أقام نادي الكتاب أمسية شعرية لعدد من شعراء المدينة الرواد والشباب بهدف مزج التجارب الشعرية في المدينة وزيادة تألقها، وقد قرأ الشعراء السبعة قصائد ما زجت بين قصائد التفعيلة والنثر والتي كانت بين البوح بالحب والغزل وبين التماهي مع الوطن ومع الراحلين من

أقام نادي الكتاب أمسية شعرية لعدد من شعراء المدينة الرواد والشباب بهدف مزج التجارب الشعرية في المدينة وزيادة تألقها، وقد قرأ الشعراء السبعة قصائد ما زجت بين قصائد التفعيلة والنثر والتي كانت بين البوح بالحب والغزل وبين التماهي مع الوطن ومع الراحلين من المبدعين.

في بداية الأمسية قال مقدمها القاص أحمد الجنديل  إن نادي الكتاب اليوم غيّر من أماسيه وجعلها قراءات شعرية وكأنها استراحة لالتقاط الأنفاس ولكنها ستكون أمسية موسيقى الحرف ، حيث سيعزف شعراء من أجيال مختلفة لكي يمنحونا لحظة صناعة الحياة وإعادة تنظيمها وإعادة مساراتها مثلما هو الحرف الذي يعزف على أوتاره الشعراء والسادرون وكل من جعل الحرف قبلته الإبداعية..وأشار إلى أن الأمسية اليوم فيها شعراء لتجارب سبعة لكل واحد منهم اسمه وجيله حتى لكأن الأجيال الآن تتداخل في صنعها للحياة.

وافتتح الشاعر عودة ضاحي التميمي الأمسية بقراءة قصيدة استذ كر فيها شهداء الأدب عنونها (على متونهم يحط الحمام) جاء فيها:

على يسار القلب..

الشعراء

يقيمون فواتحهم

تحملهم اللافتات

سنابل قمح

تستدرج العصافير

لقيلولة آمنة.

وقرأ بعده الشاعر الشاب عباس الخفاجي  عدة مقاطع من نصوص له ،حاول فيها أن يرسم لوحة لما يعانيه القلب من محن أمام الحبيب، وجاء فيها:

امتلأ أديم القلب بأحزان شتى

وتطايرت ذكريات

وتفاقمت في الروح وأحرثت

علالا.

أما الشاعر نبيل الجابري فقد قرأ نصا عن المدينة تماهى به إلى صورة شعرية بحاجة إلى تأمل كبير ،فلم ينطلق من المباشرة في مغازلة مدينة مقدسة بل راح يبني المفردة على عدة تلوينات، مثل لوحة سريالية ،وجاء فيها :

أمُ اليتامى أبلغ من الكمِّ فيضها

أبوها الكرمُ ...

قبيلتُها المنح؛ أكثرُ من العطاء اسمها

السكّريّةُ الناعمةُ المذابة المدهشةُ اللاسعة المبهرةْ...

سيدة الحزنِ المبجل بالرفقةِ.

ليتبعه الشاعر الشاب حسيين المستوفي وهو يقرأ قصيدة حملت عنوان (صديقتي السمراء) وهو يتغزل فيها بحبيبته العراقية وهي رمز الوطن الذي يعشقه، واصفاً إياها بمفردات اقتربت  من روحه ،وجاء فيها:

امرأة بابلية .....

تنتمي لعصورنا الذهبية

عصور  حروفنا الأبجدية

جاءت في عصري

كي تحييني وتلقي

عليّ التحية .

أما الشاعر الرائد نصير شنشول فقرأ قصيدة حملت عنوان (نخيل الرافدين الحزين ) حاكى بها وطنه وأصدقاءه والماضي الذي كانت فيه الأغاني تصدح بالحناجر وليس على أبواب الموت وجاء فيها:

يا صديقي

لن تعرف

تلك الساحات

ونوادي الليل

وتلك الحارات

وضحكات رفاقك

تلاشت في الحانات

والمدن الصخرية

ويقرأ الشاعر ميثم العتابي الأمسية بقراءة نص حمل عنوان (دَع العصفورَ يفكرُ بسَرجِ شَجرة) ،الذي راح يتلاعب فيها بالمفردة ليصور لحظات تملّ يحاكي فيها الوجع الذي يسربه الليل وتبثه حانات الخيبة ،موصياً أن يدع الآخر الأمل يزرع روحه على الطريق..وجاء في القصيدة:

هبْ للبابِ مقبضه، وللنارِ أضلاعك

امنح الدمعةَ رمحا، صوتَكَ طبلا

البلادَ سياجا

الرصاصةَ ثلجا

العاشقةَ سريرا

النومَ صحوا

ولأصابعك مفاتيح الأورغن

لا تفكر بقطط الليل

دع الحانة تأتيك بحمامة

والأصدقاء بثرثرةٍ عابرة

دعهم يشربون ابتسامتك

ويختتم الشاعر والقاص الرائد سليم الشيخلي الذي حضر ضيفا إلى كربلاء نصوصا قصيرة عبرت عن مرحلة الكتابة فيها والتي بينت اهتمام الشاعر بقضايا أمته وقرأ عدة مقاطع منها:

قبلت كف قاتلي ،مبتسما

فقال لي والدم

فقلت لا تهتم

أومأ لي حصانه

أسرجته

أركبني

وسرت دون فم.