TOP

جريدة المدى > سينما > شبابيك:المواطن والبرلمان

شبابيك:المواطن والبرلمان

نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 05:12 م

عبد الزهرة المنشداويالانطباع الذي خلفه أداء أعضاء مجلس البرلمان في فترتهم الانتخابية التي تدنو من نفاد مدتها، لم يكن بالاداء الذي يعول عليه في كسب اصوات الناخب لدورة أخرى. إصرار البعض على اعتماد القائمة المغلقة بدل المفتوحة مؤشر على ان البرلماني الذي يقف
بالضد يعرف اكثر من غيره بأنه لم يكن قريبا من المواطن بالقدر المطلوب. الذين اعتمدوا على الطائفة والمذهب وغيرها من التسميات للفوز بكرسي البرلمان يريدون ان يراهنوا مرة اخرى على هذا الجانب الذي لم ينتفع به المصوت. مئتان وخمسة وسبعون عضوا لم يعد يعول على الأغلبية منهم في تفهم مشاكل المواطن ومعاناته في ظروف اقتصادية واجتماعية، يراد لها حلول وطروحات جادة من اجل الارتقاء نحو الأفضل، خاصة في جانب الخدمات وفرص العمل والحد من تنامي اعداد المفسدين الذين يخوضون حربا مستعرة ضد المواطن البسيط. المواطن الذي يبغي الحصول على فرصته في حياة لاتشوبها المنغصات وتعصف بها المشاكل الاجتماعية والصحية والنفسية، ولكنه لم يجد من يقف الى جانبه او يعبر عن ما يعانيه. من دورة الى اخرى يعي المواطنون دورهم اكثر فأكثر وسيعطون اصواتهم القيمة التي لم يحسبوا لها حسابا فيما مضى من الزمن، ولكن الوعي بالحرية والديمقراطية وحقوق المواطنة سيعطيهم الحصانة والمناعة في تقبل طروحات بعيدة عن الواقع ولا ينتفع منها غير المرشح والمحيطين به. في الدعوة الى اعتماد القائمة المفتوحة لابد للمراقب من ان يقرأ ما بين السطور ويكتشف ان الذين ادعوا مناصرتهم لها لم يكونوا على تلك الجدية والدليل على ذلك قاعة البرلمان التي خلت من الاعضاء الذين يقال بأنهم فضلوا الجلوس في الكافتريا. دفعوا بعضو او عضوين منهم يصرح بالقول انه مع القائمة المفتوحة من باب (ذر الرماد في العيون) في حين انهم تجنبوا الظهور في القاعة لكي لايضطروا الى الافصاح عن موقفهم ضد ارادة الشعب في تبني القائمة المفتوحة التي هي تتقاطع مع مصلحة البعض، او قل الأكثرية، ليس بكاف ان يعلن عضو البرلمان عن مناصرته للقائمة المفتوحة ما لم يدع ويثقف لها. غالبية أعضاء البرلمان بعيدون عن المواطن بعد السماء عن الأرض، فهم، اما متحصنون بأفراد حماياتهم في المنطقة الخضراء او خارج البلد يقضون اوقات فراغهم التي لانهاية لها. يعتقدون بأن حضورهم الجلسات للبت في التصويت على مسودات القوانين (منة) و(فضلا) يسبغونه على المواطن، و تناسوا ان كان هناك من فضل فهو فضل المواطن الذي يتوجب ان يردوه من خلال عمل جاد وتشريع قوانين يمكن لها ان تصب في مصلحة كل العراقيين. ما يؤسف له ان عمل عضو البرلمان تركز على ما يملى عليه من الكتلة او رئيسها ما يجعل التفكير بالمواطن ثانويا. لكن ما زال في الوقت متسع لاتخاذ مواقف تبرىء النائب من تهمة ابتعاده عن ناخبيه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram