احد المتورطين كما يصف نفسه ، بخوض غمار العمل السياسي منذ عقد الخمسينات من القرن الماضي والمقيم حاليا في عاصمة أوربية ، وجه رسالة الى مجايليه من المتقاعدين السياسيين والراغبين في استعادة نشاطهم الحزبي ، تتضمن الدعوة لحثهم على" الانخراط " في القوى المتنفذة ، المشاركة في الحكومة ، وهذا الانخراط بنظره ليس " خرطا " كما يتصور البعض ، بل ينطوي على فوائد كثيرة قد لا تكون منظورة في الوقت الحاضر ، ولكنها في سنوات مقبلة ستتحقق في ظل ما يفرزه المشهد السياسي الحالي من معطيات لصالح دعاة الدفاع عن الديمقراطية بالنسخة العراقية .
رسالة الحزبي المتقاعد بوصف من اطلع عليها أشبه بوصايا صاغها خبير متخصص بالشأن العراقي ، ومنها أن التيار الديمقراطي في طريقه للانقراض ، ولكي تضمنوا مستقبل الأبناء والأحفاد سارعوا لتسجيلهم في الأحزاب الحالية ، لأنها فتحت آفاقا واسعة لاعضائها ، سواء بضمان التعيين او الحصول على بعثة دراسية في الخارج ، او في اقل تقدير حماية مبنى سفارة عراقية في دولة أوربية .
الرسالة تضمنت أيضا أسماء عراقيين يعملون في الخارج ، حصلوا على فرص عملهم بقاعدة المحاصصة باعتماد مبدأ التوازن والاستحقاق الانتخابي للقوائم والمكونات العراقية في البرلمان السابق والحالي ، ومن يطلع على الأسماء " يلطم على راسه" فثلاثة من أبناء رئيس كتلة برلمانية شغلوا مواقعهم في سفارات العراق في لندن وباريس وبرلين، اما أبناء القيادي في حزب أصبحت الإشارة اليه هذه الأيام بجملة " اللهم لا غيبة ولا حسد " فشغلوا مناصب ملحقيات تجارية.
المطلعون على الرسالة حصلوا على توصية من مرسلها بالذهاب إلى كبير "حزبيي القوم " ليسهل لهم الانتماء وملء استمارة الدخول، وتوقيع تعهد بالحفاظ على اسرار الحزب ، والعمل على تحقيق أهدافه، في خدمة الشعب ، وأوصاهم ايضا ان يحتفظوا بقائمة أسماء السياسيين والمسؤولين، والتلويح بها كورقة ضغط في حال تنصل كبير الحزب عن تنفيذ وعوده.
صاحب الرسالة راجع مسيرته النضالية السابقة، وتوصل أخيرا الى قناعة تامة بان السياسة تعني رعاية المصالح سواء الشعبية او الشخصية، ولإدراكه بان " الجماهير الزاحفة نحو قمم المجد" لم تحصل على شيء ، التفت مؤخرا للمصلحة الشخصية ، فكثف اتصالاته في الخارج مع ممثلي الأطراف المتنفذة ليحقق انجازا للمعارف والأقارب، ولاسيما ان العد التنازلي لإجراء الانتخابات المحلية قد بدأ ، والتحرك في الخارج اخذ يتفوق على الداخل استعدادا لخوض التنافس الانتخابي ، والحصول على المزيد من المقاعد في مجالس المحافظات والاقضية، وصاحبنا بعد ان جدد مفاهيمه السياسية من زاوية الحصول على المصالح لا يريد ان يخسر فرصة منح حفيده الخريج الجامعي فرصة التعيين بصفة حارس في مبنى المحافظة أو الناحية ، نصيحة الحزبي المتقاعد قد تكون ملائمة لمن يؤيدها ، ولكنها غير ملزمة للآخرين لان فرص التعيين في الخارج استحوذ عليها أبناء قياديي حزب "اللهم لا غيبة ولا حسد".