسكرية لحكومة غير شرعية كون مالي شهدت انقلابا العام الماضي اطاح بحكومتها المنتخبة و ادى الى زحف الاسلاميين المتشددين على الشمال وفرض سيطرتهم عليه ، وقالت المتحدثة بأسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند قالت " لسنا في وضع يسمح لنا بتدريب الجيش في مالي حتى نحصل على قادة منتخبين بشكل ديمقراطي"ولهذا فأن وزير الدفاع بانيتا ناشد الحلف الاطلسي ودعاه الى " مواصلة الضغط دون هوادة على تنظيم القاعدة ،وان يكون اكثر ابتكارا و مرونة للاستجابة لمجموعة واسعة من التهديدات الامنية في المستقبل".

الا ان مسؤولا اميركيا رفيعا ابلغ " رويترز" ان هناك تعاونا بين الحكومتين الاميركية و الفرنسية يتعلق بتبادل المعلومات الاستخباراتية".

تعكس مؤشرات و معطيات الموقف الاميركي ان ادارة اوباما تعطي الاولوية للصومال و اليمن كمراكز وبؤر خطيرة لتنظيم ( القاعدة)  اكثر من تركيزها على مالي و القاعدة في الصحراء الكبرى التي تتولى امرها  قوات ( افريكوم)  وربما قد يتم زجها في وقت لاحق  في عمليات سرية لمساعدة الفرنسيين و بعد ذلك القوات الافريقية.وكشفت الصحافة الاميركية نص رسالة وجهها اوباما الى رئيس مجلس النواب جون بونر و الى مجلس الشيوخ  قال فيها" ان القوات الاميركية قدمت " دعما تقنيا محدودا " للقوات الفرنسية " وانها " لم تشارك في الهجوم على المجمع حيث يعتقد وجود الرهينة الفرنسية الذي اختطفته ( حركة الشباب الصومالية) قبل اكثر من ثلاث سنوات."

وتخوض القوات الفرنسية هذه الحرب الذي وصفتها ( الفيغارو) ب" حرب ليبيا الثانية" ضد اكثر من ثلاثة الاف مقاتل من القاعدة و الجماعة الجزائرية المسلحة التي لجأت الى المنطقة بعد هزيمتها امام القوات الجزائرية اضافة الى خليط من مهربي المخدرات و السلاح و العائدين من طوارق ليبيا الى مالي.وقال وزير الدفاع جان ايف لودريان " ان المرحلة الثانية من العملية بدأت بتدمير القواعد الخلفية للجماعات الاسلامية "و" ان الطائرات قصفت اجتماعا لمقاتلي ( انصار الدين) في مدينة غاو وقتلت اكثر من 60 عنصرا" مؤكدا " ان العملية حققت هدفها الاخر بحماية باماكو و تأمين الجالية الفرنسية التي يتراوح عددها بين 400 -600 مقيم".

هذا وسيكون ملف الحرب في مالي و تداعياته و امتداده في مقدمة المسائل التي سيبحثها الرئيس هولاند مع المستشارة الالمانية ميركل في اجتماعهما غدا الاثنين ،وكانت ميركل اعتبرت " ان الوضع في منطقة الاضطرابات جزءا من الحالة الامنية لالمانيا". و اعتبر مراقبون نجاح باريس في اقناع حليفها التشادي بالانخراط في الحرب الدائرة وقبوله بأرسال ما يقل عن الفي مقاتل تطورا هاما لان هؤلاء متمرسون في حروب الصحراء" وفي سياق آخر كشفت مصادر عسكرية فرنسية عن اقامة مقرين للقيادة العسكرية واحد في باماكو و الاخر قريب من جبهة الشرق.

وسيكون لفرنسا دور اساسي في البعثة العسكرية الاوروبية التي ينتظر ان يصل عددها الى 450 رجلا من 10 بلدان على الاقل و ستوكل قياداتها لجنرال فرنسي ،ويشكك خبراء عسكريون في هذا السيناريو و يعتبرونه " متفائلا للغاية" مستندين الى التجربة السابقة مع القوات الحكومية التي تراجعت من مواقعها في الشمال دون قتال ،فضلا عن انها تعاني من الانقسامات العميقة داخل صفوفها وتتحفظ اوروبا على ايكال اي دور قتالي لهذه البعثة.

ورأى الخبير في القانون الدولي ورئيس مشروع افريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية ( تشاتام هاوس) في لندن " ان الصراع يتطور بالفعل على المستوى الاقليمي" وقال " ان الجزائر جزء لا يتجزأ من ازمة مالي ،ولا يمكن ايجاد حل للازمة من دون مشاركتها الفعالة ،وبالتالي فأن هناك صلة بين حادث مصفاة الغاز في الجزائر و الوضع في مالي".

وقال استاذ التأريخ بجامعة كولومبيا  غريغوري مان" ان التنظيمات الجهادية الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة تعمل منذ سنوات في مساحة و اسعة في الشمال الغربي الافريقي ،ولديها سيطرة واسعة على مساحات كبيرة" مستنتجا " ان فرنسا على هذا الاساس لن تستطيع عسكريا و اقتصاديا الاستمرار في عملية عسكرية طويلة المدى في مالي لان ذلك سيعرضها لمخاطر سياسية خطيرة ما سيحتم التفكير بطرق آخرى لمساعدة مالي".

وبرأي المحلل الستراتيجي والاستاذ في كلية سان سير العسكرية فيليب بونس" ان عملية الرهائن في الجزائر ستساهم في الحد من عزلة فرنسا الاولى من خلال تسريع ارسال الوسائل العسكرية وللوجستية الاوروبية و الاميركية لمساعدة فرنسا وحلفائها المحليين و الاقليميين في الحرب الدائرة الان في مالي". والسؤال الاكثر الحاحا يبقى ما اذا سيكون بمقدور باريس وقف زحف الجهاديين في منطقة الساحل الافريقي بعد نمو نفوذهم و توسع حركاتهم وحرفية عملياتهم المسلحة ومبادراتهم اللوجستية على خلفية الشكوك الجزائرية حيال جدوى شن هذه الحرب وهو موقف استخلصته من تجربتها المريرة و المرة خلال الحرب الاهلية في تسعينات القرن الماضي و ادت الى وقع 200 الف ضحية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

جنيف تستضيف اجتماعا لطرفي حرب السودان

بيلينجهام يزعج ريال مدريد

هزة أرضية بقوة 4.6 درجات تضرب كرمان جنوب شرقي ايران

بلقاء مع الأسد.. أردوغان يوجه ببدء استعادة العلاقات مع سوريا

معلومات مثيرة حول توماس كروكس مطلق النار على ترامب

مقالات ذات صلة

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

متابعة/ المدى قال طبيب الرئيس الأمريكي، اليوم الخميس، إن الرئيس جو بايدن، ان العلامات الحيوية للرئيس الأمريكي لا تزال طبيعية وسيواصل أداء عمله كالمعتاد". ولفت الى، ان "الرئيس الأمريكي يعاني من أعراض الجهاز التنفسي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram