TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء >  هاشم العقابي

 هاشم العقابي

نشر في: 9 فبراير, 2013: 08:00 م

إنها الحكومة، أو سموها كتلة ائتلاف دولة القانون، إن شئتم. والشاهد هو عزة الشابندر الذي يوصف بكبير مفاوضي زعيم الائتلاف نوري المالكي.
يقول الشابندر في تصريح أدلى به لجريدة "الشرق الأوسط" نشرته في عددها الصادر يوم أمس: "إذا استمر عمل الحكومة بهذه الوتيرة فسوف تخسر الجولة" وإن "أهم ما يجب أن نعلنه بصراحة ووضوح في هذه الأزمة، أن هناك تقصيرا كبيرا في أداء الحكومة، على كل المستويات؛ الأمني منها والخدمي".
ثم يحذر الرجل حكومته من مغبة كيل الاتهامات للمتظاهرين، ليقول بصريح العبارة إن "عليها أن لا تنظر إلى التظاهرات مثلا باعتبار أن من يقوم بها هم إرهابيون أو من أصحاب الأجندات، فإذا ما اقتصرت نظرتها على ذلك تكون قد ارتكبت خطأ تاريخيا".
ويؤكد  أنه "يتوجب على الحكومة وعلى رئيسها (نوري المالكي) أن يسحب البساط من طرف، وإن كان قليلا، إلا أنه قوي، يسعى لحرف التظاهرات عن مسارها، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال إجراءات شاملة وسريعة، وإلا فإنه يمكن أن يؤدي إلى إسقاط النظام برمته".
ويشهد ضمنا وصراحة أن الحكومة تتخبط في طريقة تعاملها مع "أعدائها" بينما "الأعداء" على عكس ذلك. وحتى لا اُتَّهمُ بأني قوّلته ما لم يقل، فهاكم قوله: "هناك تنافس بين الحكومة من جانب، وأعدائها من جانب آخر، ولكن الفرق أن الأعداء يعملون بخطة واضحة، وبدعم وتنظيم، بينما عمل الحكومة إذا استمر على هذه الوتيرة فسوف تخسر الجولة".
وما هي رؤيته للحل؟ يجيبنا الشابندر: "رؤيتي تقوم على ضرورة إلغاء قانون المساءلة والعدالة، وإقرار العفو العام، وبناء عقد اجتماعي جديد ضامن لكل العراقيين، بما في ذلك إعادة النظر بالدستور بشكل كبير".
كبير المفاوضين ليس مثل المستشار. فالأخير، عادة، يبدي رأيه للمسؤول في مطبخ صناعة القرار بما يشبه الهمس فيكشف له عن أخطائه أو نقاط ضعفه حتى وإن كانت مرة. أما كبير المفاوضين فمهمته التفاوض مع طرف آخر ليحصل منه على أكبر قدر من المكاسب مقابل أقل قدر من التنازلات. بتعبير آخر أنه لا يصرح علنا بأخطاء ونقاط ضعف المسؤول أو الزعيم الذي كلفه بالتفاوض. فلو افترضنا أنك كلفت شخصا لينوب عنك في شراء بيت، يصير من غير المعقول أن يقول لصاحب الدار أن بيته يستحق الثمن المطروح للبيع أو أكثر. مهمته أن يشتريه لك بأرخص أو أفضل سعر.  لقد حيرني الشابندر لحد أني أعدت قراءة السطور الأولى من اللقاء الصحفي لأتأكد من أنه كبير مفاوضي المالكي وليس كبير مفاوضي المتظاهرين. وما حيرني أكثر هو إن كان الطرفان متفقين إلى هذه الدرجة، فما معنى عدم إعلان اتفاقهما على الملأ ليخمدا نار الفتنة ويحوّلا خوف الناس إلى فرحة عارمة؟
المالكي نفسه يقر بأن مطالب المتظاهرين مشروعة، إلا انه قسمها إلى صنفين: واحد من اختصاصه، والآخر من اختصاص مجلس النواب. فهل سيدفع المالكي إلى مجلس النواب مشاريع قوانين تلغي الاجتثاث وتقر العفو العام وتطالب بإعادة كتابة الدستور، بحسب رؤية كبير مفاوضيه، ويأمر كتلته بالتصويت معها وليس ضدها في مجلس النواب؟
أما السؤال الذي يدور ببالي الآن فهو: ما الذي سيقوله فينا أنصار المالكي وأتباعه ومقربوه، وأخص منهم - الفتلاوية والبياتي والأديب والعبادي والشلاه والعسكري والساعدي كمال، لو قلنا ما قاله كبير مفاوضي قائدهم ورئيسهم وزعيمهم الساعي لولاية ثالثة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. حازم فريد

    عمت عينه الي ما أفتهم معنى تصريح الشابندر هو يقول ان البعث ومن خلفهم السنة منظمين ويمكن ان تعاد معادلة شباط 1963 ،اذا بقى الشيعة يتعاملون معهم هكذا،

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

العمودالثامن: في محبة فيروز

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram