تصريحات أعضاء مجلس النواب النارية منها على وجه الخصوص ، في بعض الأحيان تكون أشبه بعبوات ناسفة أو انفجار سيارة ملغمة تخلف خسائر بشرية ومادية بحسب تعبير من اكتوى هذه الأيام بلهجة التصعيد وتبادل الشتائم من العيار الثقيل ، وقد تترك أضرارا وآثارا سلبية اجتماعية واقتصادية وسياسية طويلة الأمد ، ومشعلو الحرائق من أصحاب التصريحات النارية ، يستمدون قوتهم من النفوذ الحكومي ، وعوامل أخرى تتعلق باتساع القاعدة الشعبية ، لأن احدهم يمثل 100 ألف ناخب صوتوا لصالح المرشح أثناء خوض الانتخابات التشريعية ، لكن هذه القاعدة الانتخابية موضع شك وارتياب ، ويقال إن اقل من 25 نائبا فقط حصلوا على أصوات ناخبين منحتهم حق عضوية مجلس النواب ، من دون الاستعانة بأصوات رؤساء قوائمهم ، أو عن طريق المقاعد التعويضية ، وبابتكار هذا النظام الانتخابي الفريد من نوعه و المدعوم من الكتل الكبيرة المتنفذة في الدورة التشريعية السابقة أصبح المرشح بأصوات عشرة من أفراد من حمايته رئيس لجنة برلمانية ، ومن مساوئ هذا النظام انه رهن إرادة النواب برؤساء الكتل وقادتهم السياسيين ، ومنحهم حق الوقوف في المؤتمرات الصحفية أمام كاميرات الفضائيات ، أثناء قراءة البيانات ، ووجوههم تحمل ملامح جامدة خالية عن أي تعبير ، ولكن حينما تصدر الإشارة لهم بالتصريح بهذا الموضوع أو غيره ، يأتي الحديث مثل تلاوة محفوظة "عندي خروف ابيض اتبعه فيركض " ويبدأ التصريح بالديباجة المستهلكة :" في الحقيقة والواقع واستنادا إلى ماورد في الدستور فان موقفنا ينطلق من حرصنا على تحقيق المصالح الوطنية والوقوف بقوة أمام من يحاول سرقة مكتسبات الشعب العراقي في ظل النظام الديمقراطي الجديد وتضحيات أبناء الشعب " وبعد أن يعدل المتحدث ربطة عنقه ، ويسترجع مفرداته، يعلن بلهجة حماسية سنضرب بيد من حديد ، كل أعداء العملية السياسية وسنلقن دول الجوار درسا لن تنساه في دفاعها عن مكون اجتماعي على حساب الأغلبية ، وهنا ينفجر "التصريح الناسف" ، وتنقل الفضائيات حديث النائب أبو 78 صوتا ، وتستعين بزملائه من الكتل الأخرى لغرض الرد و التعليق والتحليل ، وتكبر كرة النار بإشعال عود ثقاب من برلماني يحرص دائما على حمل شخاطة في احتدام الصراع واتساع الخلاف وضياع فرص الحل للأزمات المتلاحقة .
جميع النواب سواء أصحاب الأصوات الشرعية أو المنتحلة لهم امتيازاتهم وحقوقهم ، ويجب أن تنظر رئاسة المجلس إلى قضية مهمة تتعلق بأهمية رصد أصحاب "التصريحات الناسفة" بنشر عدد أصواتهم التي حصلوا عليها أثناء الانتخابات ، حتى يتعرف الشعب العراقي على حجم قواعدهم الشعبية ، ومدى حرصهم على تنفيذ مطالب ناخبيهم ، وهذا الإجراء من الرئاسة قد يخفف من لهجة التصعيد ، لغرض أن يدرك ذلك النائب أكذوبة تمثيل 100 ألف حتى يكف عن إطلاق تصريحات ملغمة تهدد الأمن الوطني والسلم الأهلي .
تصريح ناسف
[post-views]
نشر في: 29 يناير, 2013: 08:00 م