يواصل نادي الكتّاب في كربلاء عقد أماسيه المتنوعة والتي تهدف إلى إشاعة الثقافة والأدب والحوار وعدم اقتصاره على أماس تناقش كتابا، آخر أمسية له كانت حوارية مفتوحة حول تأثير القصيدة، وعن فعل الشاعر وطريقة الكتابة.. قدمها الشاعر أحمد الجنديل الذي أثار الك

يواصل نادي الكتّاب في كربلاء عقد أماسيه المتنوعة والتي تهدف إلى إشاعة الثقافة والأدب والحوار وعدم اقتصاره على أماس تناقش كتابا، آخر أمسية له كانت حوارية مفتوحة حول تأثير القصيدة، وعن فعل الشاعر وطريقة الكتابة.. قدمها الشاعر أحمد الجنديل الذي أثار الكثير من الأسئلة حول قصيدة النثر التي قال إنها القصيدة الأكثر قابلية على التفاعل مع الواقع العراقي الجديد وهي الأكثر صعوبة رغم ما بها من ضبابية، ويضيف أن هذه الضبابية لا تعني عدم قدرة القصيدة على التوغل في تفكير وتأمل المتلقي بل هي ستكون مع صورتها الشعرية أو السردية، هي ملك من يتمكن من يعزف على أوتار اللغة.. وأشار إلى أن الضبابية التي اقصدها هي تلك التي تحتاج إلى تأمل اكبر من وقع القصيدة العمودية.. موضحا كبدء لانطلاق الحوارية فإن أي عمل يتطور يحتاج إلى اختلاف وليس العقل المستنسخ لان ذلك يعني ما ينتج يكون ناتج عقل متحجر، طارحاً سؤالاً: إن كان هناك فرقا بين الصورة الشعرية وبناء القصيدة؛ عادا النثرية الشعرية هي القادرة على إيصال المعنى أكثر من القصيدة العمودية التي يبقى معناها مترهلاً في تفكير الآن وليس في بحة الكتابة إن كان الحديث عن النص العمودي المتوارث.

الشاعر ميثم العتابي قال: اعتقد أن كل ما يرافق الأماسي من مداخلات نقدية، تعتمد على الآني والارتجال وذات منحى انطباعي لا تتوخى الدقة، لذلك هي تصدر أحكاما قاسية وارتجالية ربما يتنازل عنها صاحبها ما إن يغادر مكانه، الضبابية ليست بالتعريف المناسب لقصيدة النثر، والغرائبية التي تُكتب بها. الوضوح أمر مهم ولكن ليس بالمتعارف عليه. المتلقي اليوم له دور المشارك في القصيدة وليس من حق الشاعر أن يملي عليه النص، لذلك أعتقد أن ما نقوله الآن بحاجة إلى توثيق وكتابة قبل الشروع بإطلاقه مثل بالونة أو فقاعة سرعان ما تتلاشى.

لكن الأديب والمربي مهدي النعيمي قال: إن للشباب فضلا في تجدد البنية الشعرية سواء على مستوى قصيدة النثر أو القصيدة العمودية.. وقال ليس من حق الشارع أن يقول إني اكتب بما أريد أو بما يريد الآخر لأنه محكوم بقدرة الموهبة وليس بقدرة الآخر.. ويضيف أن الضبابية في النص الشعري تعتمد على كيفية التقاط المفردة أو الكلمة المفتوحة المبنية على الفهم.

الناقد جاسم عاصي قال انه في النقد الأدبي لا بد من أن تسقط المعرفة والثقافة على ما يشتغل عليه وإلا أصبح النقد عبارة عن انطباع سريع وقراءة غير متعمقة.. ويقول إن النص سواء كان شعراً نثرياً أم عموديا أو نصا سرديا لا يمكن أن يستظل بظل الآخر.. وأوضح عاصي ان هناك فجوة بين جيل الشباب وجيل التراث بمعنى أن 60 بالمائة من الشعراء الشباب لا يعرفون مثلا الأوزان الشعرية عادا هذا الأمر بالخطر.

الشاعر نصير شنشول عدّ التنوع الأدبي بأنه موجود وزهو أساس العمل والإبداع والتطور إلا انه قال إن هناك قصائد لا تمتلك أدواتها مثلما هناك قصائد تبحر في الإبداع، وأفاد بأن القصيدة النثرية لها فضاءاتها الواسعة وهي أضافت للقصيدة بعدا آخر في التلقي، مشيرا إلى أن السبب الذي يجعل فيها ضبابية كما يقول البعض هو أن فيها ضعفا وبعض النصوص تتصف بالتقريرية والوصفية..

ويشير الروائي والنقاد علي لفتة سعيد الى أن النص الشعري إذا امتلك أدواته التأثيرية في المتلقي صار نصا إبداعيا بغض النظر عن التسميات التي يمكن أن يضيفها النقد أو التوصيف، وأضاف أن النص النثري بحاجة إلى قدرة كاملة في داخل المتلقي لأنها لم تعد قصيدة منبرية أو قصيدة حكمة أو إيصال معلومة.. وأشار الى أن القصيدة العمودية كانت ابنة زمنها التي حلق بعيدا في إيصال أغوار الناس ومدياتها البعيدة سواء لحاجتها إلى الحكمة من خلال الشعر أو البلاغة أو حتى الواقع السياسي.