TOP

جريدة المدى > عام > والفضائح بالتأكيد قادمة!

والفضائح بالتأكيد قادمة!

نشر في: 9 فبراير, 2013: 08:00 م

ابدأ إنشاء بسيطاً لأصل بهدوء إلى ما يبدو صعباً أو مثيراً.. هكذا مثل تلميذ وأحاول قدر الامكان ان اضّيع الكبيرة بالصغيرة لنهون على أنفسنا وعلى الناس، فأقول: اعتدت، ومنذ سنين، ربما منذ أكثر من عشرين سنة، ألاّ ادع الأرق يتعبني، الا ادع الأفكار والأفكار ا

ابدأ إنشاء بسيطاً لأصل بهدوء إلى ما يبدو صعباً أو مثيراً.. هكذا مثل تلميذ وأحاول قدر الامكان ان اضّيع الكبيرة بالصغيرة لنهون على أنفسنا وعلى الناس، فأقول: اعتدت، ومنذ سنين، ربما منذ أكثر من عشرين سنة، ألاّ ادع الأرق يتعبني، الا ادع الأفكار والأفكار الضد تضارب هذه تلك وتلك هذه. أوقف التفكير بهذا او بهذه وبما كتبت والخطأ فيه وما لم أكتبه ويجب أن يُكتب. وتتوالى مزعجات هذه الدار وتلك الوزارة، وكذب ما وراء هذا المهرجان وتلك البيانات المبهرجة وحقيقة ما يُعلَن ... ألخ ما في حياتنا الشخصية و الثقافية، وما في البلد، مما يُحزن ويوجع.
ولأني أسهر في مكتبتي إلى ما بعد الواحدة ليلاً، فغالباً ما أنام. مع ذلك ثمة مزعجات مقلقات لا تدعك تنام وقد جئنها متعباً تكاد تغفو! كما قلت، لا يجيء النوم أو أنا لا أذهب إليه.
ليلة أمس، شغلتني فكرة النظافة، لا نظافة الشارع أو القميص، او مكان العمل او المشفى او سلوك الدولة ولكن نظافة الإنسان في العصر، نظافته في مجتمع لا يزال نصف رعوي ونصف متحضر أو هو متحضر جداً لكنه ما استطاع أن يظل نظيفاً! لأكن مباشراً في الكلام ، وأتحدث عن ذلك الفساد و البغاء أو الفجور الذي لا يُرى!
فحين رحت أتذكر الأسماء وأصحابها، وكم وراء العلم من تعاسة أخلاقية ووراء الادب مما لا نصدقه فلا نستطيع إلا الأسف على ما نرى، وما وراء السياسة وبعض رموزها من عيوب أخلاقية تتخفى وراء ادعاء النزاهة او وراء ادعاء التقى .. في تذكر مثل هذه الشجون. ذلك الكوم من الأسماء والعنوانات والأحداث ينهال كوماً اسود فيغلق المشهد، وتلتم صامتين، غير مصدقين أن هذا الرجل الذي يبدو لك عياناً او في الصحافة او في الشاشة، عفّاً، هو بهذا المستوى، وهل هذه الرقيقة المهذّبة خافتة الصوت تقترف أخطاء كهذه، ومن تراه يدّعي ويحلل ويعلل، أو يرتقي كرسيَّ وجاهة يمكن ان يفجعك بسلوك مراهق لا تستطيع ان تغفره له، بسبب عمره ومظهره، هو باختصار صبي مخجلٌ سلوكُهُ!
وهكذا يورُعنا التفكير في أوساط ورُتبٍ وأنماط من الناس وأنماط ثقافات، فلا تفتقد تهافتاً سلوكياً لا تستطيع ان تظل صامتاً عنه مكتفياً بالاسف. كيف ترضى بخسارة ناس أخيار يخفون "مثالب" ونساء محترمات "تساهلن"، ولا نقول غير ذلك؟
هل يعقل أن تصل بنا الحال إلى أديب غير مؤدب وباحث يسرق فصلاً كاملاً وأستاذ يجله زملاؤه والطلبة لفّق بحثاً وهذا التقي "الزاهد" يسرق مالاً وذلك الذي يبدو محترماً بهذه الحقارة في بيته؟ واخيراً، والعودة لها سبب، ذلك الذي في موقع مسؤولية، لا يأتمنه العاملون – العاملات – معه. هذا إذا لم يتصل بهن بحجة "الرعاية" أو بحجة العمل أو هو يستفسر في منتصف الليل؟
