اربيل /سالي جودتلكل شعب من الشعوب تراثه المستمد من حضارته وعاداته وتقاليده, وفي مدينة اربيل مثل اي مدينة اخرى هنالك اشخاص يتمسكون ويتشبثون بالعادات والتقاليد و يحافظون عليها من دون ان يدركوا اسباب ذلك, فالحياة تسير بنا الى ما نريده تارة والى ما تريده اقدارنا تارة اخرى.
 ومن العادات التي يحرص الرجال في مجتمعنا الشرقي على المحافظة عليها زيارة المقاهي لقضاء اوقات الفراغ, وليمارسوا فيها هواياتهم المعتادة اضافة لتبادل الاحاديث.في مدينة اربيل هناك العديد من المقاهي القديمة التي تعد جزءاً من التراث لما لها من قصص وحكايات غريبة ومفيدة. وهي ليست مقاهي للتسلية, بل ملتقى للادباء والمثقفين والصحفيين, تدور فيها النقاشات الفكرية والاجتماعية وهي اقرب للمنتديات الثقافية اذا صح التعبير. وللاطلاع على اقدم هذه المقاهي التقت المدى ببعض المترددين عليها فكان لقاؤنا الاول مع كاكا ئاسو متقاعد الذي تحدث قائلا: في اربيل العديد من المقاهي القديمة التي لها قصص وحكايات تثير الاعجاب و اعتقد ان اقدم هذه المقاهي واشهرها مقهى مجكو, الذي يعتبر ملتقى للمثقفين والادباء والصحفيين, ويتميز بالهدوء مقارنة بالمقاهي الاخرى, فالاشخاص الذين يتوافدون الى هذا المقهى ينشغلون بالقراءة والكتابة وهم يتناولون الشاي, وقد كنت اقضي الوقت هناك مع بعض اصدقائي من الكتاب, ومقهى مجكو يقع بجانب القلعة مما يضفي عليه نكهة تراثية جميلة اضافة الى نكهته الثقافية. مام رسول من رواد احد المقاهي القديمة يقول: بالنسبة لي مقهى مام باييز من اقدم واعرق المقاهي حيث يتحدث كل اهالي اربيل عنه و يقع في منطقة المستوفي. كذلك مقهى كرد وعرب لكنه تحول الان الى مطعم وكان لهذا المقهى تاريخ عريق والكثير من كبار السن يتوافدون اليه, والمقاهي بصورة عامة تقلل الملل الذي قد يعاني منه كبار السن او المتقاعدون.. ويقول سربست نوري : في اربيل هناك العديد من المقاهي القديمة المشهورة منها مقهى مجكو ومام عبد وحاج باييز. وتنتشر في القلعة وحولها المقاهي القديمة بكثرة, ففي شارع باتا هناك مقاه صغيرة تكتظ بالناس منذ شروق الشمس وحتى المغيب, كذلك يوجد في نهاية الشارع مقهى يسمى مقهى المعلمين وهو قديم بني قبل خمسين عاما وكان ملتقى للرياضيين.واذكر انني كنت اذهب برفقة والدي الى هذا المقهى وما زلت الى الان اقضي وقت الفراغ في احد المقاهي القديمة. اما مسعود حيران معلم فيقول: في اربيل مقاه قديمة تاريخية ما زالت قائمة منها مقهى مجكو الذي يعد اقدم المقاهي في اربيل ويحتوي على مكتبة كبيرة فيها تشكيلة منوعة من الكتب, وهذا المقهى متميز بهدوئه عن المقاهي الاخرى كونه يخلو من العاب التسلية,و زبائنه من المثقفين الذين يقضون اوقاتهم بالقراءة وتبادل الاحاديث الفكرية, اما الان فقد طرأ بعض التغييرات عليه ليس في الشكل الخارجي انما في نظامه, كدخول العاب التسلية (الدومينو, الطاولي,الشطرنج). ويشيرسنحاريب اشكي الى الذكريات في هذه المقاهي ويقول انها ذات طابع مهم ومؤثر في نفوس زبائنها فهي تحتضن ذكرياتهم القديمة, وتقلل من شعورهم بالملل والوحدة بعد ان وصلوا الى اعمار شارفت على الستين اوالسبعين عاما , لذا تكون هذه المقاهي هي الدواء النفسي لهم, حيث يقضون الاوقات فيها لتبادل الاحاديث والذكريات, اثناء تناولهم الشاي والترفيه عن انفسهم, وايضا هناك من يهوى القراءة والكتابة فيجد في هذه المقاهي الملاذ الملائم لتحقيق رغباته هذه. واضاف اشكي:المقاهي القديمة معالم تاريخية لابد من الحفاظ عليها وادامتها, فهي من رموز المجتمع الكردي. عبد الغفور احد العاملين يقول: اغلب زبائن المقهى تتراوح اعمارهم بين الثلاثين والستين عاما و يتبادلون الاحاديث في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ويستمتعون بالالعاب المسلية, مع تناول المشروبات الغازية والعصائر والمشروبات الساخنة كالشاي, والحامض, الدارسين,و تفتح هذه المقاهي ابوابها منذ الساعات الاولى من الصباح حتى الغروب, ولها اثر في نفوس زبائنها. فهي تعيدهم الى الذكريات السابقة والاحاديث القديمة, اضافة الى قضاء الوقت لقتل الملل والوحدة في نفوسهم, الان اصبحت هذه المقاهي تعج بكبار السن والشباب, فما نلاحظه في اربيل هناك الكثير من المقاهي سواء كانت قديمة ام حديثة. ولكل منها ميزة تختلف عن الاخرى باختلاف الزبائن الوافدين اليها, لكن تبقى المقاهي القديمة ذات اصالة وحضارة بالنسبة للمجتمع الكردي.