ترجمة: المدىثلاثة حروب في افغانستان وباكستان والعراق ترهق الرئيس اوباما في الوقت الحاضر، وتدفعه الى امتحان أي قائد عسكري اعلى للجيش الاميركي. وعلى اية حال، فان المهمة الاكبر ارهاقاً لاتقع على الجانب العسكري، فهي تتعلق بالمجموعات العشائرية ،
المختلفة عرقياً ودينياً - من اجل ملء الفراغ الديموقراطي في القيادات المنتخبة من قبل تلك الشعوب. ففي الاسبوع الماضي شنت حكومة باكستان هجوماً واسعاً ضد طالبان في جنوب وزيرستان ، بدعم من الاستخبارات الاميركية، ويعتبر ذلك الهجوم الاوسع عسكريا شن من قبل دولة مسلمة ضد مجموعة دينية ، وذلك نتيجة وعي باكستان بالتهديد المتصاعد الذي تشكله طالبان. ولكن الحكومة المدنية الضعيفة بقيادة الرئيس آصف علي زرداري ، عن حزب الشعب الباكستاني ، غير مجهزة عسكرياً لمتابعة المناطق التي طهرت عسكريا، ومن دون حكومة قوية وفرص اقتصادية افضل في تلك المناطق القبلية فان المجال مفتوح لعودة طالبان والجهاديين من خارج البلاد. واضافة الى ذلك، فان حكومة باكستان والقيادة المنتخبة في خلاف حول الشروط الصعبة التي فرضت في صفقة تمت الموافقة عليها من قبل الكونغرس الاميركي لتقديم المساعدة مؤخراً لمنح باكستان 1.5 مليار دولار سنويا ولمدة خمسة اعوام ، وكان على ادارة اوباما التدخل من اجل تهدئة التوتر، خاصة بعد استياء الجيش بسبب التأكيد الاميركي على اهمية دور المدنيين تجاه الجيش. وحتى ان هدأ ذلك التوتر ، فان نجاح الدعم المالي لأميركا لاسناد الحكومة في مناطق كانت تقع تحت سيطرة طالبان، يعتمد على مدى استمرار اسناد البيت الابيض لزرداري ، ولو بشكل متحفظ ، خشية ان تجعله دمية اميركية. وفي افغانستان ايضاً، فان الاموال الاميركية ستلوي ذراع حامد كرزاي، وقد دفعته فعلاً لقبول إعادة الانتخابات ولتقبل التقرير الخاص بتزييف الانتخابات الاولى. وعدم وجود حكومة شعبية موثوق بها في كابول ادت باستمرار الى تأجيل قرار أوباما بارسال المزيد من القوات الاميركية الى افغانستان اذ ان تنظيم الجانب المدني في هذه الحرب تأتي في الدرجة الاولى. وحتى في العراق ، صراع يريد اوباما الخروج منه مع حلول عام 2011 وكان عليه التدخل خلال هذا الاسبوع في محاولة لحل الخلافات الكبيرة من الديموقراطية المتشظية. ان الانسحاب الاميركي ممكن تأجيله، ان لم توطد الحكومة العراقية العزم على إمرار قانون الانتخابات قبل حلول موعد التصويت العام في كانون الثاني، ويحاول كل من السفير كريستوفر هيل والجنرال اوديرنو التأثير على القادة العراقيين لاتخاذ قرار حول القانون الذي تأجلت الموافقة عليه. ان الحاجة لتدخل اميركي قوي في السياسة العراقية، كما في محاولة حكومة بوش سابقاً في إجراء عملية المصالحة بين القادة السّنة والحكومة بقيادة الشيعة، تشير الى المخاطر التي ترافق انسحاباً غير ناضج للقوات الاميركية. ان الدبلوماسية الاميركية هذه التي يقودها أوباما تبدو صعبة بالنسبة لرئيس مشغول بالقضايا الداخلية ولكن تدخله ضروري لاستقرار البلدان الثلاثة. عن كريستيان مونيتر
مهمة أوباما
نشر في: 24 أكتوبر, 2009: 08:10 م