مرت أربعون يوما وأكثر على رحيل شاعر المسرح العراقي الكبير محمد علي الخفاجي الذي غنت المسارح والمنابر الشعرية بما جادت به مخيلته الكبيرة مذ قال صرخته الأولى ( ثانية يجيء الحسين ) ليكون واحدا من كبار المسرح الشعري على مستوى الوطن العربي. هذه الذكرى جع
مرت أربعون يوما وأكثر على رحيل شاعر المسرح العراقي الكبير محمد علي الخفاجي الذي غنت المسارح والمنابر الشعرية بما جادت به مخيلته الكبيرة مذ قال صرخته الأولى ( ثانية يجيء الحسين ) ليكون واحدا من كبار المسرح الشعري على مستوى الوطن العربي.
هذه الذكرى جعلت نادي الكتاب في كربلاء يقيم أمسية له قدمها القاص أحمد الجنديل الذي بدا الأمسية بالوقوف دقيقة صمت شعرية لاستحضار روح الشاعر الى النادي والى المدينة.. وقال الجنديل ان الموت لم يخطفك منا فأنت ما زلت في كل ابتسامة وكل مشاكسة لطيفة وأنت باق في ضمائرنا، وأضاف انه كان يفجر إبداعا عن حكمة ويعلمنا كيفية فك طلاسم الحرف، ثم قال: وان ترحل من دون وداع فتلك هي الفجيعة ولأنك اكبر من الرثاء، لذا سندعوك لتحتفل معنا بصوتك وشعرك وتسمع ما يقال عنك.
وفتح الجنديل باب المشاركات التي بدأت بكلمة لنادي الكتاب قراها الكاتب خليل الشافعي قال فيها: انه التربوي قبل الناجح والشاعر المبدع والإنسان الرائع والمخلص لوطنه، وأضاف: كان رائعا كان يحلم بوطن يحتضن أبناءه لكنه رحل ولم يتحقق الحلم فكل المثقفين نادوا بالحرية كما ناد فقيدنا ونحن اليوم أيضا ننادي بها عبر دولة مدنية حرة بعيدة عن الأيديولوجيات الحزبية والمذهبية وعلينا جميعاً الوفاء بالسير من أجل تحقيقها.
وكانت كلمة أخرى للتيار الديمقراطي العراقي عبر ممثله في كربلاء عبد الجبار العلي قال فيها إن الخفاجي ما هو إلا ثائر منذ الزمان القديم على تحويل مجتمع يسوده الطابع الديمقراطي والتحرري، ونرى ذلك في قصائده الرائعة التي غير بها كثيرا من المفاهيم المغلوطة، وكذلك غيّر مسيرة الشعر العربي وترك بصمة للأجيال التي تليه ورفع اسم مدينته عاليا، وكما هي خفاقة في العلا أصبحت به أكثر خفقا وتألقا
وكانت هناك كلمة أخرى للتجمع الثقافي ألقاها صباح حسن قال فيها: ان الخفاجي علم - حرفا وشعرا - فصرنا له عبدا.. له صولاته الأبية التي جعلته فارسا في الشعر فكان خير جليس لنا. وأضاف: أن فقيدنا الراحل شاركنا في الماسي التي أقمناها كان سجلا حافلا بالوطنية والإبداع ومقارعة الظلم لكي يكون المثقف له دوره في البناء.. يكفيك انه كان مبدعا وعصاميا.
وقرأ الشاعر عودة قصيدة حملت عنوان (أنها كربلاء) جاء فيها
وحينما تطرق المحبة الباب عليه....
يدخلها في رحبة العيون....
تأخذه قصيدة ........... تعاشره الجنون.
فيرتدي جفونها...... في حبوت القمر.
وها هو الآن ......
يقلم أظفاره نخلة ....
وقرأ القاص والناقد جاسم عاصي ورقة جاسم عاصي عنوانها (لا رحيل من هذا الوجود) جاء فيها: "لا تداهم مدننا الأحزان ولا تطأ أقدامنا شوارعنا ولا حتى أزقتنا ..أما بيوتنا فمغلقة دونها ما دام الشعراء من يقفون على عتباتها يحشرونها بألسنتهم وحسن بصيرتهم"، وأضاف انه "بالأمس جالست الخفاجي وأدركني سؤال طالما حلمت بتوجيهه إليه وأنا اقلب نص الجائزة": من أي بئر للخيال نهلت حتى حققت وجود فكرة للنص..
وقرأ الروائي علي لفتة سعيد نصا حمل عنوان (سنمار) وهو أوبرا لا شعرية للراحل جاء فيها
منْ وحْيكَ، نزلتْ دمْعةٌ من السماء
اخْتارتْ غيْمة الشّعر.. لتتلو علينا صبيحَة الوجَع
يتراكم من حيث لا ندري.. ذلك الغيم يحمل صورتك الأبهى
والدمعة وبسملةً راحلة
تداوي جرْحَ الدوْرَسِ حيث اعتلى قبْركَ
وفي ختام الأمسية الاستذكارية قُدم مسلسل إذاعي عن نص مسرحية (الجائزة ) احد أعمال الراحل وهي من سيناريو وإخراج حسين فالح والإخراج الفني غزوان عدنان ومن إنتاج إذاعة كربلاء.