أكد رئيس مركز لالش الثقافي الشيخ شامو أنه تم العثور على الفتاة الآيزيدية المخطوفة، حيث أُلقي القبض عليها مع خاطفها. وقال شامو إنه تلقى إتصالاً هاتفياً من أحد المسؤولين، يؤكد له بأن سلطات الاقليم قد ألقت القبض على خاطف الفتاة المدعو حسن نصر الله وهما
أكد رئيس مركز لالش الثقافي الشيخ شامو أنه تم العثور على الفتاة الآيزيدية المخطوفة، حيث أُلقي القبض عليها مع خاطفها. وقال شامو إنه تلقى إتصالاً هاتفياً من أحد المسؤولين، يؤكد له بأن سلطات الاقليم قد ألقت القبض على خاطف الفتاة المدعو حسن نصر الله وهما الآن تحت السيطرة. وأضاف شامو بأن المثقفين سيبحثون مسألة اختطاف الفتاة (سيمون) مع أمير الديانة الآيزيدية في العالم تحسين بك.
وكانت حادثة اختطاف فتاة آيزيدية قد أثارت حفيظة المجتمع الآيزيدي بشكل عام، وأدت الى ظهور موجة اعتراضات من قبل رجال الدين والمسؤولين الآيزيديين، وكان ابرزها بيان صدر عن المجلس الروحاني الذي يتزعمه امير الآيزيديين في العالم تحسين سعيد، والذي دعا فيه سلطات اقليم كردستان العراق الى "محاسبة مختطف الفتاة وعدم التهاون معه وتطبيق القانون عليه.
وفي السياق ذاته طالبت شخصيات آيزيدية رئاسة اقليم كردستان وبرلمان وحكومة الاقليم بضرورة الاحتكام الى القانون لحل قضية خطف الفتاة سيمون والعمل من اجل عقد مؤتمر للاقليات الدينية في اقليم كردستان، وجرى عقد لقاء واسع شاركت فيه مجموعة كبيرة (80) شخصية من وزراء سابقين وبرلمانيين وقضاة ومحامين ومثقففين واكاديميين وشخصيات سياسية واعلاميين وصحافيين في معبد لالش المقدس لبحث ابعاد خطف سيمون والآثار التي تركتها القضية على الشارع الآيزيدي وخاصة بعد عرض صورتها في تقرير تلفازي والتحركات الكثيرة للجمعيات والمراكز الثقافية للآيزيدية وغيرهم في الوطن وخارجه، ودعما للبيان الذي اصدره امير الآيزيدية المطالب التي جاءت في الرسالة التي حملت عنوان (حول حل قضية الطفلة سيمون قانونيا) وتسلمت الـ"المدى" نسخة منها تمثلت بـ " ضرورة الاحتكام الى القانون لحل المشكلة والاعلان عن جميع الملابسات المتعلقة بالقضية بشكل شفاف وسريع وأكد فيها المشاركين على سلامة الطفلة سيمون وفق الاعراف و الديانة الآيزيدية مشيرين بـ " التأكيد على ضمان وسلامة حياة الطفلة سيمون كما أشار اليه بيان سمو امير الآيزيدية، حيث "يحرم قتل النفس وفقا للديانة والعرف الآيزيدي، فالله وحده هو الذي يهب الحياة والروح وليس لأحد غيره ان يأخذها".
وأوضح خضر دوملي منسق هذه الجلسة ان القضية حدثت بين الآيزيدية (الفتاة) والرجل الذي قام بخطفها مسلم فقد ناقش الحاضرون بإسهاب ضرورة مساهمة العشائر في حل القضية وثمنوا دور الكثير من الشخصيات التي تسهم في حل المشكلة وهو ما دعى الحاضرين الى الدعوة لـ " عقد ميثاق شرف اجتماعي- برعاية رئيس اقليم كردستان - بين العشائر الآيزيدية والمسلمة، تهدف إلى عدم فسح المجال امام حدوث هكذا قضايا خطيرة من شأنها ان تؤثر على السلم الاجتماعي في كردستان".
وتابع دوملي يقول المشكلة التي يراها الآيزيدية انها ذات طابع قانوني تتطلب التأكيد على ان يأخذ مسارها القانوني و خاصة وفق ما يشير اليه قانون الاحوال الشخصية الآيزيدية الذي ينتظر المصادقة عليه في برلمان كردستان لذلك طالبت الشخصيات تلك بـ " التأكيد على ضرورة الاسراع بتشريع قانون الاحوال الشخصية للآيزيدية في اقليم كردستان والعراق من اجل تثبيت حقوقهم وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية بين ابناء البلد" ويكون مصدرا للاحتكام اليه في المحاكم لحل هكذا قضايا.
الأبعاد الاجتماعية و الدينية للقضية جعلت من الحاضرين ان يطالبوا رئاسة اقليم كردستان بأهمية مناقشة واقع الاقليات الدينية وعقد مؤتمر خاص بهم لبحث اوضاعهم الاجتماعية والدينية و حماية خصوصياتهم من خلال تشريع قانون بذلك وهو دعا الحاضرين " الدعوة الى عقد مؤتمر عام للاقليات الدينية في اقليم كردستان يتناول واقعهم الاجتماعي والسياسي والثقافي والديني ليدخل ضمن العمل من اجل اصدار قانون لحماية حقوق الاقليات الدينية وخصوصياتهم في اقليم كردستان والعراق".
دوملي أوضح تأكيد الجمع الذي ناقش الآثار السلبية لهذه القضية على العلاقة بين الآيزيدية والمسلمين في العراق واقليم كردستان بإسهاب" وهو ما جعلهم يؤكدون على ضرورة ان يلعب رجال الدين والمتنورون دورهم في ترسيخ قيم التعددية الدينية وقبول الآخر ودعوة الحكومة لدعم مناهج تدريس حول التآخي والتعايش الديني تمثل في مطلب بـدعوة رجال الدين المسلمين والمتنورين على الوقوف الى جانب اخوانهم الآيزيديين وتوعية المجتمع في جميع المناسبات والمواقع وعلى المنابر بما يسهم في ترسيخ مبادىء التعددية الدينية وقبول الآخر والتعايش السلمي ومطالبة الحكومة بدعم مشاريع واعداد مناهج دراسية تتناول التآخي والتعايش الديني في اقليم كردستان".
وكانت الفتاة سيمون داود التي تبلغ من العمر 12 سنة قد تعرضت للاختطاف في التاسع من الشهر الماضي من مجمع "شيخكا" التابع لناحية القوش شمال الموصل على يــد رجل يدعى حسن نصر الله صديق، من مجمع كلكجي.