TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لعبة الأمم مستمرة.. سراً وعلانية

لعبة الأمم مستمرة.. سراً وعلانية

نشر في: 20 يناير, 2013: 08:00 م

 

كأن المصائب والمحن التي حاقت بالعراقيين، وأوسعتهم  ضربا بالسياط حينا، وبالمفخخة والرصاصة، حينا، وبذل الحاجة  أحيانا،وبالحرمان من أبسط حقوق الإنسان في أغلب الأحيان، كأنها وأمثالها   لم  ترو(ي)  ظمأ  سدنة  الكبار في لعبة الأمم،لتحمل الرياح المسمومة خبرا – ليته لا كان صدقا –عن اعتزام الجهات المعنية  استبدال الهويات التعريفية  المتداولة الآن، (الجواز، وهوية الأحوال المدنية، وشهادة الجنسية، وبطاقة السكن، وغيرها،لتضمين هويات التعريف الجديدة حقلا يتضمن ويدرج :  الدين، والقومية، والمذهب، والانتماء الطائفي، والجغرافي،  وهذا القرار- لو قدر له التنفيذ -، منتهى الاستهانة بالمواطنة الأصيلة الحقيقية،التي تستهجن التمايز بين الأديان، والتنابز بين الأعراق والقوميات،واعتماد المواطنة  التي ترقى على كل المسميات،  عراقي وكفى  _ مع الاحترام والحفاظ على الخصوصية الشخصية دون منازع -

أمامي ثلاث نسخ لجوازات سفر، عراقي قديم صادر عام 1980، وفرنسي، لجارة فرنسية آثرت الإقامة ببريطانيا، مع  رفضها التخلي عن جوازها الفرنسي ، وجواز بريطاني لسيدة سورية الأصل، لإقامتها الدائمة في المملكة المتحدة،

ليس في الجوازات  الثلاث – مع تباعد الأقطار وجهات الإصدار _ أي ذكر لدين ولا لمذهب ولا لطائفة ولا لحزب ولا لعرق أو قومية، السمة المشتركة في الجوازات، نص يدعو لتسهيل مرور حامل الجواز، في العراقي باسم وزارة الخارجية، وفي الفرنسي باسم رئاسة الجمهورية، وفي البريطاني باسم صاحبة الجلالة الملكة،

تقتصر المعلومات في الوثائق المذكورة على الاسم واسم الأب واللقب، إلى جانب مسقط الرأس، إشارة حية لمكان الولادة وتاريخها كدلالة على العمر، ثم تاريخ إصدار الجواز وتاريخ نفاد صلاحيته، كهوية سفر وتعريف.

بعض الدول – حسب معلوماتي المتواضعة -  تدرج الدين في الوثائق الرسمية: مسلم، نصراني، بوذي، مسيحي آرثوثوكسي، عربي، كردي، تركماني، فارسي، أمازيغي،  جنوبي، شمالي، بل إن البعض ما زال ينابز أو يعير الآخر، بتبعيته الإيرانية، أو يتنطع  بتبعيته العثمانية التي أكل الدهر على زوالها وشرب، و...وتجشأ!

أدعو بكل تجرد، من بيده الأمر والنهي التدخل، والإيعاز فورا بإيقاف مشروع جهنمي كهذا، يفتح باب الجحيم على العراقيين، ويزيدهم نفرة من بعضهم، ويؤجج مشاعر العداوة والبغضاء بينهم، ويحيي عظاما من الرميم للمزيد من الاحتراب والتشظي، أليس غريبا أن ندعي لبوس الديموقراطية، ولا نرتدي منها إلا أسمالها البالية، أليس عيبا  أن نلوذ بالقانون  عاصما، ولا نستحي أن نجعل منه آلة للعزف المنفرد كلما جد الجد  ودعت الحاجة؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram