أكد المجتمعون في مؤتمر الأعمال والاستثمار العراقي الألماني والذي أقامته هيئة الاستثمار الوطنية ببغداد أمس الأول  "أن هناك رغبة لدى الشركات الألمانية في الدخول باستثمارات حقيقية في العراق وتنفيذ مشاريع كبيرة في هذا البلد الذي تحفظ في ذاكرتها له ر

أكد المجتمعون في مؤتمر الأعمال والاستثمار العراقي الألماني والذي أقامته هيئة الاستثمار الوطنية ببغداد أمس الأول  "أن هناك رغبة لدى الشركات الألمانية في الدخول باستثمارات حقيقية في العراق وتنفيذ مشاريع كبيرة في هذا البلد الذي تحفظ في ذاكرتها له رصيدا كبيرا من الأعمال والانجازات طوال حقبة تمتد لأكثر من سبعين عاما ، إلا أن ما ينقص تلك الرغبة في الشراكات التي تنتظر النور وجود منغصات سياسية تلبد فضاء وسماء هذا البلد الذي لا يزال يعاني  سجالات سياسية بين الحين والحين منذ التغيير في سنة 2003 .

الاستفادة من تجارب الشركات الألمانية في قطاع النقل
 قال وزير النقل هادي العامري لـ (المدى) يجب الاستفادة من تجارب ألمانيا في قطاعات الصناعة والنقل ، خاصة أن العراق يمثل فرصة  استثمار حقيقية بالنسبة للشركات الالمانية ، الامر الذي يدعو الى التفاؤل بوجود تعاون مثمر مع الجانب الالماني ، خاصة في مجال السكك الحديد ، وارى ان المؤتمر نجح فعلا بعقده في بغداد برغم الجدل السياسي القائم حاليا في العراق ، مما يعكس رغبة الشركات في العمل والاستثمار في العراق ، واهتمام الحكومة العراقية بتشجيع الاستثمار في العراق .
وأضاف العامري:" هناك تعاون ملموس مع الجانب الالماني في مجال الطيران المدني والسكك الحديد ، حيث كانت هناك زيارة لإحدى الشركات الألمانية مؤخرا للعراق ، و تم بحث  كيفية الاستثمار في السكك الحديد العراقية ، إذ ابدوا استعدادهم للاستثمار بقوة في هذا المجال ، كما ان هناك حوارا جادا للاستثمار فيه ،وهناك خطوات أخرى لإعادة افتتاح رحلات جوية بين بغداد وبرلين ، بعد ان كانت هناك زيارة لمدير الطيران المدني ومدير الخطوط الجوية العراقية لألمانيا من اجل وضع الخطوط النهائية لمذكرة التفاهم والتعاون بين الجانبين في هذا المجال".
من جانبه، قال وكيل وزارة النقل بنكين عبد الله ريكاني :"إن التجربة الاقتصادية الألمانية تجربة معروفة في العالم وحققت نجاحات كبيرة على مستوى جميع الأصعدة  خلال الحقبة الماضية، لاسيما في قطاع النقل الذي يعد الأهم والذي يربط بين العراق وألمانيا وتحديدا في مجال سكك الحديد ، ولدينا مذكرة تفاهم مع هيئة القطارات الألمانية ( دوتشه بان ) ، ونسعى إلى تفعيلها للاستفادة من تلك الخبرات لإنشاء شبكة الحديد الحديثة في العراق التي أنجزت تصاميمها لأكثر من 167 مشروعا في العراق أنجزت الشركات الألمانية القسم الأكبر منه، وهي التي تعد الأفضل عالميا".
وأضاف ريكاني "أن العلاقة بين البلدين ليست وليدة اللحظة بل تعود لسنوات طويلة، ونحن في وزارة النقل نتعاقد للسنة الثالثة مع إحدى كبرى الشركات الألمانية في مجال السكك الحديد وهي شركة (سني كوب) الألمانية والتي تمدنا بما نحتاجه من حديد السكك وصيانة وترميم الخطوط الحالية ، كما نأمل توقيع عقود جديدة مع الشركات الألمانية في كل القطاعات بعد إقرار الموازنة المالية للسنة الحالية".
مطالبات بتعزيز التبادلات التجارية بين البلدين
فيما طالب رئيس غرفة تجارة البصرة مكي السوداني بتعزيز التعاون وزيادة حجم التبادلات التجارية بين العراق وألمانيا، وتفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين ليكون مميزا خلال المرحلة المقبلة ليشمل جميع التبادلات التجارية بينهما، بما فيها المنتجات ذات الطابع الاستثماري العام والمزدوج لمواد الصناعة والإنشاءات والصناعة والزراعة والتعليم والصحة وبقية القطاعات الحيوية الأخرى، وتحديدا في مجال البنى التحتية والطاقة الكهربائية من اجل عودة العراق إلى مكانته الطبيعية المعهودة بين مصاف الدول المتقدمة في العالم.
وقال السوداني إن من المهم الاستفادة من حالة الانتعاش التي يعيشها الاقتصاد العراقي لتعزيز العلاقات الاقتصادية بشكل عام والتجارية بشكل خاص بين البلدين، لاسيما مع عملية التحول في الاقتصاد العراقي من الاقتصاد الشمولي إلى الاقتصاد الحر، بما في ذلك إزالة كل الاختلالات والإشكاليات المتراكمة من الفترة السابقة، والقيام بعملية إصلاح الأنظمة والقوانين والتشريعات ومعالجة سلبيات النظام الشمولي المركزي السابق وأثار الحروب والحصار الاقتصادي لأكثر من ثلاثة عقود من العقوبات الدولية.

رغبة ألمانيا لتطوير المطارات العراقية
بينما قال مدير شركة لوفتهانسا الألمانية للاستشارات (اندرياس يانك) ان شركته لديها الرغبة الحقيقية الرغبة الكبيرة للعمل في العراق لتطوير البنى التحتية في مجال المطارات العراقية، ونحن بدأنا المشوار ومستمرين فيه من اجل تحقيق تلك الأهداف، بما فيها الدخول بمناقصات تطوير مطار بغداد والمطارات العراقية الأخرى، كما ان لدينا الرغبة للعمل والاستثمار في مجالات عمل اخرى في هذا البلد الكبير الذي يتمتع بفرص عمل كبيرة .
 ضرورة عقد شراكات حقيقية في مجال الإسكان والإعمار
وقال الخبير الاقتصادي في اتحاد رجال الأعمال العراقيين باسم جميل انطون :"اننا لمسنا رغبة لدى الشركات الألمانية في العمل في العراق في مجال الاسكان والاعمار والدخول بشكل جدي بمشاريع استثمارية في هذا القطاع وبناء وحدات سكنية في اكثر من مدينة عراقية ، كما من الممكن استفادة شركات القطاع الخاص من تجارب الشركات الألمانية في هذا المجال التي عاشت ظروفاً مشابهة لظروف العراق حاليا من حيث الدمار الذي طال المدن الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية .
وأضاف: ان ما يتطلبه الامر من بناء وحدات سكنية قيام صناعة انشائية متطورة ، لاسيما أن 50% من مصانع القطاع الخاص في العراق هي صناعة إنشائية ، الامر الذي يشجع بناء صناعة إنشائية رصينة ومتطورة ، خاصة ان العراق يمتلك مواد أولية لتلك الصناعات ، فضلا عن إسهامه في خلق فرص عمل جديدة والتي تمثل التحدي الأكبر للاقتصاد العراقي .