اليهود والتزوير في النصوص التوراتية هو ما حاول نادي لكتاب في كربلاء أن يتوصل إليه من خلال الأمسية التي أقامها الروائي والباحث جاسم عاصي والتي قدّمها وشارك في الطرح فيها الباحث حسن عبي عيسى، حيث بدأ قوله من أن النص التوراتي هو بالأساس نص محرف لأن الأص
اليهود والتزوير في النصوص التوراتية هو ما حاول نادي لكتاب في كربلاء أن يتوصل إليه من خلال الأمسية التي أقامها الروائي والباحث جاسم عاصي والتي قدّمها وشارك في الطرح فيها الباحث حسن عبي عيسى، حيث بدأ قوله من أن النص التوراتي هو بالأساس نص محرف لأن الأصلية قد ضاعت أو احترقت بعد الأسر البابلي الذي قام به نبوخذ نصر ليهود أورشليم وهو ظلوا بلا كتاب مقدس يتداولونه ولكنهم اعتمدوا على محفظته الذاكرة.. ويوضح أن التوراة التي بين أيدينا ليست الأصلية.. فتلك فقدت أو تلفت أو أخفيت مع الأسر البابلي، بينما هذه توراة بديلة كتبها الحاخامون خلال أسرهم في بابل لتأمين نصوص يجري تنشئة الأجيال اللاحقة عليها.. وأن هذه التوراة حوت من أساطير وحكم ووثنية بلاد الرافدين الكثير .. وقد ثبت ذلك علميا.. وإن للمؤرخين الجدد وهم فئة من الأكاديميين الصهاينة يجدفون عكس التيار الصهيوني العام، لهم دور في كشف ذلك الزيف.. بل وصل أمر تلك الفئة الى إنكار وجود ممالك يهودية.. وأنه ليس ثمة هيكل لسليمان كما يزعم الصهاينة المتشددون.. وعندي أن في التفسير القرآني شيء من ذلك، فالقرآن يقول عن صرح سليمان (إنه صرح ممرد من قوارير) فلربما كان صرحا من البورسلين (الفرفوري) وتهشم وانتهى أمره.. بدليل أن الصهاينة يعملون الآن على اختلاق هيكل من أحجار يبدو عليها القدم.. وسيقولون بعد مدة إنهم نجحوا في بلوغ مأربهم.
وقال القاص والباحث جاسم عاصي إن اليهود يفكرون بالسلطة، واعتقد أنهم هم الذين اخفوا النص الأصلي لأنهم عرفوا أن التوراة سياسيا تتيح لهم مركزا سياسيا في العالم ويتمتعون بسيطرة على كامل مرافق الحياة.. ويضيف أن التوراة والعهد القديم نتجا عبر مرحلتين الأولى في بابل والثانية في ارض حران بمنطقة كنعان والتوراة تبدأ من سفر التكوين وتنتهي بالنبي دانيال آخر أنبياء بني إسرائيل وليكن بالعلم أن حضارة العبرانيين حضارة صحراوية والدليل التيه الذي ذكره القرآن أربعين سنة وأنهم كان يعبدون الإله يهوى وحتى نجد في التوراة بروز يهوى في اغلب تشريعات التوراة الموجودة اليوم وتتكلم أيضا عن أسطورة نبات اللفاح وهذا النبات هو أسطورة حيث أن هذا النبات عندما كان في يوم من الأيام يعقوب يسير في ارض كنعان كانت هناك بئر تعود الى خاله فجاءت راحيل ابنة خالة كي تحضر الماء إلى الماشية فلم تستطع أن تحمل الحجر الذي كان فوق البئر والذي كان يحملونه عشرة رجال فقام بحملها عن البئر وهذه معجزة ليعقوب وبعدها قال لها أنا يعقوب فأعجبت به فذهب معها ليطلبها من خاله وأيضا - وأكمل الحديث - وأيضا قال إن هذا النبات اللفاح عندما يطبخ وتتبخر به المرأة العاقر عقر مؤقت فإنها سوف يرحل عنها العقر وإنها كانت جميلة وانه لحبها أحب ابنه يوسف الذي أنجبت في ما بعد وأيضا تكلم عن هيكل، موضحا أن هذا يتطلب دراسية واسعة بالتاريخ وعلينا أن نأخذ التناص مع النصوص الأخرى ونقتفي الأثر وهذا يحتاج إلى وعي وثقافة لتبيان السرقة أو الانتحال أو التزوير.
وشهدت الأمسية العديد من المداخلات بدأها الكاتب علي الخفاف الذي عد الموروثات الحضارية والآثار ما هي إلا جوانب سياحية لا يجب ان تأخذ أكثر من حقها. وليس الغرض منها أن يكون لها جانب ديني.. وأشار إلى أن هناك صراعا بين التكذيب والتصديق دائما لكل الآثار.
وطرح الروائي علي لفتة سعيد تساؤلات عدة منها: ما هو زمن النص الأقدم؛ القرآني الذي يوضح لنا الأشياء أم النص التوراتي الذي تعرض إلى السرقة؟ وتساءل مرة أخرى كيف نفهم هذا التزوير وهل النص التوراتي .. وتساءل أيضا كم من التاريخ قد زور أيضا لنبقى جميعا أسارى تصديق هذا الجانب وتكذيب ذاك وكم زور من التاريخ الإسلامي الذي هو الآن محور التصحيح والفلسفة والتكوين والعقيدة.. وهل تمكن الباحثون من إيجاد الحقيقة التاريخية أم هناك نزعة فكرية تجنح بالحقيقة إلى الأيديولوجيات أو الأفكار الدينية؟