بغداد/سها الشيخليتصوير /مهدي الخالديقرارات جائرة اجبر النظام السابق المعلمين والطلبة على الانخراط في حزب البعث المنحل للهيمنة الكاملة على قطاع التعليم بكل مراحله، واضطر القسم الاخر الى الرضوخ لهذا القرارالجائر بسبب وضعهم المعيشي فيما غادر البعض الثالث البلاد للحفاظ على سلامتهم،
ما افقد المؤسسة التعليمية الكثير من ميزاتها التربوية وخصوصاً ربط التعليم بالمجتمع وتحولت المدارس الى ثكنات عسكرية مصغرة لخدمة اهداف النظام السابق. مميزات المدرسة الحديثة يؤكد الدكتور هشام الحيالي في جامعة بغداد أستاذ علم الاجتماع ضرورة ان تقوم المدرسة الحديثة على الأسس التالية: 1- ضرورة ربط المدرسة بالمجتمع، حيث أكد على ان المدرسة جزء لا يتجزأ من المجتمع وينبغي ان تكون مجتمعا مصغرا خاليا من الشوائب التي نجدها في المجتمع الكبير، وبناء مدرسة تلعب دورين اساسيين في خدمة المجتمع الذي تنشأ فيه، أولهما نقل التراث بعد تخليصه من الشوائب، وثانيهما إضافة ما ينبغي اضافته لكي يحافظ المجتمع على حياته. 2- ضرورة اعتبار التربية المدرسية عملية حياتية وليست عملية (إعداد للمستقبل)، فلقد اعتبرت المدرسة القديمة ان العملية التربوية التي تتم في المدرسة هي من اجل اعداد التلاميذ للمستقبل، أي انها ترتبط بالمستقبل اكثر مما ترتبط بالحاضر، وانه بناء على ذلك يهون بناء اي شيء في الحاضر اذا كان يضمن قيمة او فائدة للمستقبل بما في ذلك العقاب البدني، وان مسايرة رغبات التلاميذ عمل غير مقبول، بل وممنوع لان ذلك يعتبر عملا لا يحقق هدفا مفيداً للمستقبل. 3- ضرورة الاهتمام بالموضوعات العلمية والمهنية وبمبدأ الفعالية بصورة عامة والاهتمام بالاعمال اليدوية والمهنية في المنهج الدراسي وعدم الاقلال من شأنها، على ان مبدا الحصول على الخبرة والتعليم تدعمه التجربة هي التي تظهر الخطأ والصواب في فرضياتها، وإدخال أنواع مختلفة من المهن المدرسية، حيث ان هذه المهن تجدد الروح في المدرسة وتربطها بالحياة وتجعل المدرسة بيئة صادقة للطفل يتعلم فيها العيش المباشر بدلاً من ان تكون مجرد مكانٍ لتعلم الدروس وذات صلة بعيدة ومجردة بحياة قد تنفع في المستقبل، وليكن معلوما ان الهدف من ادخال المهن في المدرسة ليس من اجل القيمة الاقتصادية، ولكن من أجل تنمية القوة الاجتماعية وبعد النظر، فالمهنة تجهز التلميذ بدافع حقيقي وتعطيه خبرة مباشرة وتمنحه الفرصة للاتصال بالأمور الواقعية. 4- ضرورة اهتمام المدرسة باللعب بالنسبة للتلاميذ كوسيلة لتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية، حيث ان اللعب يعتبر الفعالية الجدية في حياة الطفل والاكثر قابلية لاطلاق قواه الكامنة. ومن المؤسف ان نرى الكثير من الاباء والامهات يعتبرون اللعب نوعا من السخف ومضيعة للوقت ولا يخدم اطفالهم وهم يحاولون الحد من نشاطات أبنائهم، ويعزون ضعفهم في بعض الدروس الى اهتمامهم باللعب على حساب دروسهم، دون ان يكلفوا انفسهم التحري عن السبب الحقيقي لذلك ومعالجته، ويعد اللعب ضرورياً جداً للأطفال، ضرورة الطعام والشراب من اجل ضمان سلامة نموهم العقلي والجسدي بشكل طبيعي. 5- ربط العملية التربوية بالديمقراطية حيث ان الديمقراطية أسلوب في الحياة وليست مجرد تطبيق سياسي لمفهوم قديم يرجع الى عهد اليونان في العصور القديمة وليست الديمقراطية شكلاً من اشكال الحكومة، وانما هي في اساسها أسلوب من الحياة المجتمعية والخبرة المشتركة والمتبادلة، وعلى هذا الاساس فالديمقراطية تعني المساواة بين الافراد وتهيئة الفرص المتكافئة لهم دون تمييز، وتعني التكافل الاجتماعي، والعدالة الاجتماعية وحرية الاعتقاد والقول والنشر والاجتماع وهي تعني اقامة علاقات انسانية تتسم بالاخذ والعطاء وتغليب العقل والخبرة في مجابهة وحل المشاكل التي تصادفنا. ويؤكد الدكتور الحيالي ان المدرسة الديمقراطية التي نصبو اليها هي تلك المدرسة التي يعيش فيها التلاميذ والمعلمون وسائر العاملين فيها زملاء متعاونين من اجل تحقيق الهدف المشترك الذي يخدم المجتمع. الأساليب التربوية ويؤكد الدكتور فيصل القريشي مديرعام الاشراف التربوي (سابقاً): ان واقع مدارسنا اليوم يمثل كارثة في اساليبها التربوية العقيمة القائمة على العنف وعلى الكبت، تماما كما هو الواقع في البيت، حيث يمارس القمع والكبت ضد الأطفال مما يؤثر تاثيرا سلبيا بالغ الخطورة على مستقبل أجيالنا، ومما زاد في الطين بلة كون اجيالنا عاشت في ظل نظام شمولي دكتاتوري قمعي صفى خلال اربعة عقود أي مظهر من مظاهر الديمقراطية، وسلب المواطن كافة حقوقه الانسانية وسعى الى تقديس الدكتاتور، مسخ شخصية الإنسان، وزور التاريخ بأبشع صورة، وجعل من المناهج والكتب الدراسية ادوات لعملية غسل خطيرة لادمغة أبنائنا، وعمل بكل الوسائل والسبل على حشو ادمغة التلاميذ بالافكار البعثية الفاشية التي تقدس الحروب، وتجنيد التلاميذ بما يسمى بالاشبال في الصفوف الأولى وفدائيي صدام في المرحلة المتوسطة والثانوية والتشجيع على العنف والعدوان وحتى القتل بابشع الاساليب الوحشية. الكتاب والمعلم مدير ثانوية متقاعد عباس مصطفى علي يقول بخصوص علاقة الكتاب بالمعلم: يشهد عصرنا الحاضر تطوراً كبيراً في أساليب التربية والتعليم قلب المفاهيم السائدة
الافتقار الى فلسفة تربوية موحدة العائق الاكبر امام تحديث المناهج
نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 03:54 م