TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يقرأ الممحي

يقرأ الممحي

نشر في: 20 يناير, 2013: 08:00 م

احد العراقيين ممن خاضوا غمار العمل السياسي قبل عشرات السنين، يدعي انه بإمكانه استشراف ما ستشهده السنوات القليلة المقبلة من أحداث سياسية، فهو  بحسب وصفه "يقرا الممحي"، ويكشف المخفي والمستور من دون الاستعانة بالوسائل السائدة في معرفة الغيب، ويزعم أن قدراته الباراسايكلوجية كفيلة بأن  يعلن في الوقت الحاضر نتائج التشريعية المقبلة، ومن سيتولى منصب رئيس الوزراء، وعدد مقاعد الكتل النيابية في البرلمان المقبل .

الرجل تجاوز السبعين من عمره، وتفرغ لتربية الحمام الزاجل بعد أن أحال نفسه إلى التقاعد من العمل السياسي، بقرار شخصي، لان رفاقه تركوه وحيدا فريدا ، ولم يسعفه الحظ في الحصول على جواز سفر للتخلص من ملاحقة رجال الأمن، وكغيره من بعض  منتسبي حزبه وقّع على تعهد خطي بترك السياسية لأهلها، ومنذ ذلك الوقت ، قرر وبمحض إرادته الاهتمام بالحمام الزاجل، لإبعاد الشبهات، والتفرغ لعمل يوفر له الدخل اليومي، وبه استطاع أن يعين أسرته الكبيرة، ويضمن لأبنائه مواصلة دراستهم الجامعية .

المقربون من الرجل لا يجدون ثمة علاقة بين استشرافه للمستقبل وحمام الزاجل، والوسط الذي يلتقي فيه ابعد ما يكون عن السياسة وشجونها فليس بين "المطيرجية" من يهتم بمتابعة جلسات البرلمان، ومشاكل المنطقة، والأزمة الراهنة، وحين ينسى الرجل نفسه في بعض الأحيان، ويجلب معه جريدة إلى "الجمباز"  وهو مكان تجمع أصحاب الطيور، يرى ردود أفعال تعبر عن الامتعاض والاستياء على ملامح الوجوه، فتخلى عن عادته تلك، وفضل الخوض في الحديث عن السياسة في أماكن أخرى، وعندما يوجه له السؤال لإبداء رأيه بقضية معينة أو بيان توقعاته عن المسألة الفلانية .

المقربون من الرجل يؤمنون بتوقعاته، فهو سبق أن اخبرهم بان مشكلة الكهرباء ستظل مستعصية، والعلاقة مع بعض دول الجوار سيشوبها التوتر، وإمكانية خروج العراق من الفصل السابع ستحتاج إلى مزيد من الوقت، واستبعد إمكانية ان يحقق مجلس النواب في دورته التشريعية الحالية إقرار قانون تشكيل الأحزاب، وتعديل النظام الانتخابي، وستبقى الوجوه الحالية مهينة على المشهد السياسي،  وهنا يبادر المقربون بطرح أكثر من سؤال لمعرفة رئيس مجلس الوزراء المقبل،  تمر لحظات من الصمت، وبعدها يشترط الرجل قبول الجواب بروح ديمقراطية من دون زعل، وإيمانا بالتداول السلمي للسلطة ، يؤكد أن كل شخص سيحتفظ بمنصبه باستثناءات طفيفة جدا .

  مع بدء العد التنازلي لخوض الانتخابات المحلية أبدى الرجل  استعداده لتسخير الحمام الزاجل للقيام بفعاليات في إطار الدعاية الانتخابية للمرشحين الجدد، لن لا يرى ثمة تغيير سيحصل في تلك المجالس، فأعلن أمام المعجبين بمواهبه بأنه سيتبرع مجانا لصالح المرشحين أصحاب البرامج الحقيقية في توفير الخدمات، وإزالة النفايات من العاصمة بغداد، وتقليص عدد السيطرات الأمنية، وفتح الشوارع المغلقة، وإنهاء حالة انتشار العسكر في المدن، بجعل الحمام الزاجل ينقل البرامج  إلى أماكن قصية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram