ألقت مطالب الحراك الجنوبي في اليمن بثقلها في خارطة التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية المشكلة بتوافق الأطراف حسب المبادرة الخليجية بالاشتراك في الحوار الوطني المقرر عقده منتصف 2013 .ظهر الحراك الجنوبي كمصطلح في 7 يوليو 2007 في عدن ، ح
ألقت مطالب الحراك الجنوبي في اليمن بثقلها في خارطة التحديات التي تواجه الحكومة الانتقالية المشكلة بتوافق الأطراف حسب المبادرة الخليجية بالاشتراك في الحوار الوطني المقرر عقده منتصف 2013 .ظهر الحراك الجنوبي كمصطلح في 7 يوليو 2007 في عدن ، حينما نظمت جمعيات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين مظاهرات بذكرى الثورة في 7 يوليو تطالب بالعودة لوظائفهم ، بعد أن تمت إحالتهم للتقاعد بعد حرب 1994. وسبقها اجتماع جمعية" ردفان " في 14 يناير 2006 ، أقر فيه مبدأ التصالح والتسامح بين الجنوبيين لهدف توحيد صفوفهم ، لترتفع مطالبهم إلى الاستقلال عام 2009وصارت المظاهرات شبة يومية .عقد الحراك الجنوبي ، مؤتمره الأول بمدينة عدن في 30 سبتمبر 2012 ، وقال رئيس المجلس الأعلى للحراك ، حسن باعوم إن من شأن المؤتمر "أن يجعل شعب الجنوب ينتفض ويثور بهذه الخطوة التنظيمية"، مشيرا إلى انه سيتم إقرار وثيقة الاستقلال واللوائح الداخلية لكن أنصار البيض الذين يعيشون في المنفى ويمثلون الجناح المتشدد في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال الجنوب، قاطعوا أعمال المؤتمر.
التحضير للحوار
ويأتي التحضير للحوار الوطني في اليمن بناء على بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية المدعومة بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 في 21 أكتوبر 2011 ، عقب احتجاجات منذ مطلع فبراير 2011 .
وفي ذات السياق دعا المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر نهاية عام 2012 كافة الأطراف للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ، وبين المبعوث الأممي أن قرار مجلس الأمن رقم 2051 أشاد بالجهود الرامية إلى إنجاح العملية السياسية ، وأشار إلى البند 41 من ميثاق الأمم المتحدة المتعلق بالعقوبات .
أطراف الحراك الجنوبي
يتجه تيار القاهرة وبيروت نحو تقارب سياسي ربما يكون نواة لإنتاج مشروع سياسي توافقي بصيغة وطنية مرتبطة بالتوجيه الإقليمي للسعودية. ويبدو حزب الرابطة، ورغم اختلافه التاريخي عن تياري القاهرة وبيروت، وارتباطه التاريخي بالمملكة، أكثر فهما للوضع ، لهذا وقع عبد الرحمن الجفري اتفاقا تنسيقياً في القاهرة مؤخرا مع العطاس كممثل ومع ـ باعوم ـ على عكس تيار علي سالم البيض، الذي لم يبادر بالدخول في هذا الاتفاق .أما لقاء الرياض ، فان قادة تيار الفيدرالية لم يحضروا لقاء الرئيس السابق علي ناصر محمد وكذلك عدم دعوة أطراف مؤثرة أخرى . إن التنافر والارتياب بين الأطراف الجنوبية قائم على أرث مشاكل ماضية وهذا الأمر يحول الجنوب إلى ساحة تجاذبات إقليمية و داخلية .
إن مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده منتصف هذا العام ،2013 له أهمية قصوى كونه سيحدد ملامح ومستقبل النظام السياسي . فقد وصل إلى صنعاء في 22 كانون الثاني 2013 مستشار الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بن عمر في زيارة لليمن يلتقي خلالها بالمسؤولين وبهدف متابعة تنفيذ المبادرة الخليجية . وقالت مصادر في الرئاسة اليمنية إن مجلس الأمن سيعقد جلسة استثنائية له بكامل أعضائه باليمن في الـ28 كانون الثاني 2013 ، كخطوة لدعم الحوار الوطني .
الخلافات بين أطراف الحراك
الخلافات داخل قيادات الحراك واضحة وكأنها تنقسم مابين قيادات الداخل الجديدة و الخارج ، على سبيل المثال الخلافات مابين باعوام رئيس الحراك مع الرئيس الأسبق سالم البيض .
وخلافات الأطراف السياسية بدأت تتشطر حسب الأطراف الإقليمية الداعمة لها ، لذلك تشهد قضية الحراك الجنوبي زحاما في المشاريع الجديدة ،التي أصبحت عامل تشتيت أكثر من تقارب مع عدم وجود قيادات تنظيمية مركزية . هنالك أطراف يمنية محلية لاعبة في الحراك الجنوبي أبرزها حزب الإصلاح وحزب المؤتمر ، رغم أن حزب الإصلاح هو الأقرب إلى الحراك الجنوبي ،وقد يدعم مشروع الفيدرالية ، كحل أدنى للتوصل إلى الحوار الوطني ،لكن رغم ذلك فإن مخاوف وارتياب الحراك مازالت قائمة بسبب مشكلة فقدان الثقة مابين جميع الأطراف السياسية بسبب السياسات الماضية والتاريخ مقابل تمتعه بخبرات سياسية وحوكمة السلطة لأكثر من رئيس أسبق .
تجارب الأمم المتحدة في رعاية الحوارات الوطنية
إن المبادرة الخليجية جاءت بدعم خليجي ، أوروبي وأميركي لتأمين انتقال اليمن في 2014 إلى نظام ديمقراطي . أما الوطنية فلا يمكن المساومة عليها ولم يكن أبناء الجنوب اقل وطنية من الطرف الآخر ، هي مشكلة تواجه بعض الشعوب عبر التاريخ ولنا في ألمانيا وكوريا وفيتنام والقارة الهندية والسودان و تيمور الشرقية في 2002 عن اندونيسيا والتي جاءت برعاية الأمم المتحدة بإجراء الاستفتاء على الاستقلال . هذه التجربة ممكن الاستفادة منها في اليمن ، ومن تجاربها الأخرى ورعايتها بدعم الحوارات بين أطراف النزاع . الحكمة اليمانية كانت هي الغالبة في حل نزاعات اليمن مع أطراف خارجية أبرزها الخلاف مع إريتريا حول جزيرة " حنيش " بالقرب من باب المندب والتي انتهت سلميا عام 1998 . فهل تنجح الحكمة اليمانية بين أطراف الصراع المحلي ؟