ان كنتم تسألوني عمّا حققه الوفد العراقي العرمرمي، عددا وعدة، والذي حضر مؤتمر القمة الإسلامية بالقاهرة برئاسة المالكي، فجوابي ان حضوره تمخض عن كم ملحوظ من اللقاءات التلفزيونية والصحفية للوزراء ورئيسهم، لا غير. كلهم، عدا واحد منهم، من وجهة نظري، لم يقل جملة مفيدة واحدة، لا من الناحية اللغوية ولا السياسية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة الملتهبة بالعراق هذه الأيام.
أما رئيس الوزراء فقد خص جريدة الشرق الأوسط بحديث نشرته في 9/2/2013، وكذلك شاهدت "برومو" للقاء معه في محطة فضائية مصرية لم يتسن لي مشاهدته بعد، لذا سأتوقف عند ما قاله للجريدة.
حين قرأت المقدمة التي اختصرت محاور اللقاء قفزت لما ظننته أهمها اذ سألته الجريدة حول المظاهرات التي تجتاح بعض المناطق في العراق فأجاب: "ما يحدث في العراق ليس ربيعا عربيا، فهذه قضايا سياسية معينة، وليست مطالب"! ألم يقل لنا حضرته، نحن العراقيين، بان كثيرا من مطالب المتظاهرين مشروعة؟ أشو هسه طلعت ماكو مطالب؟ وهاي شلون يعباد الله؟
لا اريد التوقف عند كل إجابة من إجاباته العجائبية حتى لا يقال انني أتصيده، كما يشيع أصحابه ومقربوه. لكن بعضها لا يمكن السكوت عنه وليقولوا ما يقولون. فعن سؤال حول إصدار العفو العام اجاب "دولته": "لا تستطيع الحكومة أن تقوم بعفو شامل، خاصة عن الإرهاب وعن المفسدين في المال العام"! ابحظكم وابختكم، أليس هناك عفو دائم وعام وشامل عن المفسدين؟ هل سمعتم بمفسد واحد القي عليه القبض او سجن؟ سلوا لندن التي هزها جدنا ضاري وأبكاها، لتخبركم كم مفسد عراقي من الحكومة يسرح ويمرح في شوارعها.
ومن بين الأسئلة التي تستهوي كل كاتب، حسبما أظن، سؤال: لمن تقرأ وهل يتسع وقتك للقراءة؟ اجاب: "أولا: لست كثير القراءة الآن". أثمّن صراحته، رغم اني اراها معلومة معروفة لا تحتاج الى تصريح. فالقراءة مثل المرض لها أعراض تظهر على صاحبها، وصاحبنا لم تظهر عليه أي من تلك الأعراض بحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
وللحفاظ على انسيابية الحديث سألته الجريدة: من يشدك من الكتاب العراقيين؟ اجاب: "السيد محمد باقر الصدر، وهو محط إعجاب الذين قرأوا له، وأيضا محمد حسين فضل الله ومحمد مهدي شمس الدين، ومثلا كتب سيد قطب عندنا في المكتبات، ومحمد قطب، والكتب السياسية والمذكرات اقرأ لهيكل وفهمى هويدي ومحمد عمارة"!!
وهنا اسأل: عدا السيد الصدر، هل ان أصحاب الأسماء السبعة الأخيرة، عراقيون ونحن لا نعلم؟ الا يحق لي القول بان رئيس حكومة العراق ليس فقط لا يقرأ، بل ولا يعرف اسما واحدا لكاتب عراقي؟ فمبروك لبغداد التي في طريقها للاحتفال باختيارها عاصمة للثقافة. وقطعا سيفتتح المالكي الحفل بخطاب خاص.
أما الذي زرع اليأس في قلبي فهو قوله للجريدة ان "ليس لدينا ديكتاتور يبقى أربعين سنة مثل القذافي وخلافه"! يا ويلتي، فالرجل يرى ان الحاكم لا يصير دكتاتورا الا اذا حكم أربعين عاما فما فوق. ففال الله ولا فاله على هذه البشرى.
أربعون عاما يا عراق ستظل اذن تنتظر الفرج. أما قبلها، فلا أمل ولا فرح، ولا حب، ولا غناء، ولا شمس ولا رائحة خير او رجاء. أما بعدها: ولا بعد مَرّ الأربعين صِباء.
هل أتاكم حديث المالكي؟
[post-views]
نشر في: 11 فبراير, 2013: 08:00 م
جميع التعليقات 1
المدقق
انك فعلا تتصيد للسيد المالكي كل كلمة يقولها ولكنه يكفيه فخرا بانه لا يعيرك انت وامثالك اية اهمية فهو العملاق الذي لن تصلوا اليه مهما فعلتم ... اما عن ثقافته وقرائته فهو المتكلم المفوه الذي لا يدانيه امثالك وهو عندما يتكلم يختالر من الكلام احسنه ومن الجمل