ضمن منهاجه الأسبوعي ضيف ملتقى الخميس الإبداعي المعماري والأكاديمي د.خالد السلطاني للحديث عن تجربته في مجال العمارة وكتاباته النقدية فيها. بدأ مقدم المحاضرة الشاعر محمود النمر د. خالد السلطاني قائلا: اليوم نحتفل بقامة كبيرة أسرت وجه الحياة وكان 
ضمن منهاجه الأسبوعي ضيف ملتقى الخميس الإبداعي المعماري والأكاديمي د.خالد السلطاني للحديث عن تجربته في مجال العمارة وكتاباته النقدية فيها.
بدأ مقدم المحاضرة الشاعر محمود النمر د. خالد السلطاني قائلا:
اليوم نحتفل بقامة كبيرة أسرت وجه الحياة وكان مناراً من منارات العراق الذين ظلوا شموسا نستنير بها . إنه الرجل الذي حول تلك الخرسانة الصماء إلى قصائد في غابات المدن ، ويحول الخطوط المرسومة على البياض إلى صفحات سامقة في فضاءات فسيحة . رجل يحول تلك المنحنيات والأقواس إلى جداريات موحية نتأمل بها كاللوحة التي تشمخ بوجه الزمن . هي ترسم وجهاً آخر للحياة فتحول الخرسانات الموحيات شعراً وقصائد ذلك هو الدكتور المعماري خالد السلطاني .
أما المحتفى به فقال: -
- حضور الآخر المختلف في المنجز المعماري ... سأتحدث عنه من خلال صور ورسومات معمارية ميدانية أوروبية مستمدة من التراث الإسلامي والعربي وأقيمت في مناطق عربية ، وإن ما أقوم به في مجال المعمار هو خيار ذاتي ونابع من اهتمامي الشخصي . وأفخر حين أكون داعية معمارية في العراق منذ أربعين عاماً .
بعد تخرجي من جامعة بغداد 1979 خرجت من العراق عام 1996 وعملت في أوروبا. وقد وجدت أن العمارة موضوعة شائكة ومعقدة . وأهميتها تأتي من أنها تجمع مابين التقنية والفن . وهو أحيانا غير مفهوم وشائك لكنه مفيد للجميع .. مفيد لأنه يخدم مجال السكن والعمل والمجتمع والدولة .
العماريون يذكرون دائما مقولة مفادها ( أن العمارة تتضمن ثلاثة أشياء هي المتانة والوظيفة والجمال ) . العمارة تطورت اليوم كما حال المعرفة بشكل عام وأثرت على العمارة.
في ثقافتنا لا نعترف بالآخر بالرغم من أن الآخر هو ذات مثقفة وذكية . ولأني كنت في الدانمارك أخذت نماذج من معمارييهم من الذين عملوا في المنطقة العربية . وهم فهموا العمارة الإسلامية المحلية واستفادوا من تطبيقاتها في أعمالهم . وهذا التأويل الذي قام به الغرب أصبح بالنسبة لنا اكتشافا جديدا .. اكتشافا سنلاحظه من خلال الصور والرسوم التي نعرضها عليكم عبر السلايدات.
وأنا شخصيا قدمت العديد من التصاميم التي تكرس لبعض المبادئ للمعماريين سواء في تصميمات البيوت أو الشركات والمصانع ، منها بيت في الوزيرية كان مقراً لجريدة صوت الطلبة . ومشروع نفذ في محافظة ذي قار . وهنا لابد من تأشير قضية هي أن المعماريين العراقيين لا يحبذون تقديم تصاميمهم في المحافظات بل في بغداد وهذا خطأ كبير، لأن المحافظات لها نفس حقوق العاصمة وعلينا الاهتمام بها . وغياب المعمار في مدينة ما يجعلها منتفية للمعمار، وهذا يقلل الاستفادة من المعمار في مجال تنمية المدن كما يحصل في بغداد والمحافظات .
ثم بدأ السلطاني بالتأشير والحديث عن الأبنية التي صممها في المحافظات ،كما تطرق إلى تصاميم الأبنية التي صممها المعماريون الدانماركيون في الكويت ، مثل مبنى البرلمان ومبان في بلدان أخرى .
وعلى هامش الندوة سألت المدى د. خالد السلطاني بعض الأسئلة المتعلقة بالعمارة :
* من هو الآخر الذي تقصده بشعارك ( العمارة قبولاً بالآخر ) ؟
- الآخر هو المختلف ..الآخر المثقف والذكي الذي يلاقي قبولاً من الأطراف الأخرى . وأشعر بأننا لا نمتلك ثقافة عميقة ولا نعترف بالآخر . ولا نحترم الآخر ، وهذا يخلق إشكالية في العالم وليس عندنا حسب .. والعالم يسعى إلى حلها بالعقل والحوار وعلى نحو يستفاد منه جميع الأطراف . أي أنا والآخر .
* ماذا عن جلسة اتحاد الأدباء ؟
- أحاول أن أقدم افتراضاً هو أن الآخر مفيد لنا .. وقد أخذت نماذج من معماريين أجانب يعملون في المنطقة العربية ... وهم أولو ثقافتنا واستفادوا منها . وهذا التأويل شخصي وذاتي ونابع من ثقافتهم .. وحاولوا أن يفسروا ثقافتنا ضمن ثقافة الآخر لكنهم احترموا ذلك الآخرالذي هو نحن العرب وبدونها لا تتم عملية التثاقف . والمعماريون الأجانب عملوا في منطقتنا وقدموا نتائج إيجابية لأنهم فهموا نظرية المكان وأخذوا مباني مميزة للعمل عليها بشكل أبهرنا كثيراً . هم بالأصل اسكندنافيون وعملت معهم في كوبنهاكن وهم يهتمون بالمكان على نحو كبير لأنهم يفهمون أهميته ودوره .
* ماذا عن الكتب التي أصدرتها في مجال العمارة ؟
- هناك عدة كتب آخرها إصداري باللغة الإنكليزية الذي تحدثت عنه في هذه المحاضرة عنه في الندوة . وكتبي الأخرى، مثل ( عمارة الحداثة ) و( التناص المعماري ) و( العمارة الأموية الإنجاز والتأويل ). وحاليا أنتظر صدور كتابي الجديد عن دار المدى بعنوان ( فعل العمارة ونصها ) ،وكذلك أساهم في مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية بكتاب بعنوان ( عمارة بغداد ) الذي يتضمن عمارة الحداثة وأتناول فيه مسيرة العمارة منذ تأسيس الدولة . وأتناول فيها بالتحليل والتوثيق نماذج العمارة التي أحبها .