محمود النمر ضيف ملتقى الخميس الابداعي،على قاعة الجواهري في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين،الفوتوغرافي المبدع فؤاد شاكر،وقدم الجلسة الاعلامي احمد المظفرالذي رحب بالمحتفى به والضيوف قائلاً : اليوم ضيفنا مصور فوتوغرافي يرصد الحياة من زوايا مختلفة ،
زوايا تخترق العتمة لتصطاد الضوء،الضوء الذي يلوح كالمرآة على بيوت الفقراء المعدومين الذين تنوء كواهلهم بالضيم والفقر والفجيعة والاستلاب والتهميش ،فؤاد شاكر يلقي شباك العدسة ليصطاد الانكسارات المحتدمة من ازقة المحلة الشعبية،ابطاله تظهر على وجوههم شروخ الزمن المتعب ،عاد فؤاد شاكر الى شارع المتنبي بعد ان هاجر الى امريكا وقضى هناك في الغربة مدة اربع سنوات فقد فيها اعز اصدقائه وفي عام 2001 وطئت قدماه ارض الوطن من جديد،ليصور معالم بغداد شارع السعدون والرشيد والمحلة البغدادية ،ولد في بغداد عام 1949بدأ رحلته الفنية عام 1962اهتم بتصوير الطبيعة واحداث الحياة ،اقام اكثر من ثلاثين معرضا شخصيا . ثم تحدث الفنان فؤاد شاكر عن تجربته قائلا:في الخامسة من عمري، عندما كنت العب في المحلة" بالكريات الزجاجية "في دائرة ضيقة متربة،ومن خلال تلك الكريات كنت انظر الى قرص الشمس فأرى كل شيء بعيني كأنه مدن من بلور لم يره احد من قبلي ،وقد اعزو ذلك الى حاجتي للتذوق الجمالي والمتعة التي تحدثها الالوان الزجاجية النقية ،وانا من الصعب ان اتذكر متى وكيف انتقلنا من ذلك الحي لكنني استطيع ان اؤكد اننا كأسرة تنقلنا ببغداد في حوالي عشرة بيوت في احيائها القديمة ومما اتذكره ايضا انني قد كتبت على جدرانها اجمل اناشيدي وحكاياتي وامنياتي التي كتب لها ان تكون مؤجلة،،وحتى لايفوتني فاني لايمكنني ان انسى محلة –باب الشيخ –وفضوة عرب –وراس السجية –والصدرية –وعكد الاكراد- وقنبر علي –التي تعلمت في مدارسها القراءة والكتابة وكذلك محلة السعدون من بعد. وقرأ الشاعر عدنان الفضلي ورقة أشار فيها الى تجربة الفوتوغرافي شاكر في فن التصوير وقال انا لااعرف كيف فكر اصدقائي في ان يحتفوا برجل كل مايحمله من خطاب مفاده احالة الواقع برغم دمويته الى نشوة تفرضها سطوته التي تجبرنا على موافقته في املاءاته وشروطه التي تتضمن –انظروا تسلموا من القهر. فيما استرجع بعض الذكريات الفوتوغرافي عبدعلي مناحي عن علاقته بفؤاد شاكر منذ عام 1974وكان ضليعا بفن الرتوش على –النجتيف-للصورة الشخصية –البورتريت –اضافة الى براعته في تصحيح الصورة الشخصية –البوزتف-وكان ايضا مصورا يجيد قراءة الوجوه بكفاءة مقتدرة وخاصة الشخصيات التي تشكل صعوبة في الوقوف امام الكاميرا حيث يتفنن في اسقاط الانارة عليها ببراعة ودراية فنية ونفسية وبعد سنتين من تعارفنا وفي عام 1967صرنا نعمل سوية في الشركة العامة للمقاولات الانشائية ،اهتم فؤاد بتصوير الواقع الذي جعل منه مبدعا كبيرا واقام معارض عديدة ومشتركة معي ومع الزملاء الاخرين ،وكانت جهوده الكبيرة في جعل التقنية الفوتوغرافية في الصورة هي الاساس في خلق فن فوتوغرافي متميز ،فكانت الغرفة المظلمة –الدراك روم-هي مكان تحميضها بعد الكاميرا،فؤاد شاكر كان يرسم ابطاله ومشاهداته بالضوء. واكد القاص والفوتوغرافي كفاح الامين :ان فؤاد شاكر يهتم بالمكان البغدادي ان صح التعبير وهو ابن هذا المكان وهو منتمٍ الى المدرسة الواقعية الشاعرية ،تكاد تكون فرنسية او روسية،وهي تزيح قدر الامكان الوقائع باتجاه الحلم تعيد بناء الواقع ذاته باتجاه التماهي ،صراعات الواقع ليست كالصراع الطبقي ولكنه الصراع البصري ،يملأ روحك شاعرية ،العين الفوتوغرافية التي يمتلكها هي خروج من المكان بكل تناقضاته وبكل قسوته رفعه الى مصاف الشعر وهذا مايجعلك ان تتامل اعمال فؤاد . واسترسل الفوتوغرافي هادي النجاربالحديث عن تجربة المحتفى به وقال ان لااريد ان اتحدث عن اي شيء سوى ذكر علاقة فؤاد شاكر بالضوء والظل ،ان ارى هذا الفنان من خلال هذا الموضوع وكذلك اعمال الاسود والابيض ولا ارى الواناً عادية بل هي اعمال راقية جدا ،انها العتمة في اعماله ،فهو من المصورين القلائل الذين يتناولون العتمة بشكل خلاق .