TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العسكري والـ 40 خروفـاً

العسكري والـ 40 خروفـاً

نشر في: 21 يناير, 2013: 08:00 م

يبدو أن الأقلية "الناطقة"، أو المقربة، من رئيس ائتلاف دولة القانون صارت تستجيب لما نكتب أحيانا. ففي هذه الأيام لاحظنا بعضا منهم، بعد أن انتقدناه، يقلل من تجهم جبهته وصرامة عضلات وجهه. وبعض منهم وصل به الحد إلى أن "يدس" قفشات ليضحكنا في هذه المرحلة المتأزمة. لم تنجح اغلب قفشاتهم في إضحاكي عدا قفشة سامي العسكري حول الخرفان القطرية. الرجل أراد أن يثبت عن طريق فن النكتة، كما اعتقد، أن قطر تقف وراء تمويل تظاهرات الغربية. وما الدليل؟ أنها تجهز المتظاهرين بأربعين خروفا في اليوم الواحد. ولكي يملّح قفشته تساءل العسكري:""كم يكلف ذلك في اليوم والأسبوع والشهر ومن يدفعها لهم؟".
الرجل أراد أن يقول لنا انه اكتشف بالدليل القاطع أن قطر تتدخل بالشأن الداخلي للعراق. وهذا يعني أن العراق طبقا للقوانين الدولية من حقه أن يرفع دعوى ضد قطر عند مجلس الأمن والجامعة العربية، وهذا حق طبيعي. ومن يدعي يحتاج إلى بيّنة طبعا. وهنا تخيلوا أن مندوبنا الدولي لو سئل عن الدليل سيقول إنها زجت بـ 40 خروفا في اليوم للمتظاهرين: الدليل ئالولوا!
لقد كشف لي العسكري مشكورا، في نكتة الخرفان، وجها آخر من أوجه غباء الأمريكان من دون أن يحتسب. فلو لم يكونوا أغبياء لما أرسلوا مئات الآلاف من الجنود والطائرات والدبابات وتحملوا تلك الخسائر البشرية والمادية لإسقاط صدام. كان يكيفهم أن يرسلوا 100 ألف خروف بدلا من 40 ويا دار ما دخلك شر.
ولأن الرجل جديد على استعمال النكات في فضح تمويل التظاهرات، كما وضح من طريقته في إلقائها، نسي أن للنكتة، عند العراقين، وجهين: مضحك ومبكٍ. فبعد أن شبعت من الضحك  تعوذت بالله من شر الشيطان، مما حول الضحك إلى جد ثم إلى نكد. ومثلما سألنا العسكري أن نحسب عدد الخرفان التي يذبحها المتظاهرون في اليوم والشهر، وددت أن أساله كما سألنا: كم بذخ هو من المال بالجنيه الإسترليني على حفلة زواج ابنه المحروس، التي قيل بأن لندن لم تشهد مثيلا لها عند العراقيين من قبل؟ ولو حولنا الأموال التي بذخت إلى خرفان كم قطيعا سنشتري بها؟
ولىنه اعتبر أن الهدف من التدخل القطري هو إسقاط نظام دولة القانون، أسأله: أي نوع من الأنظمة هذا الذي يسقطه 40 خروفا؟
والسؤال الأهم عندي هو: هل  العسكري متأكد أن ما أرسلته قطر كان خرفانا وليس نعاجا، وكيف؟ حقيقة أني أخاف أن تكون نعاجا، فيمنح القطريين فرصة "ذهبية" للضحك علينا والشماتة بنا بحجة أن نائبنا لا يميز بين النعجة والخروف!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. خليلو.....

    نحن في أيامنا الغبره هذه في حاجة إلى سرفانتس جديد ليقصّ علينا صولات دون كيخوتات زمن المسخره التي وضعتنا المقدير فيه

  2. نوار الحسيني

    مستوى تحليل الرجل هو هذا بس غير الزمن الاغبر سووه فد شي براس العراقين . برائي لا يرى اكثر مما تخطوا قدماه

  3. Dr Sherzad Al-Khalifa

    Very funny. Good end to your article.

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram