اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > وقفة: عراقيـــــة..

وقفة: عراقيـــــة..

نشر في: 25 أكتوبر, 2009: 06:17 م

محمد درويش عليشاهدت برنامجاً على قناة الفيحاء الفضائية، وكان بعنوان (بين أهلنة) من اعداد وتقديم الفنان حافظ لعيبي واخراج محمد حسناوي، والبرنامج من ضمن فقراته زيارة المرضى في بيوتهم، ولاسيما الذين لايستطيعون اجراء عملية جراحية داخل البلد،
وليست لديهم المقدرة على السفر الى الخارج لاجراء تلك العملية. ويقوم البرنامج بحث العراقيين خارج وداخل البلد على جمع التبرعات لهؤلاء المرضى. وأظهر البرنامج مريضاً يشكو من مرض يستعصي علاجه هنا،وجمع له البرنامج تبرعات من مواطنين من مستويات متباينة،فما كان من المريض الا تقديم الشكر والتقدير لكل من كان يقف وراء ذلك. واتصل مقدم البرنامج بأحد المتبرعين وكانت امرأة عراقية مهجرة، فتحدثت مع المريض والقت باللائمة على الحكومة ومجلس النواب لأن أعضاءهما لم يلتفتوا الى هذا المريض وغيره، ولم يقدموا له مبلغاً بسيطاً من رواتبهم المغرية، مشيرة بذلك الى أعضاء مجلس النواب الذين أداروا ظهورهم للناس، ولا يتذكرونهم الا حين يقترب موعد الانتخابات. وتكلمت كثيراً في هذا المجال، وطالبت الحكومة بالاهتمام بالشرائح الفقيرة التي ليست لها مقدرة على تحمل الكثير من ظروف الحياة الصعبة. الى هنا الموضوع طبيعي، ولكن المقدم كشف أمراً عن هذه المرأة في غاية الأهمية، وهو انها فقدت ولدها في عملية ارهابية وعد شهيداً، واستلمت الدفعة الأولى من اكرامية الشهيد، وهو مبلغ قدره مليون ومئتان وخمسون الف دينار، وتبرعت بهذا المبلغ الى المريض الذي ظهر في البرنامج، على اعتبار أنه ولدها، وبما أنها فقدت ولدها فعليها أن تنقذ حياة هذا المريض ليعوضها عنه. بهذه الروحية العراقية الحقيقية تصرفت هذه الأم، وهي تستدعي امومتها وأخلاقها وانسانيتها، لتزرع البسمة فوق شفتي شاب مريض، وتجعله يشعر بالأمل في عودة صحته العليلة اليه. نعم هذه هي الأم العراقية التي عانت في كل الظروف، ولم تتنازل عن كرامتها، وبقيت مرفوعة الرأس دائماً. تذكرت وأنا أشاهد هذا البرنامج موقفاً لأم أخرى قتل ابنها في عملية ارهابية، فبعد فترة من استشهاده تزوج شاب قرب بيتها كان له ولعائلته موقف في تهدئة خواطرها، فما كان منها الا ان تشارك في حفلة عرسه وتوزع الحلوى بين الحاضرين، على اعتبار ان المتزوج ابنها أيضاً. هذه هي المرأة العراقية وهذه هي مواقفها المعروفة. واذا ماكنا قد ذكرنا هذين المثالين، فان هنالك المئات من المواقف المشهودة والمعروفة بها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

على قاعة الجواهري.. ادباء العراق يؤبنون الباحث التراثي الراحل باسم حمودي

بيت المدى ومعهد "غوتة" يستذكران عالم الاجتماع د.علي الوردي

تقرير: "تهيج العين" قد يكون من أعراض الإصابة بالسرطان

مهمة في واتسآب بأجهزة أندرويد

ملتقى الأطفال.. مساحة ثقافية تحتضن صغار الموصل لتنمية عقولهم

مقالات ذات صلة

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

خاص/المدى في محافظة الأنبار، التي تُعتبر من أكبر المحافظات العراقية من حيث المساحة، يُلاحظ افتقارها إلى المسارح الفنية رغم وجود كثير من الشخصيات الفنية البارزة التي أثرت في الساحة الثقافية العراقية. هذا النقص في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram