بين معلومة وحكمة وطرفة وعقيدة تدور مختارات حلقة هذا الاسبوع من "تراثيات معاصرة"، التي تضم مختارات نثرية من كتاب (البصائر والذخائر) لأبي حيان التوحيدي. فإليكم الحصيلة:
- حَجَّ سليمان بن عبد الملك فدخل البيت فرأى سالم بن عبد الله فقال: ارفعْ حوائجك، فقال: والله لا أسال في بيت الله غير الله.
- قال السعيدي انه سأل أبا أّوَيْس: هل تروي شيئا على وزن هذا البيت:
أعرضتْ فلاحَ لنا عارضانِ كالبَرَدِ
فقال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سيرين أخت مارية وهي تصفّق وتقول:
هل عليَّ ويْحكُما إنْ لهوتُ من حَرَجِ
فقال رسول الله : لا. قال سعيد: فصار سرورنا بالحديث أكثر من سرورنا بالبيت.
- قال يزيد بن المُهلَّب : ما رأيت عاقلا ينوء به أمر إلا كان مُعَوَّلُهُ على لحيته.
- ويقال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله إذا اهتمَّ أَكْثَرَ من مس لحيته.
- قال بعض السلف: العز والغنى يجولان فإذا لقيا القناعة استقرا.
- قال أبو حنيفة: لو أدركني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله لأخذ كثيرا من قولي، وهل الدين إلا الرأي الحَسَن؟
- قال رجل من أهل الشام لابن سيرين: بلغني أنَّك نِلت مني، فقال: نفسي أعزُّ عليَّ من ذلك.
- عاب رجل رجلا عند بعض الأشراف فقال له: استدللتُ على كثرة عيوبك بما تُكْثر من عيوب الناس، لأن طالب العيوب يطلبُها بقدر ما فيه منها.
- قال المدائني: أُتي والٍ برجل قد جنى فأمر بضربه فَمُدَّ، فلما أخذه الضرب قال للوالي: بحق رأس أمك عليك أن تعفو عني، قال: اضربْ، قال: بحق عينيها، قال: اضرب، قال بحق خديها، قال: اضرب، قال: بحق نحرها، فقال الوالي: ويحكم خلُّوه لئلا ينحدر.
- سمع جعفر بن سليمان امرأة تتكلم بالرَّفَث (الجنس) فقال: إنكن صويحبات يوسف، فقالت: واعجبا، نحن دعوناه الى اللذة، وأنتم أردتم قتله، فكم بيننا؟!
- تزوج أعمى امرأة قبيحة فقالت له: رزقتَ أحسن الناس وأنت لا تدري، فقال لها: يا بظراء وأين كان عنك البصراء؟
- قيل للجمَّاز: ما بقي من شهوتك للنساء: قال: القيادة عليهن.
- قال معاوية: ما رأيت سَرَفاً إلا وإلى جانبه حقٌّ مُضاع.
- يقال: الحلال يقطُر والحرامُ يسيل.
- قال المأمون لمحمد بن عبَّاد المهلبي: بَلَغَني أنك تسرف في إنفاقك، فقال: يا أمير المؤمنين حبسُ الموجود سوءُ ظنًّ بالمعبود.
- سئل صوفي: هل سبيلٌ الى سكون النفس: قال: لا ما دامت في سلطان الحِسّ.
- كتب عبد الملك الى الحجاج: جنبني دماء آل أبي طالب فإني رأيت آل حرب لما قتلوا حُسينا نزع الله منهم المُلْك.
- قيل لابن عباس: لم لا تكتب في "براءة" بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، و"براءة" نزلت بالسيف ولا أمان فيها.
- لما ماتت أخت بشر بن الحارث الحافي حَزِنَ بِشْر، فسئل عن ذلك فقال: والله ما حزني عليها ولكن يقال إذا قَصَّرَ العبد في طاعة الله سلبه الله ما كان يأنس به في دار الدنيا.
- قال فيلسوف: الندامة على ما فات تضييع وقت ثان.
- قال أعرابي: إياك والعجلة فإن العرب كانت تكنيها أم النَّدامات لأن صاحبها يقول قبل أن يعلم، ويجيب قبل أن يفهم، ويعزم قبل أن يفكر، ويقطع قبل ان يقدر، ويحمد قبل أن يجرب، ويذم بعد الحمد، ومن كان كذلك صَحِبَ الندامة، واعتزل السلامة.
تراثيات معاصرة
[post-views]
نشر في: 12 فبراير, 2013: 08:00 م