يجري في تركيا هذه الأيام الاحتفال بالذكرى الـ111 لميلاد الشاعر التركي العالمي ناظم حكمت ( 15 كانون الثاني 1902 ــ 3 حزيران 1963). و بدأ ذلك يوم 12 كانون الثاني بافتتاح معرض استثنائي في مركز كاديبوستن الثقافي في اسطنبول، تحت عنوان " وطني : أبيات على ج
يجري في تركيا هذه الأيام الاحتفال بالذكرى الـ111 لميلاد الشاعر التركي العالمي ناظم حكمت ( 15 كانون الثاني 1902 ــ 3 حزيران 1963). و بدأ ذلك يوم 12 كانون الثاني بافتتاح معرض استثنائي في مركز كاديبوستن الثقافي في اسطنبول، تحت عنوان " وطني : أبيات على جبيني " و سيستمر حتى 7 شباط خدمةً لجمهور الساعين إلى اكتشاف المسار الفني الفريد لناظم حكمت، كما تقول فيرسيهان زيفليأوغلو في تقريرها هذا.
و يركز المعرض على الاهتمام الذي أولاه حكمت للفن و الرسم. فهناك منحوتات و لوحات لـ 36 فناناً تركياً مثل إبراهيم بالابان، و عمر أولوتش، و تانكوت أوكتيم و غيرهم. و يُنشر، في الوقت نفسه، كتاب لدار النشر يابي كريدي يتضمن كتابات لتورغاي فيشيكتشي، الذي يكتب في كتالوغ المعرض عن شدة تعلق ناظم حكمت بأمه، إضافةً لعلاقة أمه بفنه و إبداعه في هذا المجال. كما يتضمن الكتاب سيرة حياة الشاعر الكاملة و الكثير من قصائده، بالإضافة إلى سرده قصة زياراته إلى بلدان مختلفة في كل عام. و سوف يترجم الكتاب إلى عدة لغات.
و يشتمل كل من المعرض و الكتاب على صور فوتوغرافية و يصفان حب حكمت لفيرا تولاكوفا، مثلما يُبرزان مواد من الأرشيف الشخصي الذي احتفظ به و هو في روسيا، وأذيربيجان، و الصين، كخط اليد، و المواد الشخصية و رسوم الكارتون، و منها " سلام لبيتك " و " الغيوم في حب " التي رسمها حكمت و صدرت في عام 1959. و المعرض برعاية الصديق المقرب لفيرا تولاكوفا، المعماري مليح غونيش، الذي ألّف الكتاب أيضاً، و الذي قال لصحيفة حرّيَت ديلي نيوز " إن زوار المعرض سيرون ناظم حكمت مختلفاً. فسيرى الحضور أنه كان لطيفاً و مفعماً بالحب، و أن عينيه تبدوان أحياناً في صوره مليئتين بالتوق و الحزن. و حين يمسك بالأطفال، فإنكِ تستطيعين أن ترَي أنه يمسكهم كما لو كانوا أطفاله هو ". و كان غونيس قد حصل ، بعد موت تولياكوفا، على ألف صورة منها.
و سوف يكون المعرض الخطوة الأولى نحو تحقيق متحف رسمي عن ناظم حكمت في تركيا، وهو تحرك يدعمه غونيس بقوة، قائلاً " لقد كان لي لقاء مع وزارة الثقافة حول تأسيس متحف، لكنني لم أحصل على نتيجة ملموسة ".
و من الجدير بالذكر أن حكمت قد توفي في المنفى في الاتحاد السوفييتي عامَ 1963، لكن الحكومة التركية أعادت المواطنة الفخرية له قبل أربع سنوات. " فالدولة تحاول الآن التعويض عما فعلته في الماضي، لكن إعادة المواطَنة ليست بالأمر الكافي. و قد قضى حكمت كل حياته في المنفى ــ و كان لديه توق شديد لوطنه "، كما قال غونيس. و أضاف أن فيرا كانت تقول له على الدوام إن تركيا ينبغي أن تعيد لناظم جواز سفره، " لكن مع القيام أيضاً بإدخال نتاجه الفكري في المنهج التعليمي للمدارس ".
و كان عدد من الممتلكات الشخصية النفيسة لحكمت قد تم العثور عليها في منطقة الأورال من روسيا قبل ثلاث سنوات، و يقال أن غالينا كولينسكوفا، طبيبة حكمت السابقة و وكيلته المزعومة، تتهيأ لبيع هذه المواد بمليون دولار. و يود غونيس أن تقوم السلطات التركية بحماية المواد و يقول إنه أبلغ وزير الثقافة بشأن القضية، و أن الوزارة قالت إنها غير قادرة على شراء المواد من كولينسكوفا، البالغة الآن 96 عاماً، والتي راحت تبيعها واحدةً بعد أخرى.
عن / Hurriyet Daily News