TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وليد الحلي ومسلسل " ألف كلا وكلا "

وليد الحلي ومسلسل " ألف كلا وكلا "

نشر في: 26 يناير, 2013: 08:00 م

احتمالان لا ثالث لهما في تفسير حالة النشوة التي استبدت بالنائب وليد الحلي وهو يحدد مسار العملية السياسية في العراق، إما ان الرجل يعتقد اننا شعب بلا ذاكرة، او ان الطموح  الشخصي عنده جعله يتعامل مع مستقبل العراق على طريقة أفلام الابيض والاسود والتي دائما ما تنتهي بأن يطيح البطل بجميع خصومه.

ووفقا لأحدث منتجات معمل السياسة العراقية، وعلى لسان النائب وليد الحلي  عشنا امس مع  آخر صيحة في حملات تأييد  السيد المالكي رئيسا للوزراء والى الأبد، فقد حذرنا السيد النائب  بـ "الف كلا وكلا" لكل من يفكر مجرد التفكير في تحديد ولاية رئيس الوزراء، والسبب في ذلك يقدمه لنا النائب في وصفة  مختومة بختم الحكومة تقول  ان "المالكي لم يكن يوما العائق، فهو من حفظ الأمن، وهو من اسهم برفع الاقتصاد العراقي، وخروج الأميركيين وهو دليل قوة للعراق، إضافة إلى الإنجازات الأخرى". طبعا هذه الانجازات لايراها العراقيون بالعين المجردة".

ولكي تكتمل الحبكة فلا بد من وجود أعداء يتربصون بهذه الانجازات فلا بد من إقحام دول الجوار والأجندات الخارجية، والاهم ان نضيف لهذه الطبخة توابل من نوعية أن أصحاب التظاهرات هم من طالبوا في يوم من الأيام بعودة الأمريكان الى العراق بعد الانسحاب.

ولأننا لم نفقد الذاكرة كما تمنى لنا السيد الحلي، فلا تزال المواقع الالكترونية تحتفظ بتصريحه الذي اطلقه في يوم 25/ 6/ 2011 والذي قال فيه بالحرف الواحد إن: "العراق لا يمتلك طائرات تستطيع حماية أجوائه فوق ارتفاع 30 ألف قدم مما يستوجب وجود قوات أميركية تمتلك تلك الطائرات تحمي أجواءه من أعداء ممكن أن يستخدمون مناطق قريبة من العراق أو مناطق إقليمية لضرب العراق وهذا ما يطرح في الآونة الأخيرة".

ولأن النائب الحلي  لم يكن جالسا في مقهى يتسامر مع اصدقاء له، او في عشاء عمل تعقد من خلاله الصفقات والمقاولات، فأن ما قاله أمس في اروقة البرلمان كلام خطير ينبغي التوقف عنده، فحين يتحول نواب منتخبون الى دعاة لدولة الرجل الواحد والحزب الواحد.. فأننا نشهد فصلاً جديداً من فصول انتحار الممارسة السياسية حين تنهار كل أبجديات الديمقراطية، ويتحول الساسة إلى مشجعين على الانتهازية والمحسوبية السياسية، ويتجلى الخلل الأخلاقي في محاولة الكذب الصريح على الناس، وصبغ الوقائع الصماء بألوان شتى من المداهنة والنفاق للسلطة، بالطريقة ذاتها التي كانت حاكمة لأداء الدولة العراقية في العقود الماضية.

من سوء الحظ انه بعد سنوات ما يزال الكثير من سياسيينا يمارسون الخديعة والكذب، ومن سوء الحظ أيضا أن مسؤولين كبارا يتغنون بالديمقراطية كل صباح لكنهم لا يمانعون من الانقضاض عليها حين تتعارض مع مصالحهم الخاصة.

ما يجري هذه الايام من تخويف الناس وترويعهم مرة بحجة الخوف من الانفلات الأمني ومرة بشعارات عن المظلومية والحرص على الطائفة، ولعل نظرة سريعة على المشهد الراهن تكشف بجلاء أن البعض يريد ان يكسر شوكة الآخرين من خلال تنفيذ مخطط لترويض الجميع على الإذعان للامر الواقع، لتبدأ بعدها مرحلة التربص بالجميع من خلال سياسات متعمدة تستهدف الإجهاز على أي مطالب للإصلاح، وحين تطالب الناس بالعدالة الاجتماعية ومحاسبة المفسدين نجد المقربين يهرعون لافتعال مجموعة من الأزمات السياسية المتلاحقة، بما لم يترك مجالا لأحد لكي يفكر في موضوع الخدمات والإصلاح السياسي، وبمعنى آخر يحاول المقربون أن يجعلوا من الاستقرار ثمنا للحصول على المكاسب والاستفراد في السلطة.

لماذا يرى السيد وليد الحلي  انجازات لا يراها ملايين العراقيين، سيقول البعض ان السيد الحلي  يرى علامات الرفاهية والانجازات في راتبه الفلكي والمصفحة  الفارهة وقضائه عطلة الصيف والشتاء في ربوع لندن، ولهذا فهو لا يرى من الشعب العراقي إلا من أسعدهم زمانهم وانضموا إلى جوقة المنتفعين.

اللهم أنزل علينا رحمتك وعطفك وأعفنا من مشقة متابعة أحداث المسلسل الكوميدي "الف  كلا وكلا " لمؤلفه النائب "البريطاني" وليد الحلي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. ابو علي الزيدي

    من قال ان وليد الحلي عراقي اوكد للك ولكل العراقيين ان ما يسمى وليد الحلي بريطاني الجنسيه وراعي للمصالح البريطانيه عند حكومة المالكي واحد الناهبين لثروات العراق ا بالطريقه المستوره واحد الموثوقين على اموال وثروات سيده في الخارج . فله كل العذر في الدفاع على

  2. خليلو...

    ليس عندي شيء أقوله عن العمود الثامن سوى همسة في اذن سرمدالطائي:إياك أن تستمع إلى فتاوى وليد الحلي هذامادمت من المعانين من ظغط الدم مرض الشيخوخة لاالشبيبة!وإلاّ حرمتنا من قراءة إحدى مقالات أعداء! المالكي .أنا مثلا من مرضى الظغط هذا ولكن حين أقرأ ثرثرة ص

  3. زامل اللامي

    مع كل احترامي وتقديري للسيد كاتب المقال الذي لايكتب الاالحقيقة ويكتب على والواقع العراقي الماساوي وفي هذا المقال ذكر جملة مضحكة نوعا ما وهي (من سوء الحظ انه بعد سنوات ما يزال الكثير من سياسيينا يمارسون الخديعة والكذب) وانها مضحكة لانه ذكر بان سياسيينا يما

  4. iraqi

    اكلك بروح ابوك شسمك انت شو حتئ اسم ما عندك وتحجي علئ المالكي والعاقل يفتهم

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram