يبدو واضحاً للمراقبين أن السينما الغربية تبدو متحاملة على الآسيويين، عبر الأفلام التي تنتجها عن قصص تدور في البلدان الآسيوية وآخرها فيلم عن كارثة تسونامي – عام 2004. أبطاله من الأمريكيين، وعنوانه (المستحيل). لقد أدت كارثة (تسونامي) إلى قتل 227
يبدو واضحاً للمراقبين أن السينما الغربية تبدو متحاملة على الآسيويين، عبر الأفلام التي تنتجها عن قصص تدور في البلدان الآسيوية وآخرها فيلم عن كارثة تسونامي – عام 2004. أبطاله من الأمريكيين، وعنوانه (المستحيل).
لقد أدت كارثة (تسونامي) إلى قتل 227،898 شخصاً على الأقل، ولكن ستديوهات هوليوود في تناولها تلك المأساة، أصرت على تسليط الضوء نحو أشخاص من البيض عانوا من تلك الفاجعة، وكأن مأساة (الميونين) لا تعني شيئاً.
وفيلم (المستحيل) أشبه بفيلم كليندت ايستوود السابق، (ما بعد ذلك)، يتناول الكارثة، حسب وجهة نظر (البيض) الذين كانوا في تلك المناطق لغرض السياحة آنذاك.
لقد انحصرت مأساة مئات الألوف من الضحايا في قصة زوجين نعومي واتسن وإيوان ماكريغور، والتي لا يمكن قياس تجربتهما بما حدث للآخرين.
وقد أثار الفيلم، انتقادات النقاد، إذ وصفته النيويورك تايمز (انه لا يتحدث عن المأساة العامة، بل يقدم قصة عن رحلة سياحية لم تتحقق).
ويدافع ماكريغور عن الفيلم قائلاً انه قدم العديد من الشخصيات الآسيوية: فهم من أنقذ بطلة الفيلم الأميركية، وكذلك طاقم العاملين في المستشفى حيث تم نقلها.
وفي الحقيقة فإن مخرج (المستحيل) - جون انطونيو بايونا، كان قد تأثر بالقصة الحقيقية لإحدى الأسر وكانت اسبانية.
ومن الجدير بالذكر أن الأفلام السينمائية الغربية التي ظهرت في مرحلة (السياسة العنصرية) كان أبطالها باستمرار من البيض.
وفي عام 1915 أنتج فيلم، (مولد أمة) الذي كان بمثابة احتفال إعادة بناء أمريكا بعد الحرب الأهلية، وفي ذلك الفيلم، قام بأدوار السود، ممثلون بيض، تم صبغ وجوههم باللون الأسود، مع ضخ ميول للتعاطف مع منظمة كو كلاكس كلان، العنصرية التي تجاهر مقتها للسود في المواطنين الأمريكيين.
وقد تغيرت الأحوال الاجتماعية في الوقت الحاضر، ويتبى معظم العاملين في السينما وجهة النظر التقدمية، ومع ذلك فان (المنقذين) في الأفلام مازالوا من البيض، كما جرى في (رقصات مع الذئاب) و(الجانب الأعمى) و(آفاتار) و(المساعدة)، ولا يمكن للمشاهد أن يتخيل فيلماً حاز الأوسكار مثل (خزانة الألم)، سيعزز من مكانة العراقي على حساب الأمريكي.
بل حتى أفلام الأطفال (الكرتون)، تطلب أبطالاً من العرق الأبيض في ادوار البطولة.
ويتحجج المنتجون عن ذلك الأمر بقولهم أن المشاهدين لا يتحملون شخصيات غير بيضاء في الأدوار الرئيسة، فهل أنهم عبر تلك الحجة يتجاهلون مدى نضج روّاد السينما في الوقت الحاضر؟
ومن الواضح ان تلك الحجة غير صحيحة، إذ قامت جامعة انديانا، بإجراء استبيان عن تفضيل رواد السينما للبطل السينمائي، وكانت غالبية الإجابات تدور حول تنوع الأعراق.
إن نجاح – ويل سمث، مورغان فريمان، إيدي مورفي، دينزل واشنطن، وهالي بيري، أمر لا يمكن تضخيمه. ومع ذلك ففي عام 2010، حقق السود نجاحاً في تمثيل الأدوار الأولى من أفلام حققت المراتب الأولى في تحقيق الإيرادات.
ومن المعروف أن هوليوود كانت تنتج الأفلام سابقاً من اجل السوق المحلية في الدرجة الأولى، حيث كانت إيرادات السوق الخارجية اقل بشكل عام، ولكن الأمر قد تغير حالياً، إذ أن الأفلام الكبيرة تحقق أرباحاً ضخمة في الأسواق العالمية، ومع ذلك فإن مسألة ما يفضله الأمريكي، أمراً مهماً بالنسبة إلى بطل الفيلم.
إن الاستوديوهات الأمريكية، تحاول حالياً التعاون مع السينما الآسيوية ومنها الصينية، وتأتي أفلام الأطفال في الدرجة الأولى، ومنها ما يتم تصويرها في البرازيل حالياً.
إن تفوق البطل الأبيض/ وعبر أسماء مختلفة: كابتن أمريكا، والبطل السوبر البريطاني جيمس بوند، ومصاص الدماء الوسيم في سلسلة أفلام (توالايت) أمر بادئ الوضوح.
إن البعض ممن يعارضون أفلاماً مثل (المستحيل) قد يثيرون الشك والشبهة في الغايات التي يصبو إليها صناع الأفلام الغربية ومنها نشر (الامبريالية الثقافية)، في حين أن المال هو الهدف الأول بالنسبة إليهم وليست الأيديولوجية.
ومن الجدير بالقول أن الأفلام الأمريكية تحقق اليوم نجاحات ساحقة في اليابان والبرازيل وكوريا الجنوبية، وهي تتفوق على الأفلام الهندية في إيراداتها في آسيا.
عن الأوبزرفر