اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > الفنان التشكيلي السوداني حسان علي أحمد.. خفقات القلب في عواصف الألوان

الفنان التشكيلي السوداني حسان علي أحمد.. خفقات القلب في عواصف الألوان

نشر في: 1 فبراير, 2013: 08:00 م

تصطخب لوحة الفنان التشكيلي السوداني حسان علي أحمد , عبر ألوانها المتصارعة المشتبكة , وخطوطها المتلاصقة المتداخلة , وكتلها المتدافعة, ومساحاتها المشحونة بالانفعالات , بتدفق تيارات مسفوحة على عوالم اللوحة , وما خلف اللوحة , مما تستره حداثة مقصودة , مشي

تصطخب لوحة الفنان التشكيلي السوداني حسان علي أحمد , عبر ألوانها المتصارعة المشتبكة , وخطوطها المتلاصقة المتداخلة , وكتلها المتدافعة, ومساحاتها المشحونة بالانفعالات , بتدفق تيارات مسفوحة على عوالم اللوحة , وما خلف اللوحة , مما تستره حداثة مقصودة , مشيرة إلى غموض مرجعياتها الأولى , وأصولها البدائية , ناهيك عن غموض طرائقها الممتدة إلى المكان والزمان , والى ما بينهما , من الفراغ الفارغ , أو الفراغ المملوء , وقد تكون لاغية حتى للملامح التفصيلية للكائنات , البشرية وغير البشرية , المرئية وغير المرئية , بما فيها الإنسان ذاته .

إنك لا ترى إلا مخاضات متدافعة , وأمواجاً متلاطمة , تحيلها الألوان المشتعلة حينا , والغائمة حينا آخر إلى كتل متناقضة , تكشف دواخل الفنان الذي يجابه بتصدي لوحته , لتناقض العالم المحيط .

كما انه لا يعطينا فرصة لتحديد أولوياته , إنما يسقط علينا كتل غيومه دفعة واحدة , أو انه يلقينا في أتون اللهب الممتد من جراح الذات المكسورة , إلى انفجارات اللغة التعبيرية , القافزة من مكمن إلى  مكمن , ومن فضاء إلى فضاء , حتى انه يرِِقُّ في مراحل من المسيرة اللونية , فيعييه النصب الحتمي , وتتعبه الدروب اللانهائية , ليلتجأ إلى ظل ظليل , أو إلى نبع ماء بارد ,  أو ليغفو خلف شجرة عملاقة لا تبين أغصانها ولا فروعها , ولا يبدو من الهدوء الشامل   , إلا الهدوء الشامل نفسه .

إنه يسعى خلف اللون الاجتماعي غير الفردي , إن صح التعبير , فهو لا يكتفي بإظهار مكنوناته الخاصة , بل يغادرها إلى ذوات الآخرين الذين يعيشون الحيرة نفسها , والألم نفسه , إنه يسعى لعولمة الأحزان الخاصة إلى مدى رحب يتسع دوما , ولا أحد ينجو من أشعتها ولا من مخالبها .

ورغم كل هذه الإشكالية المتنوعة , فإنه يقدم لوحة جميلة , وأقول جميلة , بمعنى أنها تقع في القلب موقع القبول , والإتيان الطوعي , والتضامن مع ما تطرحه من أفكار غامضة , أو ما تسببه من أحاسيس مختبئة في أعماق النفس البشرية , حيث تأتلف مع المشاهد , وتظل ترافقه في خفة وهمس .

وأخيرا , فلابد من الإشارة هنا , إلى الحرفية العالية التي يتمتع بها الفنان حسان على احمد , وقدرته على استيلاد الانسجام الكلي , والوحدة الشكلية الضرورية للوحة , عبر ذلك السفر اللوني المتباعد , وحيث تستدعينا اللوحة لمعانقتها , والاحتفاء بها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram