يقال في المثل الشعبي "الي تلدغه الحية بيده يخاف من جرة الحبل" هذا المثل ذكرني بأحد الأصدقاء الذي كان متحمسا للذهاب الى صناديق الانتخابات ويقلب الفضائيات صعودا ونزولا، وتدور الأفكار في رأسه في كل الاتجاهات ويقلبها على المواجع ويربطها بين الماضي والحاض
يقال في المثل الشعبي "الي تلدغه الحية بيده يخاف من جرة الحبل" هذا المثل ذكرني بأحد الأصدقاء الذي كان متحمسا للذهاب الى صناديق الانتخابات ويقلب الفضائيات صعودا ونزولا، وتدور الأفكار في رأسه في كل الاتجاهات ويقلبها على المواجع ويربطها بين الماضي والحاضر هذا الصديق كان لا يفهم التنظيرات السياسية وصفقاتها وألاعيبها الآن وجدته في إحدى المظاهرات الأخيرة في ساحة التحرير يرفع لافتة كتب فيها "لا تخافوا على العراق" يبدو أن المشهد قد أكل من جرف حماسته الكثير وزُحزحت قناعته وأُصيب بإحباط شديد وهو يرى أن السياسيين يقدمون لكل من انتخبهم صورة مرفوضة عن النوعية التي ذهب من اجلها الناخب لانتخابهم وهو يتطلع إلى المستقبل لا إلى المجهول.
هذا الصديق وأنا وجميع من ذهب لينتخب كنا نتصور ستحل العُقد وتحلحل الجامدة منها وان الطريق إلى الكهرباء والماء والأمان ونبذ الطائفية والعيش السعيد مفتوح على مصراعيه في بلاد الرافدين، ماذا حل بالعراق وبشعبه وبسياسيه، الغريب أن يسأل السياسي المواطن ويطلب منه التأني والحذر من عودة الطائفية وزعزعة الأوضاع الأمنية من جديد، الشعب ينتظر الإجابة ولا يعلم متى تنتهي المهاترات والسجالات السياسية وتوزيع التركة النفطية.. العراق برمته ينظر إلى ما جناه السياسي على شعبه الذي لم يطلب الكثير غير حقه في العيش بأمان وسلام وتوفير خدمات وفرصة عمل لشباب طال انتظاره لفرصة عمل. سياسي يسحب بالحبل ويريده أن ينقطع حتى يحترق الأخضر واليابس، وتضيع السرقة والإهمال ويبقى سياسيونا يطلقون هتافات؛ الوحدة ونبذ الطائفية فهم أحنُّ على الشعب من نفسه.
وسياسي وآخر يظهر على شاشات التلفاز والفضائيات يتكلم بهدوء يطلق التحذيرات والآهات من عودة العراق إلى المربع الأول، ويلوم الشعب كيف انتفض وخرج يتظاهر ويذكره بأنه هو من ذهب وانتخب. لافتة الصديق التي رفعها في ساحة التحرير "لا تخافوا على العراق" هي من جعلتني اربط بين المثل الشعبي "الي تلدغه الحية بيده يخاف من جره الحبل" فعلاً يا مسؤولينا الموقرين نخاف منكم فأنتم من يلدغ الشعب ويضم رأسه خوفاً من غضب الشعب الذي ندم على انتخابكم؛ ويبدو أن سياسيينا ثقافتهم ليست شعبية فهم يحملون شهادات عالمية "فلذلك سوف نقول لهم إن كان التحرر يعني شيئاً فهو الحق في أن تقول للناس ما لا يود سماعه".