وحين تطول القائمة وتتسع الأنماط وتتنوع المؤسفات، نتساءل: هل نحن مخطئون في التشبث بالفضيلة والشرف والأمانة على الدولة وناسها وعلى البلاد واهلها والقيم التي اردناها؟
هل هذه القيم المطلوبة الآن في غير زمانها ، وعلينا ان نصمت على ما نسمع ونرى، او ننسجم مع ما هو شائع وسائد؟
مرة قلت لنفسي: علينا أن نرتضي الواقع كما هو ونحن مخطئون وخاسرون إذا لم نفعل ما يفعلون ومثلهم نتستّر!
لكن تفكيراً آخر حظر لي ومعه احتجاجُ روح وثقافة: هل نسيتَ لماذا نشيد بالفضيلة ونتمنى مكارم الأخلاق؟ أليس ذلك لانها تحمي الناس من التدهور وتوقف الخراب أو توقف استمراره ؟ وهل عبثاً كان حضور المصلحين، وتوالي الرسالات، وجهد الانسانية للعيش النظيف وحضور الخير.؟
أظن وجود رجال فضلاء "حقاً"، ونساء أمينات ومسؤولين شرفاء مؤتمَنين يحفظ لنا قيماً هم حراسها الدائمون من التهديد، التهديد الدائم أيضاً! حفظ هذه القيم حاجة بشرية. هي في الاقل تؤجل انخراط الناس في التيار الاسود المتسّع والذي طفح ماؤه الآسن والمسموم من كل فج. أقول، في الاقل يمنح الناس أملاً بتوقف السقوط الكبير..
امرأة كريمة محترمة مخلصة ً لعملها ولله وللناس والوطن، ورجل فاضل يضع الله وحياة الناس بين عينيه، وأديب أديب ثقافةً وسلوكاً، ومسؤول مسؤول فعلاً، بلا مزاج  وبلا شطط او مراهقة، يخلقون مجتمعاً. هم فعلاً يمكن ان يفتحوا باباً للشمس النظيفة والحياة التي نتمنى.
ونحن مهما كثر الفساد والمفسدون ومهما برع المخادعون في أساليبهم، لا نستطيع إلاّ أن نرفع الفانوس عالياً في الظلام ، وإلا ان نصنع من أنفسنا اعمدة ضوء وان واجهت هذه الاعمدةُ الريحُ والتراب!
مهمة جليلة يقدمها أولاء الخيرون، بأنواعهم واختلاف حقولهم، ليظل الخير في الحياة ويظل الناس على أمل بشفاء "المرضى" نفوساً واخلاقاً، في الدوائر والبيوت والمعاهد والوزارات وسواها، لتظل المحبة فوق الأرض.
ودائماً أقول، في الشعر، كما أقول في النثر: لنصنع في وجود الكراهات الآنية نقطةَ محبةٍ ترسم خطاً للمستقبل! والحكمة مطلوبة في الأدب والحياة، مطلوبة، بوضوح أكثر، في الوزارة والمؤسسة والمنظمة والمكتب. وفساد الخلق أو اليد أو الضمير، تتناقله الألسن وتتناقله الحواسيب. وليكن أولاء الفاسدون المقنَّعون على بيّنة، بان الناس تتحدث عنهم بقرف وإنهم مهما تستّروا مفضوحون!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: هاينريش بيبر والمسبحة الوردية

نادي المدى الثقافي يبحث في أشكال القراءة وأدوارها

حركة الشعر الحر وتحديث الأدب السعودي

شخصيات أغنت عصرنا .. المعمار الدنماركي أوتسن

مدخل لدراسة الوعي

مقالات ذات صلة

مدخل لدراسة الوعي
عام

مدخل لدراسة الوعي

لطفية الدليمي تحتل موضوعة أصل الأشياء مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية. الموضوعات التأصيلية الأكثر إشغالاً للتفكير البشري منذ العصر الإغريقي ثلاثة: أصل الكون، أصل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram