أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم الأربعاء الماضي حفلاً تأبينياً للقاص الراحل فهد الأسدي، وتضمنت فقرات الحفل تقديم نبذة عن سيرة حياة الراحل الإبداعية. وأدار الجلسة القاص جهاد مجيد الذي قال: إن الفقيد فهد الأسدي علم من أعلام القصة
أقام الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق يوم الأربعاء الماضي حفلاً تأبينياً للقاص الراحل فهد الأسدي، وتضمنت فقرات الحفل تقديم نبذة عن سيرة حياة الراحل الإبداعية. وأدار الجلسة القاص جهاد مجيد الذي قال: إن الفقيد فهد الأسدي علم من أعلام القصة العراقية، مشيراً إلى أنه لموقف صعب أن نكون بموقف المؤبن لصديق عزيز ورفيق درب طويل، جمعتني وإياه عقود عدة في صداقة حميمة، جمعتنا روابط كثيرة، أهمها مبدئيته العالية، التي جسدها بإصراره على الصدق في مواقفه الاجتماعية والفكرية والأدبية، فضلا عما أنجزه من إبداعات قيمة أرسى فيها أسس
القصة العراقية. لقد ودعه هذا المبنى العريق بحزن عميق، الذي كان قد استقبله في مطلع شبابه، فتى واعداً ممتلئاً بتجربة ساخنة وفكر خلاق، إن خسارتنا للأسدي جدا فادحة ولكن عزاءنا أن ارثه سيظل بيننا يحمل من كينونة هذا المبدع الكبير.
وحضر الجلسة التأبينية عائلة الفقيد وحشد من أصدقائه ومحبيه... وتحدث نجل الراحل ليث فهد الأسدي قائلاً "أقف اليوم في هذا الصرح الشامخ في مبنى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، متحدثاً وراثياً والدي القاص الكبير فهد الأسدي، ولطالما كان يصطحبنا نحن أبناءه إلى هذا المبنى لنغترف من الثقافة والأدب والأخلاق الرفيعة لأدباء ومثقفي العراق، حيث كنا ندخل هذا المبنى كما دخله الوالد أول مرة عام 1958 والرهبة تملأ نفوسنا"، وبعدها أرثى والده الأسدي بقصة قصيرة تحمل عنوان "رحلة الرجل السومري" سرد فيها سيرته الأدبية والشخصية وابتدأ مطلعها بمقولة الراحل "أحببتُ شعبي، لذا لم أجد أصدق من أكتب تجاربي معه".. ويسترسل بقراءتها قائلا في بعض منها "أبحر فهد الأسدي ذلك السومري الأصيل وحيدا غريباً في مجاهل الهور العظيم وليصور قصبه وبرديه، وليصور أولئك المسحوقين والجياع، والكادحين وقصبة الزنوج ذوي البشرة السمراء السوداء الداكنة، مرت الأيام والشهور والسنين، ونسي البعض ذلك الرجل ، ولم يعد يتذكره سوى الشرفاء والأحرار، والناس الذين ترافع عنهم في قصصه ورواياته، ولم تكن لتستوحشه غربته، وهو يبحر وحيداً في ذلك الهور، حدثتنا جداتنا بأن ذلك السومري الأصيل، ما زال إلى يومنا هذا يصارع العملاق حفيظ، والساحرات، والخنزير البري في مجال ذلك الهور، ليحرر شعبه من الخرافات والشعوذة والمستبدين، في صبيحة يوم السابع من شهر كانون الثاني عام 2013، أبصرنا القارب السومري عائداً من الهور، وبدون السومري الأصيل فهد الأسدي، فتشنا القارب جيداً فلم نجد غير ثلاث مجاميع قصصية هي "عدن مضاع" و"طيور السماء" و "معمارة عِلي"، ورواية واحدة هي "الصليب حلب بنغريبة" وروايتان مخطوطتان إحداهما تتحدث عن انتفاضة الأهوار.. تلك كانت كل ما خلفه لنا ذلك الرجل السومري الشجاع.
وألقى كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الشاعر الفريد سمعان الذي قال إنه يوم مشهود أن نلتقي بوجوه تمجد الكلمة وتدعو لاحتضان الأدب والثقافة والمثقفين والمبدعين الذين ساهموا في بناء الثقافة العراقية، وقال عرفت فهد الأسدي عام 1959 وكنت اعمل إضافة إلى عضويتي في الاتحاد مديراً لإدارة الاتحاد، وقد بلغته بنفسي بقبوله عضوا في الاتحاد، وكان يتواصل معنا في الاتحاد ويحضر بانتظام، أماسي الأربعاء التي كانت تجري مساء، وكان يساهم بالأعمال التي تمارس آنذاك، وكان يتساءل ويحاول أن يتعلم كل شيء وأن يلتقي الكبار أمثال الجواهري وعلي جواد الطاهر وصلاح خالص وعبد الملك نوري وغيرهم، كما كان يتواصل مع الشباب أيضا.. وأكد سمعان ضرورة تأسيس صندوق خاص لنشر نتاجات الراحلين من الأدباء، وطبع مخطوطاتهم الأدبية وبذلك يقدم الاتحاد خدمة كبيرة للمكتبة العراقية والعربية. وقدم كل من الباحث والناقد ناجح المعموري والروائي جاسم عاصي مداخلتين نقديتين أضاءتا جوانب مهمة من مسيرة الأديب الراحل.