اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > قطّاعنا الخاص والقروض الميسّرة

قطّاعنا الخاص والقروض الميسّرة

نشر في: 2 فبراير, 2013: 08:00 م

تنقسم آراء المتخصصين  بشأن حاجة القطاع الخاص العراقي إلى قروض ميسرة، ففي الوقت الذي لا يزال يؤيد البعض ذلك على الرغم من انخفاض سعر الفائدة إلى 7% أو اقل يرى البعض الآخر العكس ويعتقد أن المعوقات تتعلق بمخاطر الاستثمار وتكاليف التأمين ،كما أن أسعار الفائدة اليوم تعد مشجعة جدا، وتجدر الإشارة إلى أن القرض الميسر يعني إما أن يكون سعر الفائدة فيه اقل من المعروض أو أن يتضمن فترات سماح قبل بدء التسديد أو الاثنين معا.
إن قراءة هذا الموضوع يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار المتغيرات والمعطيات التي شهدتها السنوات الماضية ،هذا من جانب فضلا عن أهمية مواكبة التحولات الاقتصادية لتكون منطلقا لبناء الأسس ووضع الحلول من جانب آخر، ففي الجانب الأول فإن أسعار الفائدة التي كانت شماعة الكثير من المستثمرين قد انخفضت إلى حدود 7% تقريبا، ومع ذلك لو اطلعنا على مجموع الائتمان الممنوح لوجدناه لم يرتفع بل ربما انخفض عن الفترة التي تجاوز فيها سعر الفائدة العشرين بالمئة وهذه مفارقة..!! وهي تفيد بان المشكلة ليست في أسعار الفائدة، والأمر الآخر يتمثل في عدم تنفيذ الموازنات الاستثمارية لما بعد عام 2003 بشكل كامل وعودة جزء كبير منها في كل عام كفائض إلى الخزينة، وهذا دليل آخر على أن المشكلة بعيدة عن موضوع الإقراض أيضا.
أما بخصوص التحولات الاقتصادية فقد تمثلت في تبني اقتصاد السوق ،وهذا ما أكده الدستور العراقي ضمنيا (المادة 25) وبعض القوانين الصادرة في السنوات الماضية إلا أن عدداً ليس بالقليل من المنتجين والمستثمرين  ما زالوا يطالبون بإجراءات لا تنسجم مع آليات السوق المراد تطبيقها على سبيل مطالبة الحكومة بالتدخل لتخفيض أسعار الفائدة  ،وهو الأمر الذي يخالف قانون البنك المركزي رقم 65 لسنة 2004 الذي أكد على تحرير سعر الفائدة ،ولكن إذا كان ذلك مقبولا من قبل المستثمرين والمنتجين الذين اعتاش البعض منهم على الدعم ويرغب البعض الآخر أو يعتقد بان العائق هو سعر الفائدة ،إلا أن المشكلة تكمن في كون الكثير من المتخصصين يشاركونهم الرأي نفسه ويعتقدون بأهمية التدخل لتغيير سعر الفائدة!
إن سعر الفائدة لم يكن العائق أمام ولوج السوق من قبل المستثمرين والمنتجين العراقيين ،ونرى أن التردد لأسباب أمنية هو الذي دفع الكثير من المنتجين للعزوف عن الاستثمار لا سيما في سنوات الفراغ الأمني، أما في السنوات اللاحقة التي شهدت استقرارا نسبيا فان المعوقات الإدارية للاقتراض وتردد المصارف ذاتها في تقديم القروض أحيانا فضلا عن مخاوف المستثمرين من المخاطر السياسية وارتفاع كلفة الأجور كانت كلها أسبابا معرقلة للعمل، ولكن من جانب آخر لا أحد ينكر أن القطاع الخاص العراقي بحاجة إلى تمويل يحمل بعدا تضامنيا يحقق أهدافا مشتركة للقطاع الخاص والاقتصاد العراقي.
إن ودائع مصرفي الرافدين والرشيد اليوم تربو على 30 ترليون دينار عراقي، وبالتالي فان هذه المصارف ترغب بشكل مؤكد في استثمارها من خلال منح الائتمان لا سيما مع توقف الاستثمار الليلي الذي كان يقيمه البنك المركزي العراقي إلا أن الفائدة التي تضعها المصارف لن تكون بكل الأحوال اقل من 5% (وفق مستويات التضخم الحالية)  لتغطية النفقات التشغيلية لتلك المصارف والتي تقارب 3% حسب بعض الدراسات، وهذه الأرقام مناسبة جدا للاقتراض والاستثمار، ويبقى أمام المستثمرين التفاوض مع المصارف للحصول على سماحات زمنية ،وهذا يمكن أن يتم بشكل مباشر لأنه يقع ضمن صلاحيات مجالس إدارة المصارف، كما أن الحكومة يمكن أن تتحمل جز ءاً من الفائدة لتزيد قدرة القطاع الخاص على المنافسة ضمن مرحلة مؤقتة توضع وفقا لدراسة علمية تعد لهذا الغرض يمكن أن تقوم وزارة المالية بإعدادها ،ولكن يبقى السؤال هل تضمنت الموازنة العامة 2013 هكذا بند؟ 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 3

  1. د.مظفر

    اتفق معك في كل ما عرضته واتمنى ان اقرأ اكثر حول العقبات التي تضعها المصارف امام اقراض القطاع الخاص ...ليس فقط مصرفي الرشيد والرافدين ، وانما كل المصارف الاهلية التي كانت تحقق ارباحها من الاستثمار الليلي او من احتكار مزاد العملة ...وابتعدت عن وظيفتها الاسا

  2. د حيدر طعمة

    تشخيص عوائق الاستثمار في العراق محاولة جيدة لاثارة النقاش والحوار....ورغم ان المقال اشار الى العلاقة بين سعر الفائدة والاستثمار والى امور اخرى ...الا اني احب التنويه على مازق خطير يواجه الاستثمار في العراق...الا وهو انعدام الثقافة الاستثمارية لدى الطبقة ا

  3. ازاد حبيب منصور

    مشكور اخوية باسم على هذا الموضوع

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram