TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > يا جاي نخدرك بالقوري

يا جاي نخدرك بالقوري

نشر في: 13 فبراير, 2013: 08:00 م

على خلفية بروز قلق ومخاوف من إقامة صلاة موحدة في حي الأعظمية يوم الجمعة صدرت تصريحات من قبل مسؤولين ونواب  مقربين جدا من الحكومة تحذر من استمرار التظاهرات الاحتجاجية وإمكانية اتساعها وامتدادها الى محافظات وسط وجنوبي العراق ، في وقت اعلنوا فيه انجاز الجهات  الرسمية  وعبر أكثر من لجنة تلبية مطالب المتظاهرين والتصريحات تكاد تتطابق مع أهزوجة "يا جاي نخدرك بالقوري"   المستعارة من " يا كاع اترابج كافوري" لغرض الإشارة الى شفافية الإجراءات والعمل وضح النهار لترسيخ الثقة بين أصحاب القرار والمحتجين ، بعد أن شهدت العلاقة بين الطرفين توترا ملحوظا لم تستطع اللجان الخماسية والسداسية والحكماء، والوسطاء في الداخل والخارج وشخصيات عشائرية أخذت على عاتقها دور الوساطة، ايجاد مشتركات بين الجانبين ، للوقوف على أرضية او قاعدة فرفورية، للتوصل الى نتائج ايجابية  لصالح الطرفين .

الحديث عن تنفيذ الحقوق المشروعة من قبل المعارضين لأي حراك شعبي، تجاوز الخطوط الحمر بالإشارة الى مخطط احتلال العاصمة بغداد، وتنفيذ مخطط تركي قطري للإطاحة بالنظام السياسي، وامتد الحديث إلى رغبة محتجين في إلغاء بث الأذان للصلاة عبر ما اصطلح عليه بوسائل إعلام الدولة المرئية والمسموعة، ولعل اخطر ما ذكر في هذا الإطار التطاول على العقائد والشعائر الدينية لمكون اجتماعي   تعرض للمظلومية طيلة ثمانين عاما، وصاحب هذا التصريح، من  جوقة منشدي أهزوجة القوري، لم يجد خيارا للتقليل من أهمية التظاهرات سوى اتهامها بالطائفية، لاعتقاده أن المظلومين السابقين  سينظمون تظاهرة مليونية بمشاركة أبنائهم وأحفادهم لدعم تصريحه  والاصطفاف معه لمواجهة أصحاب الخندق الطائفي الآخر.

تصريحات من هذا النوع وغيرها المثيرة للاستغراب، تكشف حقيقة أن الأرض العراقية ستشهد المزيد من عمليات حفر الخنادق، الأمر الذي يعني فشل اللجان والاجتماعات والتحضيرات واللقاءات لتمرير مشاريع قوانين، وردت ضمن مطالب المتظاهرين، وفي آخر اجتماع برئاسة إبراهيم الجعفري للجنة الخماسية تم الإعلان عن حصول تقدم في عملها، بمعنى الاتفاق على صيغة موحدة على مشروع العفو العام، وقانون المساءلة والعدالة، وألغت اللجنة العمل بقرارات حجز ممتلكات أعضاء سابقين في حزب البعث المحظور، مقابل تقدم عمل اللجنة  المكلفة بحسم قضايا وملفات خلافية، ينطلق تصريح من نائب يغرد خارج السرب أو من داخل خندقه، فيعلن رفض ائتلافه أو كتلته الموافقة على أي اتفاق خارج إطار الدستور، فينسف ما تحقق من تقدم، ويرد عليه احدهم من الخندق الآخر، فتشتعل الساحة السياسية بالتصريحات المتضاربة، أي "تولع" على حد قول الأشقاء المصريين، ويتبادل المتخندقون الاتهامات، وتستمر الاعتصامات، وهناك من يراهن عامل الزمن والوصول إلى موعد إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة في العام 2014، لتجاوز الأزمة الراهنة بترديد أهزوجة "يا جاي نخدرك بالقوري" من قبل من يتصور أن العراقيين يخدرون الشاي بالطشت والسطل، وخدري الجاي خدري لضمان توطيد التجربة الديمقراطية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram