القسم الأول
يتنازع الصدارة في المشهد الروائي الاندونيسي الان جيلان من الكتاب ، جيل الكتاب الكبار البارزين المعروفين بروعة نتاجهم وغزارته ورسوخه وهم الذين أسسوا للتجديد الادبي واللغوي منذ استقلال اندونيسيا، وناضلوا من اجل تجاوز الاجناس الادبية التقليدية الجامدة في الادب المكتوب باللغة المالاوية وتخليصه من تأثره الكبير بالملاحم الهندية وصياغاتها وبنائها في فترات (تهنيد الثقافة) في أرخبيل الجزر الاندونيسية وعمدوا الى إيجاد أجناس إبداعية معاصرة تتماشى مع التطور الحاصل في مجتمعات جنوب شرقي آسيا والعالم مقابل الجيل الاخر من الكتاب وهو الجيل الذي كان يناهض سياسة الرئيس السابق سوهارتو - ونهض بدور بارز في كشف فساد نظامه إلى جانب تحرر هذا الجيل من المحظورات التي كانت تقيد حرية التعبير وتحرم تناول السياسة والأديان والجنس في الأعمال الأدبية، فظهرت مجموعة من الكتاب وبخاصة الكاتبات من الجيل السبعيني اشتهرن بكتاباتهن الجريئة التي تخطت جميع المحرمات وفي المقدمة تقف الروائية والصحفية (آيو أوتامي) التي تعد الصوت الجريء الذي يتزعم كتاب وفناني اندونيسيا الذين ظهروا بعد سقوط سوهارتو ومن أشهر أعمالها رواية (سامان) التي تتحدث عن الجنسانية النسوية.
عمل عدد كبير من الروائيين والشعراء من اجل تجديد اللغة المالاوية واعتمادها لغة رسمية لتكون الرابط الوطني الذي يجمع مواطني اندونيسيا على اختلاف أعراقهم ودياناتهم الموزعة بين الاسلام والبوذية والمسيحية والهندوسية والسيخ والزن، إلى جانب ذلك كان للكتاب والأدباء دور بارز في مناهضة التقاليد الموروثة التي تحد من حرية الفرد والمجتمع وأخذت مجلة (الأدب الحديث 1933) على عاتقها احتضان أسماء معتنقي الثورة الأدبية الجديدة الذين كانوا يوجهون النقد الجريء للحركة الثقافية الراكدة،ثم انقسم هؤلاء إلى تيارين متعارضين كما حصل في اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية: فريق يدعو إلى التخلي التام عن الموروث المحلي التقليدي والاتجاه نحو الثقافة الغربية بشكل كامل للاستفادة من معطيات الحداثة والمنجزات الثقافية والتقنية، اما الفريق الثاني فكان يدعو إلى تعامل المثقفين بشكل متوازن مع الموروث وتطويره باتجاه حداثة محلية لها سماتها المستمدة من الذاكرة الثقافية الكلاسيكية والشعبية، ثم ظهر جيل من الروائيين المتمردين خلال الاحتلال الياباني لأندونيسيا أطلقوا على أنفسهم اسم (جيل 45) كان جهدهم ينصب على جبهتين جبهة التحرر من المحتل الياباني وجبهة التحديث الثقافي، ومن بين هؤلاء كان الروائي (ماراه روسلي ) الذي نشر ورايته الشهيرة ( ستي نور باجا ) عن رفضه التقاليد الاجتماعية المذلة للمرأة و الاعراف القبلية التي تعيق تقدم المرأة والمجتمع المعاصر ..
ويعد الكاتب (بوتو ويجايا) من بين اشهر الروائيين الاندونيسيين وابرز الكتاب الأحياء، كتب ثلاثين رواية وأربعين عملا دراميا ومئات القصص القصار والمقالات والسيناريوهات والدراما التلفزيونية والدراسات وحاز عدداً من الجوائز الأدبية المرموقة ومن أشهر أعماله رواية ( تليغرام – برقية ) التي ترجمت إلى عدد كبير من اللغات العالمية وعدت علامة فارقة في الرواية الاندونيسية منذ صدورها في سنة 1973 وحظيت بمتابعات كبيرة في الصحافة المحلية والعالمية ورسخت شهرته ومكانته بين كتاب جيله هو الذي ولد سنة 1944 قبل عام من استقلال بلاده ويعد ويجايا من أهم مناهضي الحرب بين كتاب العالم ولطالما عبر عن ومواقفه في مسرحياته التي قدمت في بلاده ودول أوروبية عديدة، يقول ويجايا: تقوم الحروب عندما يظن البعض أنهم أفضل وأكثر ذكاء من الآخرين. (يتبع)
روائيون من أندونيسيا
[post-views]
نشر في: 9 فبراير, 2013: 08:00 م
يحدث الآن
مجلة بريطانية تدعو للتحرك ضد قانون الأحوال الشخصية: خطوة كبيرة الى الوراء
استشهاد مدير مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك شرقي لبنان
استنفار أمني والحكومة العراقية تتحرك لتجنيب البلاد للهجمات "الإسرائيلية"
الـ"F16" تستهدف ارهابيين اثنين في وادي زغيتون بكركوك
التخطيط تحدد موعد إعلان النتائج الأولية للتعداد السكاني
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...