اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلاماً لأرز الصحافة اللبنانية

سلاماً لأرز الصحافة اللبنانية

نشر في: 9 فبراير, 2013: 08:00 م

على الرغم من دخول احداث دورة الخليج الحادية والعشرين في مملكة البحرين ذاكرة التاريخ ، وفضّ عرسها التنافسي المثير بين المنتخبات الثمانية في الثامن عشر من كانون الثاني الماضي من دون منغصات فنية كبيرة كالتي كانت تسجلها الدورات السابقة، فان الحقيقة التي لا تقبل الشك ان الصحافة خطفت الأضواء هذه المرة بدلاً من ان تعكسها من خلالها فنونها ووسائلها الاحترافية.
 فقد لعبت بعض الصحف دور العرّاب لكثير من المناوشات الساخنة بين عدد من مسؤولي الرياضة في الخليج لكشف مستور الماضي والحاضر، وتقليب صفحات سود في الغالب بتوقيتات أثارت السخط بين المشاركين في الدورة القدامى والجدد لاسيما ممن وعوا نهجها الأزلي " دورة التجميع لا التفريق " منذ أن رأت النور للمرة الاولى عام 1970 .
ولعل أبرز الضحايا الذين تم اصطيادهم بنيران صديقة "على حين غرة" الزميل اللبناني سعيد غبريس ( أرز الصحافة اللبنانية المتجذر في أرض معطاء منذ ثلاثة عقود ونيف ) هذا الرجل لم ينصفه أحد ، بل زاد من ألمه الانتقادات القاسية التي وجهها بعض الزملاء في صحافتنا وإعلامنا من دون ان يتأملوا الفارق بين عمر غبريس ومضيفه السعودي الذي فتح له صحيفته ليرميه في بئر حوار سحيق غارقاً في تهمة (المطالبة بابعاد العراق واليمن من دورات الخليج) التي لم تأتِ على لسانه ، بل شكّل صاحب الحوار نفسه عباراتها المثيرة مستلاً فكرتها من حديث سابق للرئيس الفخري للاولمبية البحرينية عيسى بن راشد اثناء استذكاره احداثاً ماضية من دورات الخليج ، معرجاً على دور العراق، واصفاً مشاركاته بانها خلقت أزمات عدة بسبب سلوكيات القائمين على الوفود العراقية ، فضلاً عن ان قبول انضمامه الى الدورة عام 1976 جاء في وقت تتمتع جميع دول مجلس التعاون الخليجي بالاستقرار والانسجام خلال الدورة باستثناء العراق حيث كان جسماً غريباً لنا ! رافضاً قبول المزيد من الدول، مبرراً ذلك بان طلبات العراقيين واليمنيين تأشيرات الدخول الى الدورة الخليجية تشكل صداعاً مزمناً لمسؤولي دوائر الهجرة .
ما يؤكد براءة غبريس انه طلب مرات عدة من الصحفي السعودي سماع شريط التسجيل إلا انه لم يحصل على الرد ، ولاذ الأخير بالصمت والخجل لما اقترفه من خطأ كبير بحق الرجل ، وكان بودي الدخول على خط الهاتف الساخن اثناء دفاع غبريس عن نفسه في برنامج (المجلس) لقناة الكاس كي اقول كلمة حق في عزّ حرجه امام تأريخه وسمعته ومهنيته التي حوصرت في محاكمة غير مستحقة، لكني لم اتمكن من تأمين المكالمة مع القناة،
وقررت عدم الاستسلام لصمت الجميع (عراقيين وخليجيين) أزاء مأزق غبريس طالما كلنا في مركب واحد، فخاطبته عبر بريده الالكتروني مستفسراً عن كيفية تعثره وهو المشهود له عبوره حواجز مستحيلة في تجربة صحفية رائدة لم يسبقه فيها إلا قلة ممن أمدهم الله بالسنين ليستنشقوا هواء ربيع الكرة العربية في خريف العمر ، فجاء جوابه سريعاً  "إن إبن يومين في الصحافة لا يستطيع أن يصف مشاركة العراق بانها كانت مجاملة له وأنه استفاد من مشاركته في كأس الخليج ، فمن أكثر مني مواكبة لكرة القدم العراقية من كل الصحفيين العرب، ومن هو أكثر وفاءً وصداقة مني لكل نجوم الكرة العراقية، ومن وضع صورهم على أغلفة مجلة (الوطن الرياضي) وأجرى معهم المقابلات ونشر مذكراتهم .. ألم تكن مجلتي معروفة بأنها مجلة العراق؟
واضاف في رسالته الالكترونية  " قلت أن العراق شكّل بمشاركته في كأس الخليج إضافة فنية، ورفع من مستوى الحماسة والمنافسة، بل وقلت في وسائل إعلامية أخرى أن مشاركة العراق في كأس الخليج هي كمشاركة استراليا في آسيا، تشكل حافزاً للتنافس ورفعة المستويات ، أما المجاملة فهي لليمن حيث قلت أنه استفاد من كأس الخليج وتمنيت أن يحذو حذو عُمان في تخطي المركز الأخير شيئاً فشيئاً وصولاً إلى الكأس".
واختتم توضيحه الشفاف بتساؤل مهم : كيف لم يحرك أحد من المسؤولين عن المنتخب العراقي في المنامة ساكناً حيال تصريحات وإطلالات البعض الذي قال بالفم الملآن إن وجود العراق أثار المشاكل في دورات الخليج وعدّد الحالات وفصّل القصص؟!
انتهت رسالة غبريس .. ولم تنته رسالتنا في الصحافة لتكون حكايته درساً من دروس الالتزام بصدق الحوار وتحسس خطورة اية إضافات ربما تلقي الصحيفة والمحرر في تهلكة القضاء والتوسل بحثاً عن البراءة.
ومضة:
كيف يتفاخر البعض بجرأته في تأجيج نار التلاسنات والمماحكات والفضائح قبل ان يخلد الى النوم لتتوعده كوابيس (الضمير الغائب) لما اقترفه قلمه من خطايا لا تُغتفر ؟!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram