طهران- جنيف / وكالاتاستبعد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، قريباً، قائلاً إن نظام دمشق، الذي يواجه معارضة شديدة ومعارك طاحنة ضد مسلحي "الجيش الحر"، منذ ما يقرب من عامين، قد يمكنه البقاء لعدة شهور أخرى، مح
طهران- جنيف / وكالات
استبعد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، قريباً، قائلاً إن نظام دمشق، الذي يواجه معارضة شديدة ومعارك طاحنة ضد مسلحي "الجيش الحر"، منذ ما يقرب من عامين، قد يمكنه البقاء لعدة شهور أخرى، محذراً في الوقت نفسه من احتمالات امتداد الأزمة السورية إلى عدد من الدول الأخرى في المنطقة.
وقال ملك الأردن، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات الاجتماع السنوي الـ43 لـ"منتدى دافوس" الاقتصادي العالمي في سويسرا، أدارها الإعلامي في شبكة CNN فريد زكريا، إن "أي شخص يقول إن نظام بشار لديه أسابيع قليلة فقط للرحيل، فهو في حقيقة الأمر لا يعرف حقيقة الوضع على الأرض."
وأضاف العاهل الأردني قائلاً: "إنهم (أي نظام الأسد) مازال لديهم القدرة... لذلك (أتوقع) أنهم قد يواصلوا معركة البقاء بقوة، على الأقل، خلال النصف الأول من العام 2013"، واصفاً أي محاولة لتقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة، ستكون بمثابة "كارثة" على المنطقة.
وحذر الملك عبد الله من خطر تزايد أعداد "العناصر الجهادية" من الأجانب الذين يقاتلون ضد القوات الموالية لنظام الأسد في سوريا، مشيراً إلى أن تنظيم القاعدة تمكن من إيجاد موطئ قدم له هناك، خلال العام الماضي، وأنه "يتلقى الدعم من قبل جماعات محددة."
وتابع بقوله: "هذه القوات علينا مواجهتها، لذلك فإنه حتى إذا ما جاءت أفضل حكومة إلى السلطة في دمشق غداً، فإن أمامنا عامين أو ثلاثة لتأمين نقوم فيها بتأمين حدودنا لعدم السماح لهم بالتسلل إلى أراضينا، وحتى يتم القضاء عليها تماماً"، في إشارة إلى عناصر القاعدة.
وفي مقارنة لتلك التهديدات الأمنية مع ما حدث في أفغانستان، قال العاهل الأردني إن "حركة طاليبان الجديدة، التي سيتعين عليها التعامل معها، سوف تكون هذه المرة في سوريا."
ودعا الملك عبد الله المجتمع الدولي إلى تقديم مزيد من الدعم والمساعدة لأكثر من 300 ألف لاجئ سوري فروا من المعارك في سوريا إلى الأراضي الأردنية، مؤكداً أنهم يعانون ظروفاً بالغة الصعوبة، بسبب الشتاء القارص، كما دعا إلى "خطة انتقالية حقيقية وشاملة، تضمن وحدة سوريا شعباً وأرضاً."
يُذكر أن العاهل الأردني، أحد أوائل القادة العرب الذين دعوا الرئيس بشار الأسد إلى التنحي عن السلطة، كان قد حذر، في تصريحات سابقة، من خطر وقوع الأسلحة الكيماوية، التي يمتلكها الجيش السوري، في أيدي عناصر الجماعات المسلحة.
من جانب اخر حذر مسؤول إيراني رفيع مقرب من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، من أن أي هجوم يستهدف سوريا، يُعد بمثابة هجوم على إيران وحلفائها في المنطقة، في الوقت الذي نفي فيه وجود أي "مباحثات مباشرة" بين الجمهورية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، حول الملف النووي الإيراني، الذي ينذر بإشعال حرب جديدة في الشرق الأوسط.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء عن علي أكبر ولايتي، مستشار قائد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية، قوله إنه لم يمثل بلاده في مفاوضات مباشرة مع مسؤولين أمريكيين، خلال زيارة قام بها إلى سلطنة عُمان مؤخراً، وأكد أن قائد الثورة الإيرانية "لم يخول أي جهة رسمية للمشاركة في أي مفاوضات مع أمريكا"، مفنداً بذلك مزاعم وسائل إعلام غربية عن إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين.
وحول السياسة الخارجية الأمريكية حيال ملف إيران النووي، دعا ولايتي المسؤولين الأمريكيين إلى "إعادة النظر في سياستهم العدائية" تجاه الجمهورية الإيرانية، وأضاف أن "الملف النووي الإيراني يعتبر قضية إستراتيجية هامة للشعب الإيراني"، مؤكداً على "حق إيران في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأن الشعب الإيراني لم ولن يتراجع عن حقه في هذا الشأن."
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، ذكر المسؤول الإيراني أن "استهداف سوريا يجري وفق مخطط غربي، عبر أدواته الرجعية في المنطقة، لضرب محور المقاومة"، وأضاف أنه "إذا ما تم إحباط المخطط الغربي الصهيوني، وتم الحفاظ علي استقلال سوريا، ستتغير موازين القوى لصالح المقاومة في المنطقة بشكل جذري."
وأشار ولايتي إلى ما وصفه بـ"دور سوريا المحوري في انتصار حزب الله في حرب الـ33 يوماً، تموز (يوليو) 2006"، قائلاً إن "الدعم اللوجستي السوري كان حاسماً بانتصار حزب الله"، معتبراً أن "الدور السوري المقاوم محوري وأساسي لمقاومة الكيان الصهيوني، وأن استهداف سوريا بمثابة استهداف لإيران وحلفائها في المنطقة"، بحسب قوله.