وزارة حقوق الإنسان أعلنت تحركها لمعرفة مصير آلاف الأسرى والمعتقلين المحتجزين في إيران ، وناشدت الدولة الجارة مساعدتها في حسم هذا الملف لأسباب إنسانية ، ولاسيما أن البلدين يرتبطان بعلاقات اجتماعية وتاريخية وجغرافية ، وسبق أن اتفقا على توقيع مذكرة تفاهم لتبادل المحتجزين ، وإنهاء ماخلفته الحرب بينهما في ما يتعلق بتبادل الرفات ، والمعلومات الخاصة بالمفقودين وحقول الألغام ، وتثبيت الحدود.
معلومات وزارة حقوق الإنسان تؤكد احتجاز أسرى أمضوا أكثر من ثلاثين عاما في إيران ، فضلا عن اعتقال 392 عراقيا معظمهم من محافظات الوسط والجنوب صدرت بحقهم أحكام بالسجن ، وملفات هؤلاء مازالت في أدراج لجنة حقوق الإنسان النيابية ، قدمتها أسرهم إلى رئاسة مجلس النواب السابق ، وخلال زيارات بعض المسؤولين والقادة السياسيين العراقيين في سنوات سابقة إلى إيران ، تم بحث الموضوع مع الجانب الإيراني ، ووعد بحلول سريعة لم تجد طريقها للتنفيذ ، لأن مجلس النواب وكعادته في اعتماد الصفقات في المصادقة على الاتفاقيات وتمرير مشاريع القوانين ، عطل اتفاقيتين وقعهما العراق مع إيران والسعودية.
عضو "لجنة الحكماء " المكلفة بالنظر بقضايا المحتجزين الشيخ خالد الملا أكد في حديث لصحيفة سعودية قبل أسبوع احتجاز 40 سعوديا في السجون العراقية ، بعضهم متهم بالمادة أربعة إرهاب ، مشيرا إلى إمكانية إطلاق سراح المدانين المتهمين بمواد قانونية أخرى في حال مصادقة البرلمان على الاتفاقية الموقعة بين الرياض وبغداد ، وفي السجون السعودية مئات العراقيين المحتجزين وبينهم من صدرت بحقهم أحكام بالإعدام ، وفي معتقلات دول الجوار الأخرى :الأردن وسوريا والكويت عشرات العراقيين ، بالإمكان نقلهم إلى بلدهم لقضاء بقية محكومياتهم ، طبقا لضوابط وأعراف تعتمدها الدول المعروفة باحترام حقوق مواطنيها، سواء كانوا مدانين أو أبرياء .
في العراق وزارة لحقوق الإنسان ولجنة برلمانية معنية بهذا الشأن ، فضلا عن مفوضية عليا مستقلة ، وعشرات المنظمات تضم ناشطين ومتخصصين مهمتهم تشخيص ورصد الانتهاكات، وترتبط بعلاقات عمل وتنسيق دولية ، وكل هذه الجهات لم تستطع أن تسعف طلب سيدة من أهالي القرنة في محافظة البصرة في معرفة مصير زوجها النائب الضابط الأسير في إيران منذ العام 1982 ، بعد أن تسلمت منه رسائل عن طريق منظمة الصليب الأحمر، والسيدة أم لثلاث بنات أنجبن الأحفاد لأب مجهول المصير أصبحت قصته نموذجا لمعاناة أسرة عراقية من مخلفات الحرب .
السيدة زوجة الأسير مع بناتها وأحفادها لم يخطر في بالها أن تخرج مع المتظاهرين لإطلاق سراح المعتقلين والأبرياء ، وإلغاء المادة أربعة إرهاب أو تعديل قانون المساءلة والعدالة ، ولكنها تدعو من يرفع شعار نصرة المظلومين ، أن يوحدوا صفوفهم لتفادي تعرض رؤوس العراقيين لضربات قاسية بمكاوير الجيران ، في وقت يواصل فيه القادة السياسيون استعدادهم لخوض جولة جديدة في حلبة "التنافس الديمقراطي " لتحقيق النصر الناجز على أعداء الأمة في ظل القيادة الحكيمة .
"مكاوير" الجيران
[post-views]
نشر في: 30 يناير, 2013: 08:00 م