هدأت عاصفة الخليج وعادت الأسود الى بيت الرافدين الكبير ليستمتعوا بأجازة المحاربين بعد ان بذلوا جهود الاعجاز من اجل الصعود الى قمة المنامة لانتزاع الكأس 21 ، وكانوا قاب قوسين او ادنى من ذلك لولا تلاعب ظروف النهائي التي حُسمت لمصلحة الاماراتي الشقيق في نهاية المشوار.
ولم تكد تنقضي سوى ايام قليلة من نهاية الفصل المثير لحكاية الأسود في الدورة الأكثر إثارة في المنطقة منذ أربعين عاماً ، حتى فتح فصل جديد مثير هو الآخر ولكن في ملعبنا الداخلي على صعيد التهديد الوشيك من اللجنة الاولمبية الدولية لتجميد انشطة الرياضة العراقية في حال عدم اجراء الانتخابات المرتقبة في الرابع من نيسان المقبل.
القراءة الاولية لموجبات التحذير قبل التهديد تؤكد أن عمومية الاولمبية الوطنية استكانت كثيراً وتهاونت في مراجعة نظامها الداخلي منذ اكثر من اربعة اشهر ما بين التمحيص والإضافة والشطب والتعديل ، الأمر الذي اسقط الأخوة في العمومية ضمن دائرة صراع مريب تؤجج نيرانه اطراف خارجية ليس لها قدم في العمل الرياضي ضمن النطاق الاولمبي للدورة الانتخابية الراهنة ، وراح البعض يفسر التهديد الاولمبي الدولي بأنه رسالة مشفرة تستند الى معلومات مسرّبة اليها بوجود (إقحام) حكومي لشخصيات تمثل وزارة الشباب والرياضة وغيرها تمارس الضغط لتعديل لوائح ومواد خاصة بالنظام الداخلي بغية النفاذ منه الى قبة الاولمبية ما يعني وقوع رياضتنا تحت بند تأثير السلطة حتى وان جاءت برداء رياضي مثلما يعوّل احدهم على تاريخه مع اتحاد مركزي لعله يجتاز شبكة الموانع بضربة ساحقة!
القول الاولمبي الوطني الفصل في ساحة المكتب التنفيذي وفي المقدمة رئيس اللجنة رعد حمودي الذي حام حول اجازاته المتكررة طوال مدة عمله الحالي منذ الرابع من نيسان 2009 اللغط الكبير بعدم صواب غيابه في ذروة الأزمات ، ونحن نعلم ان اغلب المناوئين لبقائه ثانية على قمة الهرم الاولمبي هم من يثيرون هالات الشك ويرسمون واقعاً أسود عن مصير الرياضة في حال وقع التجميد بعد 4/4 وهي سابقة خطيرة أن يسهم رئيس اللجنة الاولمبية في الحاق الضرر بسمعة بلده ، إلا ان معطيات المراقبة اليومية لأداء اللجنة الاولمبية من منظار صحفي محايد تؤكد ان هناك مَن يضع العصي في عجلة انجاز لوائح النظام الداخلي وليس الرئيس بدليل شكوى الامين المالي للجنة سمير الموسوي من تلكؤ عمل اللجنة المكلفة بصياغة اللوائح وتأخر تضمين بعض المقترحات المجدية التي تنهي الاعتراضات والمساجلات لطي ملف الانتخابات باسرع وقت ورفعه الى الاولمبية الدولية للمصادقة عليه واعطاء الضوء الاخضر لانتخاب تنفيذية جديدة تقود مفاصل الاتحادات وشؤونها حتى نيسان 2017 .
وتبقى هناك مسألة لابد التروي في الاشارة اليها منعاً لأي ضرر ربما يلحق بمنتخبات الكرة الوطنية ويفقد تركيز لاعبيها لمهماتهم جراء عقوبة التجميد الاولمبي وهم ينتظرون استحقاقاتهم العربية والقارية والعالمية المقبلة ، حيث ان الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤسسة عالمية مستقلة عن الاولمبية الدولية وتنضوي اليه جميع الاتحادات الأهلية ذات الكيان المستقل ايضاً بين بقية الاتحادات في بلدانها ، ولا يجوز الاستشهاد بالمثل الكويتي كحالة متشابهة لما يهدد الرياضة العراقية ، لانه في الكويت حصل تدخل حكومي صِرف وضغوط على اتحاد الكرة نفسه ، أما هنا لا يجوز دفع اتحاد الكرة الى خندق نيران الاولمبية وكأننا نلفت عناية رئيس فيفا جوزيف بلاتر لتهيئة قرار تعسفي جديد بعد قرار الحظر سيىء الصيت ليحرم منتخبات (الوطني والشباب والناشئين) من اهم بطولات في أجندة اتحادنا هذا العام نتيجة سوء تفسير هوية "ضحايا" التجميد الاولمبي إذا ما وقع علينا ، ونتمنى ان تسود التفاهمات اجواء الرياضيين ويُخرجوا أعواد الثقاب من جيوبهم ويكسروها ، ثم يجنحوا الى وحدة الموقف الوطني.
إكسروا أعواد الثقاب
[post-views]
نشر في: 26 يناير, 2013: 08:00 م