قال الصحفي الراحل ابراهيم اسماعيل عن رفيق دربه شاكر اسماعيل في كلمة نشرتها جريدة الملعب مطلع عام 1963. ان شاكر اسماعيل صحفي معتق يمتلك موهبة التعبير بالكلمة بصورة بارانومية مشحونة بالافكار والصور ذات النكهة الابداعية الخاصة،
كون اسمه بالجهد والعرق فهو من تلامذة مدرسة الزمن الذين يحفرون الارض بأظافرهم بحثا عن المعرفة وادراكا للنجاح. حياته اقوى مؤلفاته فاذا لم يكن هناك كفاح فليس هناك نجاح.. هذا هو شاكر اسماعيل احد اقدم محرري الرياضة في العراق فماذا يقول؟ لعقت التراب مع الحليب! ان يولد الانسان وفي فمه ملعقة من فضة او ذهب، هو غير الانسان الذي يلعق مع حليب امه تراب الارض ويتنفس دخان المواقد انهما نقيصان. الاول يعيش طائرا طليقا بين الابراج العاجية والنجوم الملألئة. والثاني يزحف ارضا ليؤدي ضريبة الحياة كفاحا وكدحا وعنتا وارهاقا والما! الاقدار هي التي تضعك هنا او هناك.. في الضوء او في الظلام. وعليك ان تسعى وتكافح لتجد لنفسك مكانا تحت ضوء الشمس وفي زحام المجتمع.. انا واحد من هؤلاء،، من المعذبين في الارض والباحثين عن المتاعب.. الحياة مدرستي والزمن مؤدبي. كافحت لاعلم نفسي وكان الكتاب معلمي الذي فتح نوافذ المعرفة امامي فضلت ان اشتري كتابا بدلا من رغيف الخبز.. قهرت الجوع بالقراءة والبؤس بالمعرفة. من الرياضة الى السياسة.. حدث ذات مرة ان تقدمت الى صحيفة بغدادية معروفة وانا احمل اليها مقالا سياسيا لانني لم اكن املك اجور ارساله بالبريد المسجل، ولما كانت هيأتي لاتوحي بأني كاتب الكلمة لرثاثة ثيابي قلت لمدير التحرير المسؤول هذه رسالة من سيدي الذي اعمل ساعيا لديه طالبا رجاء نشرها اذا كانت صالحة للنشر.. وفي اليوم التالي وجدت الكلمة تحتل مكانا بارزا في الصفحة الاولى ولكنها تحمل توقيع (ش. أ) بدلا من شاكر اسماعيل فقصدت ادارة الجريدة مستوضحا عن اسباب ذلك فقال لي مدير التحرير وما شأنك انت بذلك؟ قلت له لانني انا الكاتب ومن يومها حصلت على عمل في تلك الجريدة التي كان يتولى ادارتها الاستاذ الراحل لطفي بكر صدقي ووجدت لي عملا في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة وامكانية شراء ملابس جديدة تنفي عني تهمة التشرد! محمد سلامة من هذا الباب الضيق ولجت دنيا الصحافة لتتفتح بعدها امامي ابواب النجاح مشرعة تاركا بصماتي وراء اكثر من عمل اعلامي نافع يتحدث عن نفسه بنفسه وان اعمالي المميزة تقول: -عمل في الصحافة منذ عام 1941 مراسلا لمجلة الصباح المصرية هاويا باسم مستعار (شاكر محمد سلامة). -كتب لجريدة العراق عام 1943 سلسلة من المقالات متصديا للافكار النازية ومدافعا عن الحرية والديمقراطية وساهم بالكتابة لجريدتي (صوت الاحرار والجبهة الشعبية). -انغمر في العمل السياسي اشتراكي الميول ومثل امام المجالس العرفية في الاعوام 1948، و 1952، و 1956، و 1959 واجتجز موقوفا عدة مرات. -امتهن العمل الصحفي محترفا منذ عام 1948 محررا في جرائد (الاخبار) و(اسيا) و(العالم العربي) و(الاتحاد) و(صدى الاتحاد) و(اخبار الساعة) و(الاخبار) و(البلاد) و(الاهالي) و(الرأي العام) و(الثورة) و(المنار) و(الملعب) و(الجمهورية) و(الشعلة) و(الرياضي) و(البعث الرياضي) ومجلة (الرشيد) واخيرا (المبارز العربي).. -امتهن التمثيل المسرحي عام 1941 وقام ببطولة عدة مسرحيات باشراف عميد المسرح العراقي حقي الشبلي وبمشاركة الفنان رضا الشاطي والمحامي مهدي البياتي.. -عضو نقابة الصحفيين العراقيين عام 1959. -عضو الاتحاد الدولي للصحافة 1978. -عضو الاتحاد الاسيوي للصحافة 1973. -عمل في عام 1959 في اربع صحف بغدادية في وقت واحد هي الاهالي والبلاد والرأي العام والثورة وكل اعمدة صفحاتها الرياضية كانت تحمل كل يوم كلمة بتوقيع (شاكر اسماعيل). منح مفتاح مدينة موسكو لاول صحفي عراقي! -كان من بين الذين فازوا بجوائز مجلة الريدرز دايجت الامريكية عام 1945 الذين اطلقوا على مطبوعها العربي اسم مجلة المختار. -فاز عام 1946 بجائزة احسن قصة عراقية باسم رجل من الشارع. -كرمه الاتحاد السوفييتي عام 1974 بمنحه مفتاح موسكو تقديرا لجهوده في خدمة الرياضة والسلام. -منح وسام الصحافة العالمي وشهادة تقديرية من الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية مع الزميلين ابراهيم اسماعيل وضياء حسن. -منح عام 1988 وسام اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية اعترافا بجهوده في خدمة الحركة الاولمبية في اول احتفالية لليوم الاولمبي في العراق الى جانب اوسمة وتكريم من اكثر من جهة عراقية وعربية واجنبية على حد سواء وتوليه مناصب اعلامية رياضية عدة. 15 الف كلمة. ورد ذكره ضمن اعلام العراق في القرن العشرين للباحث حميد المطبعي كأحد رواد الابداع الثقافي كتب في الرياضة لاكثر من 15 الف كلمة وتحقيق.. الرياضة عنده بناء انسان ودفاع عن وطن. وكان اول صحفي رياضي يقدم الى المحاكم لكتابته مقالا يتهجم فيه على المصارع الراحل الحاج عباس الديك عام 1954 وحكم عليه وعلى جريدة (الاخبار) بغرامة مالية تنازل الديك عن استلامها توثيقا لصلات الصداقة بين الجانبين معلنا انه استطاع ان يقهر المصارع الالماني كريمر ولكن الصحافة قهرته! وعلى يد اصغر صحفي من بغداد!!
شاكر اسماعيل..دخل بلاط صاحبة الجلالة موزعاً وخرج منها محرراً
نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 05:32 م