المدىلانضيف جديدا.. اذا ماقلنا ان الصحافة العراقية في ادوارها الاولى، قد تمكنت من الصمود والثبات امام التحديات المختلفة، بجرأة وصبر وبفضل الصلابة التي ابداها الرعيل الاول من رجالها، ومادفعوه من ثمن غال، وما تحملوه من مشاق وتشريد..
لقد تركوا لنا تراثا ضخما جديرا بالدراسة والتقدير.. ولعل من اقل الوفاء تجاه هذا الرعيل المناضل، هو التذكير بجهوده والتنويه بفضله، وعلى وجه الخصوص الاسماء التي لفها النسيان وغمرها العقوق، فاذا كان عدد قليل جدا منهم قد شملتهم الدراسات والمقالات بالبحث والتوثيق، فان العدد الكبير لم يزل بعيدا عن اعين الباحثين وتحقيقاتهم والسبب الرئيسي في ذلك- كما يبدو- هو تشتت الوثائق الخاصة بهم او فقدانها وفي مقدمتها الاعداد الكاملة من الصحف والمجلات العراقية، فضلا عن غياب الوعي الوثائقي لدينا، على مستوى الافراد والمؤسسات معا، وما يؤدي ذلك الى ان تصبح الدراسات القائمة على الوثائق- ومنها الصحافة- القديمة امر صعبا ومملا، ولاننسى في هذه الكلمة الجهد الكبير الذي بذله الدكتور فائق بطي في كتابه (اعلام الصحافة في العراق) الذي يستاهل الاستدراك والنشر ثانية. وفي هذا الملف، الذي نضعه بين يدي القارئ الكريم، نعيد ماكتب عن طائفة من الصحفيين العراقيين المنسيين، ولم يشر اليهم الا لماما، ونعد باصدار ملف آخر بأسماء اخرى، واملنا الكبير بأن تتمخض الايام بتراجم كاملة لهؤلاء الاعلام تعتمد على ملفات تقوم المؤسسات الثقافية بحفظها وتوثيقها، وماذلك الامر بكبير!!.
لماذا هذا الملف؟
نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 05:07 م