TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > خضير الخزاعي و"الكيك" كامل الدسم

خضير الخزاعي و"الكيك" كامل الدسم

نشر في: 27 يناير, 2013: 08:00 م

ها هو نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي يطلّ علينا هذه المرة بحديث  نكتشف من خلاله ان الرجل قرر ان يكون الراعي الرسمي لممارسات الحكومة ضد المتظاهرين، فوفقا لما صرح به  أمس لصحيفة الشرق الأوسط  من ان "من حق الحكومة  ردع من يشهر السلاح ضدها في المظاهرات"، ولاننا  نعيش وسط مهرجان خطابي راح ضحيته عدد من الابرياء سواء من المتظاهرين ام من القوات الامنية ، فان تصريح السيد نائب رئيس الجمهورية يأتي ليقول لنا بالحرف الواحد ان الحاكم هو مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ هذا الشعب من الضياع، ولهذا فلابد من تحذير الشعب  من الخراب الذي ينتظرنا لو أننا قررنا أن نطالب بمحاسبته ومساءلته عن السنين التي ضاعت من عمر هذا الشعب في المفخخات، وغياب الخدمات وانعدام ابسط شروط الحياة الكريمة.
عندما يفشل من يطلقون على انفسهم لقبا سياسيا في صياغة مشروع وطني لدولة مؤسسات في العراق، نراهم لا يجدون سوى طريقاً واحداً لخوض المعركة السهلة وهو طريق المناصب والمغانم، اعتقادا منهم أن العراق مجرد كعكة لذيذة ودسمة حسبما اخبرنا السيد الخزاعي في حواره أمس.. هذه الكعكة التي يراها الخزاعي "دسمة"، تعرف الناس جيدا أنها كانت السبب وراء حروب الساسة من اجل البقاء أطول مدة ممكنة على انفاس الوطن.
تصريح الخزاعي  للأسف يلخص العقلية التي يحملها معظم مسؤولينا وهي عقلية لا ترضى سوى بتفسير واحد للسلطة،  وهو ما قاله الخزاعي نفسه من قبل من أن "المنصب هو تكليف شرعي" وهي النظرية التي تريد ان تحكمنا بقانون واحد هو انكم شعب مسير. وهي أيضا تعني ألا يتدخل الشعب في قرارات  المسؤول مطلقا مهما كان نوعها او الهدف منها،  وهذا بالضبط ما يريد أن يخبرنا به السيد نائب رئيس الجمهورية،  بما أن الشعب كان بكامل وعيه حين اختار مسؤوليه ، فان دوره انتهى وعليه الانتظار حتى  يرمي اليه الخزاعي بفتات "الكعكة" الني لا يزال هذا المواطن المسكين لا يعرف طعمها ولونها حتى هذه اللحظة ، ولان الناس كانت تنتظر "الفتات" فان ساستنا الافاضل بعد ان " لطعوا " الكعكة التفتوا اليهم، لينشروا بينهم الخراب من خلال بث ثقافة الاستبداد والتخلف والطائفية .
 واسأل السيد نائب رئيس الجمهورية .. لماذا لم يخرج ببيان واضح يدين فيه عمليات القتل التي جرت في الفلوجة ؟... لماذا لا يكاشف الناس بحقيقة الأمور التي تقول إن الحكومة لا تملك  مشروعا جديا لإدارة البلاد.. لا كوادر سياسية وإنما مجرد هياكل بشرية تملأ الفراغ، وتشغل الناس بمعارك جانبية.. وتسعى لإقرار قوانين وتعليمات تصب في مصلحة السياسيين وأقاربهم وعشيرتهم وأحبابهم.
 للأسف من يقرأ حوار الخزاعي لصحيفة الشرق الأوسط، يحتاج لقدرة هائلة على تمالك أعصابه قبل أن تموت من الضحك، فالرجل الذي يطالب العراقيين بأن يحمدوا ربهم على الخيرات والنعم التي تحيطهم من كل جانب، لم ينس ان يخبرنا بان رواتب المستشارين أصبحت تدفع بالدولار، وان هذا الأمر بحد ذاته طفرة تحسب للمواطن، وان التغيير بعد عشر سنوات من عمل دؤوب ومتواصل للسياسيين العراقيين استطاع أن يستبدل سيارات البرازيلي بموديلات حديثة تجوب الشوارع.. اذن المستقبل واعد، فيا ايها العراقي ارفع رأسك، فلا يهم ان يكون لدينا اكثر من ستة ملايين أمي.. وان نصبح البلد الأول في الفساد المالي والإداري .. والا يتجاوز راتب الأرملة المئة الف دينار، وان يقتل كل يوم العشرات في عمليات إرهابية، وان تمتلئ السجون بالأبرياء، وتفتح أبوابها في وجه القتلة والمجرمين.. ماذا يهم اذا كانت الكعكة العراقية دسمة ولذيذة؟
وللحق فقد أعادني تصريح الخزاعي هذا بنصيحته الذهبية التي قدمها للعراقيين قبل شهرين حين طلب منهم أن ينبذوا التظاهرات فهي مضرة ولا تجدي نفعا، والسبب حسب قوله، إن العراق محدود الإمكانات وان الحكومة لا تملك الأموال اللازمة لتحقيق كل ما يصبو إليه العراقيون الذين لو خرجوا كلهم، حسب قوله، فان أي شيء لن يتغير.
وحتى لا ننسى أعيد التذكير بالدموع الحارة التي ذرفها خضير الخزاعي قبل سنتين في البرلمان وهو يستذكر ضحايا تظاهرات البحرين.. فيما لم نر منه هذه الأيام سوى ضحكة مجلجلة تقول إنه"لا توجد لدينا تظاهرات تستطيع ان تفرض رأيها على الحكومة ".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. عبدالله

