حذر خبراء اقتصاديون من تأثر أسعار النفط العالمية بالمشاكل الاقتصادية في أوربا، مشيرين الى ان انخفاض الأسعار سوف ينعكس سلباً على الواقع الاقتصادي في العراق. وقال الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي لـ (المدى ):" إن أسعار النفط  تتأثر طردياً بالاقتصا

حذر خبراء اقتصاديون من تأثر أسعار النفط العالمية بالمشاكل الاقتصادية في أوربا، مشيرين الى ان انخفاض الأسعار سوف ينعكس سلباً على الواقع الاقتصادي في العراق.

وقال الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي لـ (المدى ):" إن أسعار النفط  تتأثر طردياً بالاقتصاد الأوربي فكلما تسارع النمو الاقتصادي وقلت المشكلات كلما زادت أسعار النفط"،  موضحاً ان واقع الاقتصاد الأوربي بالوقت الحاضر يسير نحو التراجع ما يربك أسعار النفط ويقلل الطلب العالمي .

وأضاف :" ان أسعار النفط تتأثر بمدى حركة ونمو الاقتصاد الأوربي والأمريكي ومن المتوقع أن يقل طلب الولايات المتحدة الأمريكية على شراء النفط وهي اكبر مستورد  له في العالم، لافتاً الى أنها تأمل أن ستصبح المنتج رقم واحد في العالم ما يغطي حاجتها للنفط .

إلى ذلك قال الخبير الاقتصادي واثق طه لـ (المدى ): من غير الممكن تحديد أسعار النفط  في ظل عدم وجود رؤية اقتصادية مستقبلية في البلاد، مشيراً الى ان تحديد أسعاره يكون بالاتفاق بين الدول المصدرة  على سقف الإنتاج لأنه يؤثر على تحديد العرض والطلب العالمي .

وأضاف طه: أما ما يخص النفط العراقي فهو ذو نوعية جيدة ومطلوبة عالمياً والمصافي النفطية في الدول الأوربية مصممة على النفط العربي كونه من النفط الجيد وذا الطلب العالمي.

وتوقع التقرير الصادر عن المركز الدبلوماسي الكويتي للدراسات الإستراتيجية استمرار أسعار النفط خلال عام 2013 قريبة من مستوى الـ 100 دولار للبرميل مع وجود معدل تذبذب مقبول وطبيعي قد لا يتعدى الـ 10 إلى 15% صعودا أو هبوطا.

وقال التقرير إن هذه الأسعار المتوقعة تأتي في ظل تباطؤ الانتعاش الاقتصادي واستمرار العوامل الجيو سياسية في منطقة الشرق الأوسط.

ورأى التقرير كما نقلت "كونا" أن عامل العرض لن يكون له تأثير قوي على الأسعار وذلك لتوفر سعة إنتاجية كبيرة لدى الدول المنتجة خارج وداخل منظمة أوبك وتوفر سعة إنتاجية إضافية لدى الدول الرئيسية في منظمة أوبك وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية.

وعن عامل الطلب أفاد التقرير بأنه قد يؤثر سلبا أو إيجابا على الأسعار حسب معدلات انتعاش الاقتصاد العالمي والاقتصاد الأوروبي "لذلك من المتوقع وجود فائض كبير جداً في ميزانيات الدول الرئيسية المصدرة للنفط لعام 2013 كما كان الحال خلال عام 2012 مما يشير إلى استمرار المعدلات الكبيرة للنفقات الحكومية خاصة على مشروعات البنية التحتية.

وأشار إلى أن الخلاف الراهن بين الخبراء والمحللين حول أسعار النفط خلال عام 2013 يعتمد بشكل رئيسي على زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة وكندا، موضحا أن الخلافات الأخرى تعتمد على نظرة هؤلاء الخبراء والمحللين للنمو الاقتصادي ومدى تفاؤلهم بحل مشكلات الموازنة في الولايات المتحدة والوضع الاقتصادي في أوروبا.

وذكر أن البعض يرى أن الزيادة الكبيرة في استهلاك النفط في الدول المصدرة له ستؤثر بشكل ملحوظ في الأسعار خصوصا خلال فصل الصيف الذي يتزايد خلاله استهلاك الكهرباء.

وأفاد بان التوقعات الراهنة بين المؤسسات الدولية والخبراء ترى أن سعر النفط سيتراوح بين 90 و115 دولارا للبرميل، فيما تتوقع مؤسسة (ريموند جيمس) المالية انخفاضا كبيرا في أسعار النفط إذ يصل متوسط سعر (خام غرب تكساس) إلى 65 دولارا للبرميل في 2013 في حين يصل سعر خام (برنت) إلى 80 دولارا.

ولفت إلى انه في المقابل يتوقع (بنك باركليز) أن يكون المتوسط لـ (خام غرب تكساس) 115 دولارا للبرميل ولخام (برنت) 125 دولارا، مبينا أن متوسط تلك التوقعات يبلغ 94.90 دولار للبرميل لـ (خام غرب تكساس) و107.83 دولار لخام (برنت).

وحول آخر توقعات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أفاد التقرير بأنها تشير إلى متوسط مقداره 88.23 دولار للبرميل لـ (خام غرب تكساس) و104 دولارات لخام (برنت).

وبخصوص العوامل التي قد تدعم مستويات الأسعار خلال عام 2013 ذكر انها تتمثل في توقعات حدوث خفض في إنتاج السعودية بما يتناسب مع حاجة السوق النفطية ويضمن استقراره حيث انخفض إنتاج السعودية عن مستوى العشرة ملايين برميل يوميا ليصل إلى 9.2 مليون برميل يوميا وهو يمثل خفضا مقداره 400 ألف برميل يوميا من متوسط الإنتاج في شهر أكتوبر 2012 إضافة إلى التصعيد والتوترات في منطقه الشرق الأوسط بما في ذلك الملف الإيراني بما يضمن علاوة في الأسعار بين 15 و20 دولارا للبرميل.

وقال انه نتيجة الحظر النفطي على إيران تتوقع بعض المصادر في السوق هبوط مبيعات النفط الإيراني ليصل المتوسط إلى 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2012 الذي انخفض من متوسط 2.2 مليون برميل يوميا في عام 2011 أي هبوط مقداره 900 ألف برميل يوميا.

وقال التقرير إن من العوامل أيضا التي ستدعم أسعار النفط هبوط إنتاج نيجيريا من مستوى 2.2 مليون برميل يومياً في شهر أبريل 2012 إلى 1.7 مليون برميل يوميا في شهر نوفمبر 2012 بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى البعيدة عن عوامل العرض والطلب التي من شأنها التأثير على مسار سوق النفط العالمية خلال عام 2013.