لم يعد مجدياً اضاعة المزيد من الوقت في إلزام المدرب حكيم شاكر على البقاء مع المنتخب الوطني لزمن أبعد من نهاية دقائق مباراة اندونيسيا التي ستجرى اليوم الاربعاء في مدينة دبي لاسيما بعد ان استهلك الرجل الكثير من الشعارات التي رفعها طوال مدة وجوده مع المنتخب بتعريف مهمته انها طارئة ومجانية وطوعية ووطنية وانه سينهي علاقته بها حال عودته من الامارات للمباشرة في تدريب منتخب الشباب بحسب (صدى مصلحته) التي كشفها امس الاول للزميل مصطفى الاغا عبر برنامجه (صدى الملاعب).
وليس ذلك فحسب ، بل آن الاوان ان ينهي رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود هو الآخر معزوفة الرهان المفتوح على ابن البلد بعدما ظل يواجه حرباً ضروساً منذ بطولة غرب آسيا التي جرت في الكويت للدفاع عن اختيار حكيم شاكر للمهمة بالرغم من وجود عشرات المدربين الموهوبين ايضا ممن ترقبوا اشارة حمود واعضاء الاتحاد لتحمل المسؤولية مع الفارق انهم متفرغون لانديتهم في دوري النخبة وغير ملتزمين بمهام دولية ، فمزاج شاكر في تحديد موقعه التدريبي واختيار توقيتات قبوله ورفضه المسؤولية يلزم على حمود اعادة النظر في سياسة الاتحاد لادارة شؤون المنتخبات وماهية علاقة مدرائها الفنيين مع القرارات الحاسمة التي يصدرها وفقاً لمصلحة اللعبة.
صراحة ان من يعرف ناجح حمود عن قرب لن يجد في شخصيته اية إيماءة تدلل على دكتاتوريته في اتخاد القرار ، بل ان بساطته لمن لا يعرفه أوهمت كثيرين انه لا يُحسن التصرف أزاء المواقف الصعبة ، وبين هذا وذاك شعيرة من الغيرة الوطنية التي لا يشك بها تملي عليه الانصياع الى منطق العمل في جميع الاتحادات في العالم التي توكل للجان الفنية تحمل واجباتها في تعيين المدربين للمنتخبات ، فنظيره السعودي احمد عيد ترك خيار اصلاح الامور بيد تلك اللجنة وكذا بالنسبة للاماراتي يوسف السركال يستمد الحلول المصيرية منها ، والامر نفسه بالنسبة للآخرين ، لا يوجد رئيس اتحاد عربي او عالمي يُشغل الاعلام في ملفات المدربين الاجانب طوال السنة من دون ان يتم حسمها إلا في وقت متأخر مثلما يحصل في اتحادنا ، حتى ان بعضهم تمتع بدعاية مجانية في وسائل الاعلام بينما هو يعيش في عزلة تامة عن ممارسة التدريب لكثرة ما تداول اسمه رئيس الاتحاد وزملاؤه الاعضاء والاعلاميون والصحافة من دون ان تكون هناك مفاتحات أصلاً على ارض الواقع كما اعترف الصربي بورا للمدى اليوم.
ولما ذكر اعلاه ، آمل ان يسلم رئيس الاتحاد ملفات المدربين الى لجنة فنية معروفة بشخوصها وعناوين عملها ، مثلما من المفيد تنقية الاجواء بين الاتحاد ورابطة المدربين الوطنيين التي يرأسها المدرب القدير انور جسام صاحب الدراية الواسعة بشؤون المنتخبات ولديه آراء جريئة منذ أزمة البرازيلي زيكو ألقى خلالها اللوم على اتحاد الكرة لعدم استشارته الرؤوس الفنية المعتمدة من اصحاب السيرة الذاتية الغنية بتجارب متميزة مع الكرة العراقية لكي يبعد عن الاتحاد صداع اختيار المدرب البديل وصفاته وصلاحه للمهمة مع اللاعبين العراقيين ، مثلما يحفظ لرئيس اتحاد الكرة هيبته التي تعرضت الى التشكيك في صفقات سابقة طعن البعض علانية بنزاهته بذريعة تلقيه عمولات من تلك الصفقات ، ويثير شبهتها اصراره على مسك ملف التعاقد من الالف الى الياء مع المدربين الاجانب وهو بريء من ذلك ما لم تظهر على السطح قرائن واثباتات ملموسة.
واذا ما حسم أمر حكيم شاكر بانتهاء لقاء اندونيسيا اليوم وعاد الى منتخب الشباب ، لابد ان يسارع الاتحاد لوأد مشكلتين اساسيتين وهما : تسمية مدرب محلي كفء بالتشاور مع رابطة المدربين للتواصل مع المنتخب حتى نهاية حزيران المقبل ، وثانياً تعويض منتخب الشباب بلاعبين جدد يحتلون مقاعد المرحّلين الى المنتخب الوطني ليتفرغوا الى المباريات المهمة سواء في تصفيات كأس العالم أم أمم آسيا اللتين نتمنى ان تنال فيهما كرتنا قصب السبق للمحافظة على مكتسبات التغيير الناجع والمشهود في دماء الأسود.