    ياسيد علي حسين يبدو أنك تكتب من أجل الكتابة والا ماذا تريد من دولة فيها نظام ويشهر بوجهها السلاح من قبل مليشيات تريد أن تعبث بالنظام وأذا لم تشاهد المضاهرات السلمية في العراق فشاهدها في التلفاز في الدول المتحضرة والتي لاتروادك حتى في أحلام اليقظة ياسيد عل

  2. العراقى

    الملة خضير حقه لان كان يعيش فى ايران على فتات اطلاعات كل شخص عاصره فى ايران وانا منهم يعرفون كيف كان فى حصرة 100 تومان وهل ننسى كيف اشهر مسدسه على طلاب السادس الثانوى فى كلية التربية الاساسية ببغداد واطلق الرصاص عليهم فلماذا لايحاسب نفسه وكما قال الامام ا

  3. ابو علي

    سلام انك تخلط الاوراق او انك لاتستطيع الكتابة عن موضوع ذا قيمة فبت تهاجم الاشخاص المنتخبون حسب رغبتك انت قبل غيرك ؟ الافضل ان تجد حلا لهولاء الذين وجدوا انفسهم بدون راع يقودهم حيث يشاء صدقني اهل الفلوجة لايعرفون قيادة انفسم والكل يعلم ذلك لذا وجدوا التطبي

  4. كريم الساعدي

    ليس من شيمتي او أخلاقي أن أتلفض بلفظ غير جيد تجاه اي شيء ولكن لااقول سوى انعل ابو الوكت اللي خلة خضير الخزاعي المُلة صاحب المؤيد لولاية الفقيه نائباً لرئيس جمهورية الفساد وليس جمهورية العراق فمن مُلة اخصائي في شؤون ولاية الفقيه وخريج معهد معلمين في العمار

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: نظرية "كل من هب ودب"

 علي حسين يريد تحالف "قوى الدولة " أن يبدأ مرحلة جديدة في خدمة الوطن والمواطنين مثلما أخبرنا بيانه الأخير الذي قال فيه إن أعضاء التحالف طالبوا بضرورة تشريع تعديلات قانون الأحوال الشخصية، التي...
علي حسين

قناديل: انت ما تفهم سياسة..!!

 لطفية الدليمي كلُّ من عشق الحضارة الرافدينية بكلّ تلاوينها الرائعة لا بدّ أن يتذكّر كتاباً نشرته (دار الرشيد) العراقية أوائل ثمانينيات القرن الماضي. عنوان الكتاب (الفكر السياسي في العراق القديم)، وهو في الاصل...
لطفية الدليمي

قناطر: كنتُ في بغدادَ ولم أكنِ

طالب عبدالعزيز هل أقول بأنَّ بغداد مدينةٌ طاردةً لزائرها؟ كأني بها كذلك اليوم! فالمدينة التي كنتُ أقصدها عاشقاً، متلهفاً لرؤيتها لم تعد، ولا أتبع الاخيلة والاوهام التي كنتُ أحملها عنها، لكنَّ المنعطفَ الخطير والمتغيرَ...
طالب عبد العزيز

الزواج رابطة عقدية تنشأ من دون وسيط كهنوتي

هادي عزيز علي يقول الدكتور جواد علي في مفصله لتاريخ العرب قبل الاسلام ان الزواج قبل الاسلام قائم على: (الخطبة والمهر وعلى الايجاب والقبول وهو زواج منظم رتب الحياة العائلية وعين واجبات الوالدين والبنوة...
هادي عزيز علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram